القضاء البحريني يقر بذكورية "حسين" رغم أن هويته تؤكد أنه "زينب"

نفى ربيعي أن تكون علاقته بأصدقائه أو صديقاته قد تبدلت مع تغيّر هويته الجنسية
نفى ربيعي أن تكون علاقته بأصدقائه أو صديقاته قد تبدلت مع تغيّر هويته الجنسية

يواجه البحريني، حسين ربيعي، مشكلة تتعلق بـ"الهوية"، وتتمثل في كونه يحمل وثائق إثبات باسمه القديم، زينب ربيعي، فهو بعدما حسم مشكلة "الهوية الجنسية" بقرار قضائي اعترف له بأنه ذكر، بعد 34 عاماً قضاها كأنثى، يواجه مشكلة بـ"الهوية الشخصية" حيث ما تزال الوثائق الرسمية تظهره على أنه فتاة.


ربيعي، الذي يؤكد أن دعم العائلة والأصدقاء له خلال الفترة الماضية مكّنه من مواجهة المجتمع المحافظ والظهور علناً عبر وسائل الإعلام لعرض مشكلته وتحطيم الحواجز والمحظورات التي تتناول هذا النوع من المشاكل يعتبر أن معركته لن تنتهي سوى بتعديل وثائقه.

ويشرح ربيعي، في حديث لموقع CNN بالعربية مشكلته بالقول: "قرار المحكمة السابق يتعلق بتحديد الجنس فقط، أما بالنسبة إلى الاسم، فعلي عرض الأمر أمام محكمة ثانية مختصة بذلك، والمحاكم حالياً على وشك بدء العطلة الصيفية، وهذا قد يؤخّر القضية."

ويعرض ربيعي طبيعة المشاكل التي تعترضه بالقول: "أواجه صعوبات عديدة، فأنا بحاجة إلى الهوية لزيارة الأماكن التي أرغب في ارتيادها، وخاصة أنني بحاجة لزيارة المراكز الصحية والأطباء والمستشفيات."

وأضاف أن للمشكلة بعدا مهنيا أيضاً، إذ إنه منقطع عن العمل حالياً بإجازة مرضية، وترتبط عودته إلى مهنته السابقة بتوفير "بطاقة الهوية" التي تظهر انتماءه "الجنسي" الجديد.

وتابع بالقول: "عندما اعرض هويتي التي ما تزال تحمل اسم زينب بالملابس النسائية أجد الناس تنظر إلي باستغراب، باعتبار أن الاسم والشكل مختلفان، ويحصل لي بعض المضايقات، واقصد بالمضايقات هنا ما يطرح من تساؤلات حول وضعي واضطراري لشرح موقفي."

واعتبر ربيعي أنه تجاوز 95 في المائة من المشاكل التي كانت تعترضه في حياته السابقة ولم يبق إلا خمسة في المائة تتمثل في تغيير الاسم، وتمنى ألا تواجه قضيته المزيد من العراقيل في المحاكم قائلا: "لا يعلم المرء ماذا يمكن أن يحصل في المحاكم، ولكن الأمر سيكون سهلا إن شاء الله."

ونفى ربيعي أن تكون علاقته بأصدقائه أو صديقاته قد تبدلت مع تغيّر هويته الجنسية، أما بالنسبة إلى عائلته فقال: "بالطبع لم تتأثر علاقتي بالعائلة مطلقاً، وأنا لم أكن لأصل إلى هذه المرحلة لولا مساعدتهم لي، وإلا فكيف كان لي أن أظهر على قنوات التلفزة المرئية والصحف المكتوبة دون المساندة النفسية من أسرتي؟"

وكشف ربيعي أن انتشار قضيته عبر وسائل الإعلام جعله على تواصل مع مجموعة من الأشخاص الذين يعانون الحالة عينها، لكن من خارج البحرين، حيث يحرصون على الاتصال به من خارج البحرين لاستشارته حول بعض الإجراءات أو لمعرفة المراكز الطبية التي يزورها.

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت تجربته الراهنة قد أنهت الصراع الداخلي بالنسبة إليه قال: "نعم بالطبع، فما حصل أمر ممتاز من خلال الحكم الذي صدر، ولكن تغيير الجنس ليس فقط بحكم محكمة، بل يجب أن استكمل الأوراق كي تكتمل الفرحة."

يذكر أن ربيعي ولد بأعضاء تناسلية تبدو خارجياً أقرب إلى الأعضاء الأنثوية، ما دفع ذويه إلى تربيته كسائر الفتيات دون الانتباه إلى أنه ينتمي إلى حالة نادرة تنمو خلالها الأعضاء التناسلية بصورة مغايرة لهوية الطفل الجنسية الحقيقية.

وقد تمكن ربيعي من تحديد حالته عبر الاستعانة بخدمات عيادة طبية أجنبية أثبتت أن لديه جينات ذكورية، ولا يتمتع بجهاز تناسلي أنثوي، الأمر الذي دفعه إلى تقديم دعوى قضائية لتغيير جنسه انتهت بموافقة المحكمة.

يشار إلى أن العديد من المراجع الدينية الإسلامية تحرّم عمليات تغيير الجنس، غير أن البعض يقرّها إذا ما جرى إثبات الضرورة الطبية.

يذكر أن CNN كانت قد تابعت مؤخراً قصة المصرية سالي عبد الله، التي تركت كلية الطب في جامعة الأزهر قبل 20 عاماً بعدما رفضت إدارتها السماح لها بمتابعة الدراسة إثر خضوعها لعملية جراحية تغيّرت خلالها من "سيد" إلى "سالي."

وقد رفعت سالي دعوى قضائية للمطالبة بالعودة إلى الدراسة، غير أن إدارة الجامعة تصر على أنها أصدرت قراراً بفصل "سيد" نهائياً من كلية البنين، كما أنه لا توجد طالبة باسم "سالي" مقيدة في السنوات السابقة للسنة النهائية في كلية البنات.

وجددت سالي تهديداتها بإقامة دعوى قضائية ضد رئيس جامعة الأزهر، أحمد الطيب، تطالب فيها بعزله من منصبه وبحبسه، نظراً لأنه يرفض تنفيذ الحكم الصادر لصالحها، مشيرة إلى أنها أصبحت تعيش في ظروف نفسية بالغة السوء.