القبعة .. تعود بقوة الي الموضة في بريطانيا

هناك مقولة انجليزية قديمة تقول: «إذا أردت ان ترأس (بمعنى ان تحقق النجاح) وأن تلفت الانتباه إليك، عليك بقبعة رأس». وبالفعل ليس هناك ما يثير الانتباه إلى الشخص عموما والوجه خصوصا من قبعة أنيقة، بغض النظر عن شكلها ولونها، كما ليس هناك من اتقن هذا الاكسسوار اكثر من البريطانيين، الذين عرفوه منذ بداية القرن السابع عشر تقريبا.


علاقتهم الحميمة بهذا الاكسسوار ربما تعود إلى الطقس المتقلب وإلى أن أغلب انشطتهم تقام في الهواء الطلق، الأمر الذي يستدعي حماية وتميزا.

فمن أهم الانشطة التي تستدعي اللجوء إلى قبعات نذكر على سبيل المثال، مهرجان غلاستنبوري الموسيقي، مباريات ويمبلدون للتنس، مهرجان «تشيلسي» للزهور، وطبعا مهرجانات سباق الخيول، الداربي ثم أسكوت وغيرهما.

بيد أن الحديث عن القبعة، وعدم تزحزحها عن رؤوس البريطانيين، من النخبة والعامة على حد سواء، لا بد وان يجرنا إلى مناسبات أخرى مثل الأعراس، التي كانت ولا تزال القبعة جزءا لا يتجزأ منها، بل وتكتسب نفس أهمية فستان العروس وتورتة الزواج لدى البعض.

فالمدعوات، مثلا، يقضين أسابيع، إن لم نقل أشهرا، يتسوقن بحثا عما يتماشى مع فساتينهن ومكانتهن في هذا اليوم، كما يفترض في قبعة أم العروس، على وجه الخصوص، ان تكون متميزة تماما مثل فستان زفاف ابنتها.

بعبارة أخرى، علاقة البريطانيين بالقبعة محكومة بالمكانة الاجتماعية والإيتيكيت وأيضا بأحوال الطقس، الأمر الذي يتجلى في خاماتها وتصميماتها، وفي كونها متوفرة لكل الفصول والمواسم. في الخريف والشتاء، هي من اللباد أو الصوف، وفي الربيع والصيف هي من الساتان والأورغنزا والقش.

قبعة كلاسيكية تناسب امرأة ناضجةأما فيما يتعلق بالتصميمات، فحدث بلا حرج، فهي تتراوح بين الكلاسيكية والغرابة، وبين المرح والمبتكر في الكثير من الأحيان والمناسبات، وليس أدل على هذا القول من مهرجان أسكوت لسباق الخيول في يومه الخاص بالسيدات الذي سنستمتع بجنونه وفنونه يوم الخميس المقبل.

ويتجلى هذا المرح والغرابة ليس في الإضافات المبتكرة مثل الريش أو الورود فحسب، بل ايضا في التصميمات التي تأخذ تارة شكل أعشاش طيور وتارة أخرى شكل أطباق طائرة أو منفضات سجائر وغيرها.

ولحسن حظ بقية نساء العالم، فهن لا يكتفين بالفرجة والمشاهدة منذ أن انتقلت القبعة إليهن في السنوات الأخيرة عبر منصات عروض الأزياء العالمية لتصبح اكسسوارا يقوم بعدة مهمات: بعضها عملي للوقاية من أشعة الشمس فوق البنفسجية في الصيف، ومن هنا تأتي التصميمات الكبيرة التي تغطي معظم الوجه، وبعضها للوقاية من لسع البرد وتساقط المطر في عز الشتاء، ومن هنا تأتي القبعات الصوفية أو المصنوعة من مواد واقية من المطر.

أما في الأيام العادية والمناسبات الخاصة، فهي اكسسوار زينة أولا وأخيرا، إلا إذا كان التمويه على شعر غير مرتب هو الغاية منها.

وبالرغم ان عالم الموضة لم ينتبه إلى أهمية هذا الاكسسوار سوى في السنوات الأخيرة، مدفوعا بالطفرة التي شهدها سوق الاكسسوارات عموما، إلا انه من الصعب أن تحسب هذه النقطة ضده، لأنه فعلا اكسسوار لا يناسب كل النساء، ويحتاج إلى الكثير من الدقة والحرص عند اختياره، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار شكل الوجه وطول القامة ولون الفستان واللائحة طويلة للأشياء التي ينصح الخبراء بالتقيد بها للحصول على إطلالة متألقة وموفقة تفي بالمطلوب.

 لكن، في حال تم اختياره بذكاء، فإن النتيجة تكون رائعة، لأنه يوجد مظهرا قبعة على شكل وردة بدبوسرائعا له مفعول السحر على العين والقلب على حد سواء.

