كيف تقنعين طفلك بالأكل فى رمضان؟

تجتهد كل أم فى تعليم أطفالها فضيلة الصوم، ولاسيما خلال شهر رمضان الكريم، على أن تكون عدد ساعات صوم الطفل ملائمة لمرحلته العمرية. وفى معظم الأحيان تنجح التجربة نتيجة لتشجيع الأهل ورغبة الطفل فى إثبات قدرته على محاكاة الكبار بالإضافة إلى إدراكه التدريجى لضرورة ممارسة هذا الفرض المهم، ولكن بمرور الوقت تواجه  بعض الأمهات مشكلة الضعف الشديد لشهية الطفل خاصة بعد الإفطار، فالمعدة تكون قد اعتادت على الخمول وعدم تقبل الكم المعتدل من الطعام الذى يحتاج إليه الجسم خاصة فى المراحل الأولى من عمر الإنسان!


ومن هنا تبدأ رحلة عذاب كل أم تجتهد فى تحقيق المعادلة الصعبة ما بين تعويد أبنائها على فرائض الدين الصحيح، وعدم التقصير فيما يخص صحتهم وبناء أجسادهم، فتقوم بالمبالغة فى تقديم ما لذّ وطاب من الأطعمة المغذية كنوع من التعويض لجسم الطفل عن فترة انقطاعه عن الطعام, ولكنها تفاجأ برفضه إلا لبعض أصناف معينة محببة إليه وإن كانت  غير مغذية له وبكميات محدودة للغاية مما يصيبها بالإحباط  والشعور بالذنب، والواقع أن هناك حقيقة علمية تؤكدها كل الدراسات وهى أنه كلما ارتفع المستوى الاجتماعى والاقتصادى للأسرة، زادت المعاناة وانخفض المستوى الصحى للبنيان الجسمانى للأبناء، وقد يكون السبب كما يعلله علماء النفس والتغذية، هو كثرة ما تحاول الأم إطعامه لطفلها رغما عنه، وهى فى نفس الوقت تشعر بأن الطفل لم يتناول من اللحوم والأطعمة الغنية بالبروتينات ما يسد احتياجه ورمقه فتبالغ فى تقديم الأصناف المتنوعة له مما يتسبب فى فقدان شهيته، حيث إنه من المعروف أن اشتياق الإنسان لنوع معين من الطعام من شأنه أن يزيد من شهيته وإقباله على تناول هذا النوع، بينما تقل الشهية تجاه تناول نفس الطعام إذا تكرر تقديمه له لعدة أيام متتالية!

بدائل غذائية
وقد تثور الأم وتفقد سيطرتها على أعصابها لعدم معرفتها متطلبات طفلها الغذائية فهو يلعب ويلهو وبالتالى يحرق سعرات حرارية بصورة منتظمة بينما يرفض تناول الطعام الصحى وتعويض ما يفقده،  فتحاول إيجاد البدائل الغذائية التي تعوض صغيرها امتناعه عن تناول كل ما هو مفيد,  وهكذا فهى فلا تكف عن ملاحقته بين الحين والآخر فى كل مكان بالسندوتشات  وهو يلعب ويلهو بلا مبالاة  ،أو حتى تدفعه لتناول كوب من اللبن يمده بالكالسيوم اللازم لنمو عظامه دون جدوى، ثم إذا غلبها اليأس فإنها  تلجأ  إلى تقديم الحلوى والشيكولاتة  لتعوض صغيرها عن احتياجاته الغذائية وهو ما يعد  خطأ كبيرا لا يغتفر حيث إنها تساعده  بذلك  على  التعود على عدم تناول الغذاء واستبداله بالحلوى ،وبالتالى  يصبح عرضة للإصابة بالأمراض  لضعف الجسم وعدم قدرته على المقاومة.

إنها شكوى تعاني منها جميع الأمهات لذا كان لابد من إجراء الدراسات والأبحاث للوقوف إلى جانب كل أم تواجه مثل هذه المشكلة.

أساليب بسيطة
وفى دراسة حديثة قامت بها عالمة التغذية الأمريكية د.جودي شيلد توصلت إلى بعض الأساليب البسيطة التى يمكن أن ترتكز عليها كل أم لإجبار طفلها على تناول أكبر قدر من الطعام الصحى المفيد بأقل جهد.

وتتلخص نتائج هذه الدراسة فيما يلي:
- قدمي لطفلك كمية قليلة من الطعام مقسمة على أجزاء صغيرة تتناسب مع حجم فمه الصغير لأن الكمية الكبيرة تجعل الطفل يرفض تناول الطعام.

- حاولى أن تكون الوجبة متعددة الألوان كأن يوجد بها اللون الأخضر والمتمثل فى البسلة أو الفاصوليا الخضراء واللون البرتقالى وهو كالجزر بالإضافة إلى شريحة صغيرة من الهامبرجر الذى يمكنك إعداده فى المنزل على هيئة وحدات دائرية صغيرة مما يجعل الوجبة تبدو ألذ وأشهى بل أفضل من الوجبة المكونة من اللون الأبيض فقط والتى تكون من صدر الدجاجة وبطاطس مهروسة أو أرز، كما أن طريقة التقديم لها أيضا تأثير على قبول الطفل للوجبة أو رفضها لذا يجب أن يكون هناك اعتناء فيما يتعلق بتجميل الطبق وأن تتفهم الأم أن طفلها يهتم بهذا الجانب.

- اجعلى من فترة تناول الطعام وقتا ممتعا بالنسبة للصغير ،خصصي له مقعدا يناسب حجمه وطوله على أن يكون هذا المقعد إلى جوار مقعدك على السفرة ولا تقدمى له الطعام على منضدة منفصلة خاصة به أو فى حجرة أخرى.

- لا ترغمى طفلك مطلقا على تناول كل ما فى الطبق وبدلا من ذلك شجعيه على أن يتذوق كل النوعيات فقد يكتشف الطفل أنه يفضل نوعا معينا من الطعام وهكذا تفاجأ الأم أنه يتناول منه أكثر مما تتوقع.

- لا تقدمى لطفلك كوبا من اللبن قبل وجبة الغذاء مباشرة إذ أن ذلك سوف يشعر الطفل بالامتلاء ومن ثم يفقده الشهية لتناول الطعام.

- إذا كان طفلك أو طفلتك متقدما ما بعض الشىء فى العمر حاولى أن تشركيه فى إعداد الطعام.

مثلا إذا كنت تعدين وجبة كانيلونى اطلبى منه أن يكسر لك البيض فالطفل الذى يساعد فى إعداد الوجبة يصبح أكثر استعدادا لتناولها.

- لا تستخدمى الطعام كنوع من أنواع المكافأة ،فإذا قدمت لطفلك مثلا كوبا من الآيس كريم لأنه تناول طبقا من الفاصوليا الخضراء فإنك تدعمين فكرة أن بعض نوعيات الطعام مثل الآيس كريم أفضل من الخضروات.

- كونى نموذجا طيبا لطفلك يحتذى به فقد أكدت الأبحاث أن الطعام الذى يفضله الوالدان يكون أيضا مفضلا لدى الأبناء.