جدل الأنوركسيا يطفو على السطح من جديد

بدأته فيكتوريا بيكام في نيويورك ووصل إلى لندن
بدأته فيكتوريا بيكام في نيويورك ووصل إلى لندن

لا يمكن أن يمر أي أسبوع من دون جدل أو قضية دسمة تتناولها أوساط الموضة.
 
هذا الموسم، تم فتح ملف العارضات الأنوركسيات وضرورة عدم الاستعانة بهن، لا سيما بعد عرض فيكتوريا بيكام في نيويورك، الذي ظهرت فيه العارضة بايتون نايت، البالغة من العمر 17 عاما في غاية النحافة، الأمر الذي أثار القلق على صحتها.
 
الجدل ليس جديدا، فقد بدأ منذ نحو عقد من الزمن، إلا أنه يطفو على السطح بين الفينة والأخرى ليعاد فتح ملفه من جديد.
 
في شهر أبريل (نيسان) الماضي، مثلا، أصدرت باريس قانونا باستبعاد العارضات المسرفات في النحافة، وكانت النتيجة أن كثيرا من المصممين، غضبوا ورأوا في الأمر تدخلا في عملهم.
 
ولأنها باريس، فإن القليل احترموا القرار وعملوا به. 
 
الشيء نفسه ينطبق على لندن، التي أصدرت قوانين بهذا الشأن منذ بضع سنوات أسوة بمدريد، لكنها سرعان ما اكتشفت أن تطبيقها صعب، لأن هناك دائما ثغرة يستغلها المصممون للمراوغة. 

بهذا الشأن، صرحت كاورلاين راش، الرئيس التنفيذي لمنظمة الموضة البريطانية قائلة: «النحافة لا تعني دائما حالة مرضية، لأن بعض العارضات حبتهن الجينات الطبيعية بهذه النحافة، ولهذا يصعب تحديد المرضي من الطبيعي».
 
ومع ذلك فإن المنظمة تقوم بواجبها بالتأكد من توفير المصممين وجبات متوازنة وصحية للعارضات طوال الأسبوع، إضافة إلى توفير أماكن خاصة بهن، ووجود أخصائي نفسي في عين المكان، في حال شعرن بالضغط أو الحاجة إلى مساعدة.
 
المشكلة التي تثير الانتباه، أنه على الرغم من إجماع الكل أن الموضة للجميع وليست حكرا على الرشيقات أو من دون مقاس 0، فإنه عندما يحاول بعض المصممين تصحيح الوضع والاحتفال بالمرأة الممتلئة، أو ذات المقاسات العادية، فإن الصورة لا تأتي دائما جذابة، ولا تثير إعجاب المرأة العادية نفسها، خصوصا وأن بعض المصممين يغالون في الأمر، باختيارهن بدينات مثل مارك جايكوبس، الذي ظهرت المغنية بيث ديتو في عرضه.
 
وهي في الحقيقة صورة غير صحية قد يكون لها تأثير معاكس، سوى إذا كان الغرض منها الترفيه على الناس وإشعال حمى التواصل الاجتماعي.
 
هناك آخرون مثل مارك فاست، استعانوا بعارضات ممتلئات، لكنهم كانوا ضمن قلة لم تنجح في تغيير النظرة السائدة.
 
فدور الموضة الأول والأخير إثارة الحلم برسم صورة أنيقة ومغرية، تطمح المرأة للحصول عليها.
 
فهذا ما يركز عليه المصممون، وتشتريه المرأة عن طيب خاطر، لأنها لا تريد أن ترى نفسها في المرآة، بل تريد أن ترى نسخة أجمل تتمثل في عارضات رشيقات.
 
فهؤلاء قدوة خصوصا وأن عددا لا يستهان منهن أثبتن أنهن لسن مجرد شماعات بل يتمتعن بحس تجاري قوي، حققن من ورائه ثروة تقدر بالملايين.