في حضور عربي .. الجمال تغطي مهرجان «رويال اسكوت»

موسم لا بد منه ولا غنى تدشن به بريطانيا مواسم الصيف، فرويال اسكوت هذا السابق الملكي الممتد لأكثر من مائتي عام سمة بارزة في التاريخ الانكليزي، وهو فتنة للناظرين والباحثين عن المجد والارستقراطية في مهدها.


والسنوات الأخيرة شهدت حضورا أميريا عربيا ميزه تفوق خيول العرب وفرسانها عبر خيول شيوخ آل مكتوم وآل نهيان وآل سعود، هذه الخيول تفردت بالفوز وهي مهدت الدرب لأمراء العرب باختراق قصور آل وندسور الذين ظلوا لعقود خلت "أباطرة الانتداب في منطقة العرب" وهذا الزمن حوّل وتحوّل!.

عدا الخيول وسباقاتها، هناك الحضور القوي للمرأة الارستقراطية ورجلها سواء بسواء، فالأزياء والقبعات لها مراسيم خاصة في مناسبة انجليزية عريقة مثل رويال آسكوت الذي هو برعاية ملكية خاصة ورثها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية كابرا عن كابر.

جمال وصرخات موضة وقبعات
هناك مقولة انجليزية قديمة تقول: «إذا أردت ان ترأس (بمعنى ان تحقق النجاح) وأن تلفت الانتباه إليك، عليك بقبعة رأس». وبالفعل ليس هناك ما يثير الانتباه إلى الشخص عموما والوجه خصوصا من قبعة أنيقة، بغض النظر عن شكلها ولونها، كما ليس هناك من اتقن هذا الاكسسوار اكثر من البريطانيين، الذين عرفوه منذ بداية القرن السابع عشر تقريبا. وعلاقتهم الحميمة بهذا الاكسسوار ربما تعود إلى الطقس المتقلب وإلى أن أغلب انشطتهم تقام في الهواء الطلق، الأمر الذي يستدعي حماية وتميزا.

فمن أهم الانشطة التي تستدعي اللجوء إلى قبعات نذكر على سبيل المثال، مهرجان غلاستنبوري الموسيقي، مباريات ويمبلدون للتنس، مهرجان «تشيلسي» للزهور، وطبعا مهرجانات سباق الخيول، الداربي ثم أسكوت وغيرهما.

رويال آسكوت، حدث سنوي تنتظره سيدات الطبقة الارستقراطية في بريطانيا للتأنق والتألق خلال سباق الخيل الملكي البريطاني «رويال اسكوت» الذي يبدأ هذا الأسبوع.  فهذه المناسبة هي فرصة ذهبية لسيدات المجتمع البريطاني المخملي للتبرج والتباهي والتنافس على ارتداء أجمل الأزياء والقبعات والمجوهرات والاحذية، غير ان هذا العام طرأ تغيير على شروط اللباس الرسمي، فقام منظمو الحدث، الذي يستمر على مدى 5 أيام وتحضره الملكة اليزابيث الثانية، بإرسال الدعوات مع الاشارة الواضحة الى ضرورة الالتزام بلباس رسمي محتشم للنساء مؤكدين أهمية تلك المناسبة السنوية الاجتماعية الرياضية على الاطلاق التي تعتبر تقليدا راقيا تفخر به بريطانيا العظمى. موظفو البروتوكول الملكي.

وخلال ايام الرويال يقوم موظفو القصر الملكي اليوم بالتدقيق في لباس النساء ومنع هؤلاء اللاتي يتعرين ويلبسن ثيابا فاضحة مثل الفساتين القصيرة والملابس عارية الاكتاف والعنق وتلك المفتوحة من الخلف. وتحدد القواعد أن ترتدي السيدات زيا رسميا للنهار فوقه قبعة أو وشاح خفيف لتغطية الرأس في حين تؤكد الدعوات حظر ارتداء الملابس عارية الاكتاف والعنق والتنورات القصيرة.

كما يتعين على الرجال ارتداء بدلات سوداء أو رمادية اللون للصباح Morning Suit مع صديري وقبعة للرأس، ولغير البريطانيين يسمح بارتداء الزي التقليدي الخاص بكل بلد.
وقال الناقد في مجال الازياء جيمس شيروود الذي يغطي السباق لحساب هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «أتطلع دائما إلى سباق رويال اسكوت حيث يجيء الجميع في أبهى حلة.. ويتصرفون بلباقة شديدة لانهم ضيوف على الملكة».

