النمسا تتابع التحقيق في أسوأ جريمة بتاريخ البلاد

كشفت الشرطة النمساوية عن العديد من الصور الخاصة باسوء جريمة في تاريخ النمسا على الاطلاق، وتوضح الصور موقع الجريمة والسرداب الذي تم حبس الام وعدد من اولادها السبعة فيه، كما تكشف تلك الصور عن حمام صغير ومكان لاعداد الطعام ونظام الكتروني لمنع الابنة من الهروب وباب بني من الكونكريت المسلح. 


وقال وزير الداخلية النمساوي ان الرجل "اعترف بانه قام باحتجاز ابنته منذ ان كانت 18 عاماً في السرداب وقام بممارسة الجنس معها وانجب منها سبعة ابناء".

وقد عاش ثلاثة من الابناء مع الجدين وتم تسجيلهم لدى السلطات المحلية اما الثلاثة الاخرين فقد تم احتجازهم مع والدتهم في السرداب بحسب وزير الداخلية النمساوي.

من جانبه قال هانز هينزه لينز مسؤول الشرطة المحلية ان زوجة المشتبه به لا تملك (اية فكرة) عن ما حدث وقد اصيبت بانهيار حال سماعها الاخبار مؤكداً ان "علينا ان نعي ان عالم هذا المرأة قد انهار تماماً".

يذكر ان حالة الاحتجاز هذه ليست الاولى من نوعها وفي النمسا تحديداً حيث تم الكشف عام 2006 عن قضية احتجاز مراهقة في سرداب لمدة 8 سنوات في العاصمة النمساوية فيينا وقام المحتجز بالانتحار بعد ان هربت المختطفة منه، وقد علقت الاخيرة على القضية الراهنة بانها "غير مصدقة لما يحدث!".

وفي معرض شهاداتهم قال العديد من السكان واصحاب المحال الذين عاشوا بالقرب من الزوجين ان حياة الاثنين كانت عادية رغم ان احدهم وهو (غونتر برايمريتر) ويملك مخبزاً اكد انهما كانا يشتريان الخبز ولكن ليس بكميات كبيرة مضيفاً "كان يبدو ان كل شيء طبيعي بالنسبة لهما، كانوا كأي عائلة اخرى، لقد اصبت بالصدمة بعد ما سمعت، لقد وقع في المنزل الذي يقع في مقابل محلي، الامر مثير للخوف".

موقع الجريمةوكانت القضية قد كشفت بعد ان اصيبت احدى البنات والبالغة من العمر 19 عاماً بمرض خطير في المبنى الذي عاش فيه جديها وقد تم نقلها الى المستشفى في القرية التي عاشت فيها العائلة والتي تقع على بعد 150 كيلومتراً غرب العاصمة فيينا.

وقد طلب من والدة الابنة المريضة بضرورة الحضور لكي يتم التعرف على ظروف الابنة، وبعد ان تلقت الشرطة اخبارية من مجهول قامت بمقابلة الاب والابنة في مكان قريب من المستشفى وقد وجدت الابنة وهي الام في نفس الوقت في حال "مضطربة" خلال عملية الاستجواب وقد وعدت بانها لن ترى او تكون على اتصال مع والدها بعد الان وانه سيتم الاعتناء باطفالها.

وقالت الشرطة الاحد انها عثرت على المكان الذي احتجزت فيه الابنة وثلاثة من اطفالها وقد عثرت على جهاز تليفزيون صغير واطباق اعد فيها الطعام.

واضافت السلطات المحلية ان الابنة اخبرتهم ان والدها اجبرها على ممارسة الجنس معه حينما كانت تبلغ من العمر 11 عاماً، وانه قام بعد اعوام قليلة وتحديداً في عام 1984 بربطها واسر حركتها وقام بوضعها في سجنها حتى اليوم، وتم العثور على رسالة بعد شهر من اختفاء الابنة طلبت فيها من والديها عدم البحث عنها.

وتقوم الشرطة المحلية بفحوصات لتحديد هوية والد الابناء الستة المتبقين وهم ثلاث بنات وثلاث اولاد.

وقد قامت الام بتعليم ابناءها كيف يتكلمون وقد انجبت عام 1996 توأماً توفي احدهما بعد عدة ايام لانه لم يتم العناية به بصورة كافية وقام جوزيف بحرق جثة الابن وفق بيان الشرطة. وبحسب سجلات الشرطة ايضاً فقد تم تسجيل ثلاثة من ابناء الضحية السبعة في السجلات الرسمية اعوام 1993،1994 و 1997.

