مزيد من بيوت الأزياء تقتحم عالم الساعات

جيجير لوكولتر وكريسستان لوبوتان وكـذلك روجيه ديبويه وماسارو
جيجير لوكولتر وكريسستان لوبوتان وكـذلك روجيه ديبويه وماسارو

ساعة «فلفيت باي ماسارو» من روجيه ديبويه - الإيحاءات التي ألهمت ساعة روجيه ديبويه «فلفيت باي ماسارو» - «كريستيان لوبوتان» في معمل «جيجير لوكولتر» عند وضع اللمسات الأخيرة على ساعة «ريفيرسو» - ساعة «ريفيرسو» التي جاءت ثمرة تعاون «جيجير لوكولتر» و«كريستيان لوبوتان».


عندما تُذكر الساعات الفاخرة فإن الأحذية ليست أول ما يتبادر إلى الذهن. صحيح أنهما يصبان في الخانة نفسها التي تدغدغ خيال المرأة وتجعلها تفقد أي مقاومة، لكن أدواتهما وأهدافهما مختلفة. 

هذا على الأقل ما كان عليه الأمر قبل أن تتعاون شركة «جيجير لوكولتر» مع المصمم كريستيان لوبوتان، وقبل أن تستلهم شركة «روجيه ديبويه» من دار «ماسارو» الفرنسية.

«جيجير لوكولتر» تحتفل بـ 85 عاما على ولادة ساعتها الأيقونية «ريفيرسو»، وبالتالي كانت المناسبة تحتاج إلى مبادرات مهمة تعكس أهمية هذا الطراز بالنسبة لها، وكيف يمكنها أن تتوجه إلى المرأة بلغة تفهمها وتعشقها. 

وكان الجواب هو كريستيان لوبوتان، الذي يؤكد أن العالمين ليسا مختلفين، بل العكس يتشاركان عدة قواسم مشتركة، منها الدقة والحرفية، إضافة إلى الذوق الرفيع. 

والنتيجة كانت أن كريستيان لوبوتان، الذي ارتبط اسمه بالأحذية ذات النعل الأحمر، نجح في إضفاء اللون على الساعة ولمسة أناقة تستحضر أسلوب الآرت ديكو وفخامة الـ«هوت كوتير» بكل ما تحمله من معاني التفصيل على المقاس والخامات المترفة، ناهيك بالدقة السويسرية التي تتمتع بها ساعات «جيجير لوكولتر» عموما. 

كان المطلوب من لوبوتان أن يبتكر 7 موانئ و9 أحزمة يمكن تغييرها بسهولة حسب مزاج صاحبة الساعة، وهو ما قام به، مركزا على اللون الأحمر الذي يعتبر تعويذته للنجاح.

ولا بد من التنويه هنا أن التوقيت لعب دوره في العملية. فـ«جيجير لوكولتر» تنوي افتتاح ورشة خاصة بطراز «ريفيرسو» لصنعه حسب الطلب، بعد نجاح خدمتها الخاصة بحفر اسم صاحبها أو أي رسالة يريدها، على ظهر العلبة. الآن بإمكان الزبونة أن تختار أيضا الألوان والخامات.

روجيه ديبويه و (ماسارو)
بدورها اختارت «روجيه ديبويه» أن تتعاون مع «ميزون ماسارو» المتخصصة في صناعة الأحذية التي نراها في عروض «شانيل» تحديدا إلى جانب بيوت أزياء عالمية أخرى. وكانت ثمرة هذا التعاون مجموعة «فيلفيت باي ماسارو» التي تم طرحها مع مجموعة «ديفا». 

الفكرة حسبما تم شرحها، هي استكشاف الجانب الفني والجريء بداخل امرأة من المفترض أن تكون واثقة من نفسها، إلى حد أنها لا تخاف أن يراها الناس على حقيقتها. ولأن «ميزون ماسارو» معروفة بتصاميمها الجريئة، التي تخض الكليشيهات أحيانا، جاء التعاون طبيعيا ومثاليا. 

يُذكر أن دار «شانيل» اشترت «ماسارو» في عام 2002 إلى جانب ورشات أخرى كثيرة كانت معرضة للإفلاس والإغلاق، وما يُحسب لها أنها لم تمنع أيا من ورشاتها الـ12 أن تتعاون مع غيرها، مثل «عز الدين علايا» وغيره. 

لكن الأولوية تبقى لـ «شانيل» كما أن أهم إبداعاتها كانت لها، تظهر تحديدا في خطها السنوي «ميتييه داغ» الذي تحتفل فيه الدار بمهارات الأنامل الناعمة والحرفيين العاملين في كل ورشاتها المتخصصة. 

وحسب المدير الفني في شركة «روجيه ديبويه» ألفارو ماجيني فإن الفكرة كانت بمثابة «عقد لقاء حميم بين شركتين لا تخافان التميز». كل هذا تجسد في طرازا ريتا، التي كما يوحي اسمها هو تحية للنجمة الراحلة ريتا هايوارث. 

وتأتي الساعة بحزام من الجلد الذهبي، يتوسطه، بالطول، خط مجدول. اللون الذهبي امتد للميناء البرميلي الشكل. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الساعة من أهم ساعات الدار، حيث أطلقت منذ سنوات، وتسجل 25 في المائة من المبيعات تقريبا لكنها تعود لعام 2016 بحلة أكثر نعومة وأنوثة.

إلى جانب هذه الساعة والأجواء المثيرة التي تغمر كل جوارحك بمجرد أن تطأ قدماك المساحة المخصصة لـ «روجيه ديبويه»، بديكوراتها التي تعطي الانطباع لكل زائر كما لو أنه مدعو لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، تشعر بأن هناك تغييرا ما بداخل الدار. والمقصود هنا ليس توجهها الواضح إلى المرأة من خلال طراز «ديفا» أو «فيلفيت»، ولا هو فكرة السينما.

عندما تسأل محاولا تفسير هذا الشعور الغامض الذي يجتاحك، يأتيك الجواب بأن مجموعة «ريشمون» أصبحت المالكة الوحيدة لـ«روجيه ديبويه»، بعد أن اشترت 40 في المائة من رجل الأعمال الفرنسي أكرم الجرد Akram Aljord.

هذه الثقة في قدرات الشركة هو الذي تستشعره في الأجواء وفي كل تصميم استعرضته لعام 2016، إذ يبدو أن هذه الثقة انعكست على التصاميم التي أصبحت أكثر جرأة وإبهارا وأنوثة أيضا. في العام الماضي باعت ما لا يقل عن 4000 ساعة، علما أن أسعارها قد تبدأ من 10.000 فرنك فرنسي وقد تصل إلى الملايين بسهولة.