وستواجه السيدات اللاتي يتخففن من السروال التحتي القصير الذي ترتديه النساء عادة أسفل الفستان الصيفي أو اللاتي يحبذن ترك الخصر عاريا أو يرتدين تنورات قصيرة وغيرها من الشرائط التي لا تكاد تستر شيئا تدقيقا شديدا من قبل «شرطة الازياء» خلال سباق الخيل الملكي لهذا العام.

صرخة لكن محشومة
والتشديد على الحشمة في اللباس هذا العام جاء بسبب ظهور بعض الضيوف العام الماضي ولا سيما النساء منهم بلباس غير محتشم وفاضح لا يليق بمثل تلك المناسبة المهمة التي تعتبر ترجمة حقيقية للاناقة.

فبعض النساء اللاتي يسعين الى الشهرة السريعة يأتين الى تلك المناسبة لعرض مفاتنهن لسرقة الاضواء والظهور على صفحات المجلات المحلية والعالمية للفت انظار المنتجين الفنيين والحصول على الشهرة من بابها الواسع على حساب الملكة وواحدة من اهم المناسبات التي تتطلع اليها بريطانيا سنويا.

وشدد القصر الملكي في الدعوات على نقاط عديدة يتوجب على الضيوف من جميع الفئات العمرية والاجتماعية الالتزام بها، وتم تنبيه الجميع بأن عدم الالتزام بقوانين اللباس في تلك المناسبة سيؤدي الى منع دخول الضيف أو الضيفة مهما كانت الظروف بغض النظر عن هوية الشخص.

فمن الضروري أن ترتدي السيدة فستانا محتشما او سروالا طويلا، ومن الضروري أيضا أن تضع السيدة قبعة على رأسها أو تكتفي بأكسسوار بسيط من الريش على طريقة الاكسسوار الذي وضعته سارة جيسيكا باركر في العرض الاول لفيلمها «سيكس اند ذا سيتي» في لندن.

وفي الموقع الالكتروني الرسمي لإسكوت تم عرض ما يسمح بارتدائه وما لا يسمح به مع تقديم نماذج وصور للباس اللائق والمحتشم والمقبول به والثياب المشينة التي لا يقبل بها في الميدان. 

الاختيار الدقيق
وبما أن سباق الخيل في اسكوت يعتبر مناسبة اجتماعية مميزة في العالم أجمع فمن الضروري أن يتم اختيار اللباس بشكل دقيق ، فالزي الانجليزي التقليدي مثل بدلة الصباح للرجال مع القبعة لا تراها إلا نادرا في بعض الأعراس، لذا يعتبر هذا الحدث مناسبة جيدة لإحياء الزي الرسمي بكل وقاره.

وبما أن اللباس هو من أهم ما يميز هذا الحدث، وبما أن وسائل الاعلام تنتظر هذه المناسبة لرصد أنامل المصممين، وتتبع عدسات الكاميرات خطوط الموضة العريضة التي تترجمها أجساد الحسناوات، وتنتظر المحلات التجارية تلك المناسبة للاستعانة ببعض الافكار وتقليدها لتكون بمتناول الاشخاص العاديين، لذا قام خبراء في الازياء والموضة بتقديم يد العون من خلال تقديم النصائح في موقع على الانترنت، وكان أولها تحذير السيدات من محاولة خلق موضة جديدة، فعواقب تلك الخطوة قد تكون وخيمة جدا، لانه يجب على الضيوف اولا وأخيرا الالتزام بشروط اللباس المرافقة للدعوة لتفادي أي نوع من الإحراج، كما أنه من الضروري أن يكون اللباس كلاسيكيا نوعا ما من دون المغامرة، فمن الخطأ أن ترتدي السيدة ثيابا غريبة حتى تجذب الانظار اليها وتسرق الاضواء، فهذه الطريقة وفي هذه المناسبة بالتحديد أثبتت أنها خطوة ناقصة، قد تعرض السيدة الى موقف مزعج لان جذبها للانظار يكون للأسباب الخاطئة.

وبالمقابل فإن من الخطأ أن تتأثر المرأة بصورة المناسبات الملكية التي تعود الى القرن الثامن عشر، فيجب التنبه الى موضة العصر الذي نعيشه، كما ان المبالغة في الحشمة والظهور بشكل يخالف الزمن الذي نعايشه يجعل من المرأة اضحوكة تتناولها وسائل الاعلام وتعلق عليها من دون رحمة.