ومازالت اكبر بنات الضحية والتي تسببت في كشف القضية بشكل غير مقصود في العناية المركزة.

وكان الرجل ويبلغ من العمر 73 عاماً اعترف بانه احتجز ابنته في مخبئ سري في قرية (امستيتن) ولمدة 24 عاماً وقام بتربية ابناء ابنته السبعة والذين انجبتهم منه.

واضاف الوالد والجد في نفس الوقت بانه قام بدفن جثة احد ابنائه وهو تؤام لاخر بعد وفاته التي جاءت بعد فترة وجيزة من ولادته.

وكانت الابنة البالغة من العمر اليوم 42 عاماً قد اختفت منذ ان كانت تبلغ من العمر 24 عاماً وبالتحديد في عام 1984 وقد عثرت عليها الشرطة في قرية (امستيتن) ليلة السبت الماضية بعد ان تلقت اخبارية من مجهول وتم نقل الام وابناءها الثلاثة الى مركز للتأهيل النفسي.

القضية في سطور


كيف تم احتجاز الابنة؟
اختفت الابنة (اليزابيث فريتزل) التي تبلغ من العمر اليوم 42 عاماً في اغسطس العام 1984.

قالت ان والدها قام باحتجازها في ذلك المخبأ الصغير في منزلهم العائلي بعد ان قام بتغطية وجهها وربط ساقيها ويديها.

تلقى الوالدان رسالة (مزعومة) منها وبخط يدها تقول فيها انه لاحاجة للبحث عنها.

منذ عام 1984 وحتى اليوم تم ابقاء اليزابيث في المخبأ وقام والدها (جوزيف) بالتحرش بها جنسياً وقام بتربية ابناءه منها البالغ عددهم سبعة ابناء اصغرهم يبلغ من العمر 5 سنوات.  تقول الشرطة النمساوية ان الوالدة  (روزماري) لم تكن تعلم بمصير ابنتها.

اسباب احتجاز الابنة؟
قام الوالد بالتحرش بها جنسياً منذ ان كانت تبلغ من العمر 11 عاماً وبعد سنوات قرر اخفاءها من الوجود.

من هم الاطفال وما هو مصيرهم؟
خلال فترة الاحتجاز انجبت الابنة 7 اطفال احدهم توفي، ثلاثة من الابناء تم ابقائهم مع الام ولم يروا الشمس وهم كرستين (19 عاماً) والتي نقلت الى المستشفى بعد ان اصيبت بمرض وستيفان (18 عاماً) وفليكس (5 سنوات).

الثلاثة الاخرين تم تربيتهم من قبل الوالدين وهم ليزا (15 عاماً) والتي تركت على باب الوالدين ورسالة مكتوبة من (اليزابيث) الابنة تقول فيها انها لا تستيطع الاعتناء بها وبنفس الطريقة وصل كل من مونيكا (14 عاماً) واليكسندر (12 عاماً).

واليكسندر توأم لاخ اخر توفي وقد اعترف الجد بانه قام بدفنه.


كيف عرفت القضية وتفشى السر؟

تم نقل كرستين حفيدة الجد وابنته ايضا الى المستشفى وقامت الشرطة بطلب معلومات عن والدتها المفقودة.

قام الاب (جوزيف) بالسماح لاليزابيث وستيفان وفليكس بالخروج من المخبأ ووافقت الام اعطاء تصريح في مقابل عدم مسألة الاب.

والاثنين الماضي اعترف الوالد بانه احتفظ باليزابيث في المخبأ لمدة 24 عاماً وقام بتربية ابناءها السبعة.

الطريق الى الحرية
قامت العائلة بانشاء سرداب يقع تحت المبنى المكون من طابقين حيث عادة ما قام جوزيف الجد والوالد بتوسيع المنزل من فترة الى اخرى.

قام بانشاء باب من الكونكريت المسلح يغلق ويفتح بعد ان يتم وضع شيفرة رقمية وقام باخفاء الباب خلف مجموعة من الرفوف وهناك ممر ضيق يقود الى المكان المكون من عدة زوايا معدة للنوم والطهو وقد وجد حمام صغير للاستحمام وعمود لطرد الرائحة.