مصففو الشعر في بغداد يعانون من استمرار التهديد

دفع تحسن الظروف الأمنية في بغداد، مطلع العام الحالي، بمصففي الشعر وخبراء التزيين إلى إعادة افتتاح محلاتهم، في محاولة للتعويض عن التراجع الذي شهدته مهنتهم نتيجة التفجيرات وتهديدات الإسلاميين المتشددين.


فبعد أن دفع الخوف من التعرض للقتل بالعديد من الحلاقين إلى التخلي عن عملهم، يحاول مصففو الشعر تلبية مطالب النساء اللواتي يسعين وراء أحدث صيحات الموضة والتسريحات، مع تحسن الأمن بشكل نسبي.

وتوضح الصورة عائلة أحد الحلاقين وهي تحمل صورته بعد وفاته بتفجير من متطرفين.

وتقول هبة أحمد (26 عاما), وهي مصففة شعر كانت تستقبل بين 50 إلى 60 امراة يوميا غالبيتهن من الطبقة المترفة، إنها تلقت تهديدات من مجموعة مسلحة تعتبر عملها "حراما" وفقا للشريعة الاسلامية.

لكن تحسن الظروف الامنية في بغداد دفعها لإعادة فتح صالونها في منطقة اخرى اكثر امنا، وإن بقي مستوى العمل بقي في تراجع مستمر. وتضيف، في تقرير نُشر الاثنين 2-6-2008 "تعرضنا للتهديد من مجموعة مسلحة فأغلقت الصالون في اذار/مارس 2006. لكن مطلع العام الحالي قررت والعاملين معي افتتاح مركز تجميلي صغير في منطقة المنصور (غرب) الراقية".

وتؤكد هبة ان الظروف الامنية "تحسنت لكن لا يوجد عمل (...) استقبل اربع نساء في اليوم فقط. فالكهرباء مقطوعة ونضطر لاستخدام المولدات الخاصة التي تصاب بأعطال في كثير من الأحيان كما ان سعر الوقود مرتفع جدا".


أما وجدان (30 عاما) فتقول انها اغلقت صالون الحلاقة في الاعظمية, معقل العرب السنة في شمال بغداد, بسبب اشتباكات امام محلها صيف 2006 "ما ارغمني على المبيت في الصالون ليال عدة بسبب ذلك, وقررت الانتقال الى منطقة اخرى". وتضيف "فتحت صالون حلاقة في منطقة اخرى لان الوضع الامني هناك افضل بكثير".

يذكر ان المتشددين الاسلاميين منعوا الحلاقين من استخدام الات كهربائية, كما تعرض العديد منهم الى القتل في الاماكن العامة بسبب مخالفتهم "التعاليم".

بدوره, يقول خضر الياس (53 عاما) وهو مصفف شعر نسائي إن عمله "محدد لأن غالبية النساء يرفضن خلع الحجاب أمام رجل غريب" معبرا عن اعتقاده بأن "عشرة بالمئة منهن يرغبن في تصفيف شعرهن عند رجل". ويشير الى ان النظام السابق منع الرجال من العمل في مجال تزيين النساء.

وإبان النظام السابق, لجأ خضر الى نساء ليعملن بدلا عنه لكنه كان يحضر الى الصالون بشكل سري من حين لخر استجابة لرغبة إحدى الزبائن, وكان رجال الأمن يحضرون الى مكان عمله بحثا عنه مما يضطره الى الهرب من الباب الخلفي.

ويوضخ خضر ان "معظم صالونات التزيين تعرضت لتهديدات حتى ان بعضهم فقدوا عاملين معهم (...) لكنني اخترت الانزواء تجنبا للفت انتباه المتطرفين". ويعبر عن أمله في تحقيق السلام "لانني اطمح ان ابرهن للعالم قدرتي على تقديم ابداعات فريدة من نوعها, تفوق ما نشاهده على شاشات التلفزيون".

من جهتها, تؤكد ام حنين (45 عاما) انها كانت تعمل حتى وقت متأخر نوعا ما قبل الاجتياح الأمريكي عام 2003. لكن بسبب الظروف الأمنية المتدهوره اضطرت الى تقليص ساعات العمل مما يؤثر في مداخيل الصالون.

وتقول "تعرض الصالون عام 2005 الى السرقة ما ارغمني على اعادة تأثيثه من جديد. وعام 2006 انفجرت سيارة مفخخة امامه وقتل العديد من الرجال والنساء ورجال الشرطة واصيب العشرات بجروح كما تعرض جزء كبير من الصالون للتدمير".

وتضيف "تعرضت لتهديد مباشر مرات عدة عام 2007 وقررت حينها التخلي عن عملي لكن تبين ان مستوى العنف فى جميع انحاء العراق يشهد انخفاضا فعاودت العمل مجددا اعتبارا من شباط/فبراير الماضي فالأوضاع باتت الآن افضل".