الأحذية والأحذية أيضا
ويحذر المختصون في مجال الازياء من انتعال حذاء جديد للمرة الاولى، فيجب التنبه الى مسألة الوقوف لفترة طويلة والمشي لمسافات بعيدة، فخلع الحذاء في مثل هذه المناسبات يكون خطأ لا يمكن تصحيحه ويؤثر بصورة السيدة التي تقوم بمثل هذه الخطوة وهي في حضرة ملكة بريطانيا.

ومن الخطأ أيضا أن تعتقد السيدة بأن التعري هو مفتاح النجاح، فالحشمة والاناقة هما عنوان نجاح المظهر في هذه المناسبة، فمن الضروري أن يكون الثوب انيقا، محتشما، بسيطا.
أما بالنسبة للاكسسوارات، فهنا يكمن السر، فهي مهمة جدا ولكن من الاهم معرفة اختيارها وتنسيقها، فلا مانع في ارتداء القفازات وحمل حقيبة يد صغيرة يناسب لونها الزي الذي ترتديه السيدة، كما ان منظر مظلة أنيقة في اليد يعطي رونقا خاصا في مثل هذه المناسبات خاصة أن المناخ في بريطانيا متقلب، ومن الجيد أيضا أخذ شال ناعم واختيار عقد بسيط من اللؤلؤ بدلا من الاكسسوارات الصارخة والمجوهرات الضخمة.

القبعة من الاكسسوارات الأكثر أهمية في هذه المناسبة، ولكن هناك شروطا لاختيارها، فإذا كان الثوب مزركشا والوانه قوية ينصح باختيار قبعة من لون واحد والعكس، كما ان حجم القبعة يجب ان يتناسب مع تصميم الثياب، فلا يجوز اختيار قبعة عصرية جدا مع ثوب كلاسيكي، فالقبعة هي تاج المرأة في تلك المناسبة ومن شأنها ان تلفت الانظار قبل الثوب، لذا يجب اختيارها بتأن.

البعض يعتقد بأن الثياب في هذه المناسبة يجب ان تكون ملونة، غير انه لا يوجد أي مانع من أن تختار السيدة ثوبا أسود اللون أنيقا وبسيطا مع حذاء اسود أيضا وقبعة سوداء بتصميم عصري جميل مع بعض التفاصيل الملونة الخفيفة.

وبرأي الخبراء فإن هناك بعض الازياء المتوفرة في محلات شوارع الموضة الانيقة والرخيصة بنفس الوقت يمكن الاستعانة بها، ولكنهم يحذرون من ارتداء كل القطع من تلك المحلات، فلا بد ان تكون حقيبة اليد من تصميم احد اهم المصممين العالميين او اختيار حذاء غالي الثمن حتى يكون هناك توازن في الزي يمزج الغالي والرخيص بطريقة موزونة.

وفي حال فضلت السيدة الاكسسوار على الرأس بدلا من القبعة فلا بد ان يكون الاكسسوار إن كان من الريش أو القش، بشكل يغطي اعلى الرأس لان الحفل ملكي وبحضور الملكة فيجب مراعاة الاتيكيت الذي يتحتم على الضيوف الالتزام بتفاصيله.

أطقم الرجال
وإذا كنت تعتقد أيها الرجل بأنك لن تقع في مطب الموضة فأنت خاطئ، فالبدلة يجب ان تكون سوداء او رمادية او داكنة اللون، ويجب ان يكون لون القميص فاتحا وليس أبيض اللون، ويجب ان تكون ربطات العنق مربوطة بإحكام في عقدة صغيرة جدا، كما ان من الخطأ بأن يكون لون ربطة العنق من لون الصديري.

أما بالنسبة للجوارب الرجالية فمن الضروري أن تكون سوداء او رمادية اللون، ولا يجوز أبدا أن تكون ملونة، فالالوان تعطي فكرة خاطئة عن الرجل وذوقه.

ويبقى ان يتذكر ضيوف اسكوت أنهم في حضرة الملكة، فالاناقة والحشمة مطلوبتان والالتزام بشروط الدعوة الزامي.. تجنبوا المبالغة في الموضة ولا تحاولوا فرض ذوقكم الخاص في هذه المناسبة، فالملكة هي التي تبسط الخطوط العريضة للموضة على مدى هذه الايام الخمسة، رغم أن الملكة نفسها غيرت هندامها على مر السنين وتعرضت للكثير من الانتقادات الى ان اصبحت تعرف ما يليق بها وبمكانتها وهيبتها، والفضل يعود الى انجيلا كيلي وعدد من المصممين الشباب الذين يهتمون بأزيائها، فبرأي ميوتشيا براد تعتبر الملكة المرأة الاكثر أناقة في العالم.