وحسب التجارب، يمكن أن يمحو الكثير من المشاعر السلبية ويصفي القلوب، بدليل أن قبعة الدوقة كاميلا، زوجة الأمير تشارلز، التي ارتدتها في حفل زواجها، وكانت بتصميمها، الرائع والمبتكر، الذي تفنن فيه المصمم المعروف فيليب ترايسي، ضربة معلم، حيث ألانت القلوب وجعلت حتى اقسى المنتقدين للزواج والدوقة، يكبح جماح انتقاداته ويلطفها.

هناك ايضا القبعة صغيرة الحجم، التي تأخذ شكل شينيون مع فرق بسيط انها تزين مقدمة الرأس أو جانبه، أو البيريه الصغير، وهنا تحضر لنا صورة الراحلة جاكلين كينيدي أوناسيس في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وصورة كارلا ساركوزي في زيارتها التاريخية لبريطانيا بداية هذا العام.

وكلنا يتذكر أن قبعة كارلا كانت موفقة جدا، والزيارة في مجملها كانت ناجحة والكل كان سعيدا، حتى أولئك الذين لا يعرفون ما أسفرت عنه المفاوضات الفرنسية البريطانية بحكم عدم اهتمامهم بالسياسة، كان نجاح القبعة يكفي بالنسبة لهم.

من عرض المصمم الإسباني جافييه لورينزارأما في الحياة العادية، فكان دخولها منصات عروض الأزياء العالمية، على يد أساتذة كبار من أمثال جيورجيو أرماني، جون غاليانو، مارك جايكوبس وغيرهم، مؤشرا على دخولها خزاناتنا، وهذا بدوره يشير إلى انها حاضرة لتبقى معنا طويلا، وفي كل المواسم.

قد لا ترقى إلى نفس الأهمية التي تحظى بها في مهرجان أسكوت، إلا انها ستزين الرؤوس في الشتاء والصيف، في الأعراس والإجازات على حد سواء.

أما إذا كانت متعة العين هي المبتغى، فإن يوم الخميس المقبل، سيكون وليمة دسمة، إذ ستتحفنا فيه السيدات بأجمل ما أبدعه المصممون من قبعات وأغربها، لأنه يوم يتحررن فيه من قيود القبعة الرسمية، ويخترن قبعات مثيرة، ولا يهم إن كانت ستثير الإعجاب أو الضحك..

فالغاية هنا واحدة. أما بالنسبة للأغلبية منا، فمهم جدا ان نختار منها ما يناسبنا حتى تدير الرؤوس وتثبت صحة المقولة البريطانية القديمة.

القبعة .. كيف تختارينها وتلبسينها؟
- لأنها تلامس وجهك، من الضروري عند اختيارك لها الأخذ بعين الاعتبار حجم وشكل وجهك. إذا كان صغيرا، لا بد ان تكون القبعة ايضا صغيرة، وإذا كان عريضا فإن قبعة بحافة عريضة هي المفضلة وهكذا.

- نفس الشيء بالنسبة للون القبعة، فهو يجب ان يضفي على بشرتك الرونقمن عرض سكينة ماسا والنضارة. مثلا إذا كانت بشرتك بيضاء بقاعدة وردية أو تضعين مكياجا ورديا، فإن لوني الوردي والأحمر سيبدوان رائعين عليك، وإذا كانت بشرتك سمراء بقاعدة صفراء، فأنت محظوظة إذ يمكنك ارتداء أي لون ترغبين فيه على شرط أن لا تحاولي التمسك بالأسود وحده.

- نفس النصيحة التي تسري على باقي الاكسسوارات تسري على القبعة، بمعنى أنها إذا كانت بنقوشات متضاربة وصاخبة، فإن أزياءك يجب ان تكون بسيطة وبلون واحد مأخوذ من أحد ألوان النقوشات.

- إذا كنت طويلة، فعليك بقبعة بحافات عريضة، وإذا كنت متوسطة الطول، فالحافات هي الأخرى يجب ان تكون متوسطة ونفس المبدأ ينطبق إذا كنت قصيرة.

ـ يفضل عدم ارتداء قبعتك وسط الرأس تماما، أو مائلة إلى الوراء، بل اجعليها تميل بعض الشيء، حوالي 5 درجات، إلى الجانب إذا كنت تلبسينها مع بنطلون و«تي ـ شيرت» أي كان مظهرك «سبور» حتى تشير إلى أنك راضية عن نفسك وسعيدة، وفي المناسبات الرسمية، مثل أسكوت، يفضل ان تغطي الجزء الأعلى من الجبهة.

تذكري دائما ان الطفلات وحدهن من يسمح لهن بارتدائها على منتصف الرأس باتجاه الخلف.

من عرض كارولينا هيريرا- إذا كنت هادئة وأسلوبك (كلاسيكي)، اختاري قبعة بسيطة وكلاسيكية بعض الشيء، مثل تصميم الفيدورا، فهي تنبض بالعصرية والشبابية في الوقت ذاته. وإذا كانت المناسبة رسمية، عليك بقبعة صغيرة جدا (تذكري مظهر كارلا بروني) تلبسينها في مقدمة الرأس.

وإذا كانت حتى هذه جريئة بالنسبة للجميع، فلم لا تجربين تزيين شعرك بمشبك أو دبوس، على شكل قبعة.