السكتة الدماغية .. أنوعها وسبل الوقاية منها

سرعة نقل المصاب إلى المستشفى أهم خطوة في المعالجة
سرعة نقل المصاب إلى المستشفى أهم خطوة في المعالجة

السكتة الدماغية .. أحد المواضيع الصحية المهمة، التي لا يتم تناولها بشكل متكرر، على الرغم من أهمية ذلك وارتفاع الإصابات بها وعمق تداعياتها ومضاعفاتها البدنية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.


وقد يكون العذر هو صعوبة تناوله في العرض الصحافي الذي يتطلب تبسيط المعلومة العلمية القاسية والجافة بأسلوب ولغة مفهومين لغير المتخصصين. كما قد يكون العذر عدم رغبة الكثيرين في القراءة عنه مقارنة بمواضيع التغذية أو الأعراض المرضية الشائعة كألم البطن أو الغازات أو الإمساك أو ألم الصدر أو آلام الدورة الشهرية وغيرها.

تنتج السكتة الدماغية بفئتيها عندما تحدث إعاقة تمنع حركة الدم من الوصول إلى المخ. وبتعريف بسيط، فإن السكتة الدماغية (stroke)، أو النوبة المخية، تحدث عندما يعاق جريان الدم من خلال الشرايين التي تغذي مناطق الدماغ المختلفة. وما قد يحصل هو إما أن ينفجر الوعاء الذي يجري الدم فيه، أو أن يحدث به تمزق في جدرانه يتسبب في تضييقات تحول دون جريان الدم بكفاءة، قد تتطور ربما إلى حد حدوث انسداد تام يمنع بشكل كامل تدفق الدم من خلال ذلك الوعاء الدموي.

وتنتج السكتة الدماغية على الأعم بسبب جلطة تسد مجرى الوعاء الدموي، وأن نحو 80 في المائة من هذه الفئة تقع ضمن فئة السكتات الإسكيمية. أما النسبة الباقية التي تصل إلى نحو 20 في المائة فهي ناتجة عن حالات نزيف المخ، وللأسف يكون حدوثها بسبب انفجار في أحد أوعية المخ.

وعندما لا يصل الدم إلى منطقة من مناطق الدماغ، فإن ذلك يعني توقف تزويد أنسجة وخلايا تلك المنطقة الدماغية بالأكسجين والعناصر الغذائية. ولأن خلايا وأنسجة الدماغ رقيقة في بنيتها ورقيقة في تحملها انقطاع الغذاء والأكسجين عنها، فإنها ستكون عرضة للموت وللتلف نتيجة بالدرجة الأولى لتوقف تزويدها بالأكسجين. وهذه الحالة يطلق عليها مسمى إسكيميا (نقص التروية الدموية).

وفي حال الإصابة بسكتة دماغية فان من شأن العلاج المبكر أن يقلص الضرر اللاحق بالدماغ والعجز الذي يستتبعه.

ويصاب سنويا 12 من كل 10,000 شخص بالسكتة الدماغية فى الولايات المتحدة، وتعتبر المسؤول الثالث عن حالات الوفاة بعد أمراض القلب الوعائية، والسرطان، غير أن عدد الوفيات قد تقلص بنسبة ملحوظة عام 1991 عما كان عليه عام 1971.

ويشير هذا الانحسار إلى تمكن الأجهزة الطبية من تشخيص السكتة الدماغية بشكل أفضل والسيطرة على عوامل الخطر الأساسية.

 وفي حال الإصابة بسكتة دماغية فان من شأن العلاج المبكر أن يقلص الضرر اللاحق بالدماغ والعجز الذي يستتبعه.

ويعود اليوم 10% من المصابين بالسكتة الدماغية إلى سابق عهدهم من ممارسة أنشطتهم، وحوالي 50% منهم يعودون إلى منازلهم مع الحاجة إلى بعض المساعدة، وحوالي 40% يحتاجون إلى إعادة تأهيل ومساعدة متواصلة فى حياتهم اليومية.

يشتمل الدماغ على مائة مليار خلية عصبية وعلى تريليونات من الوصلات العصبية. وبالرغم من أن وزن الدماغ لا يتجاوز 2% من وزن الجسم، إلا أنه يستهلك سبعين في المائة من أوكسجين الجسم والمغذيات الأخرى.

 وبما أن الدماغ لا يحتوي على مخازن لهذه المغذيات كما الحال في العضلات، فهو يحتاج إلى تدفق مستمر للدم ليعمل بشكل طبيعي.

نتائج السكتة الدماغية
ومعلوم أن الدماغ هو «غرفة الكنترول» للتحكم والسيطرة ولتسيير النشاط وإعطاء الأوامر لأجزاء الجسم كافة وبلا استثناء، فإن كل منطقة وجزء من مناطق الدماغ المختلفة، كل منها لها وظيفة في التحكم والسيطرة على حركة وإحساس وتفاعلات مناطق أخرى في الجسم.

ونتيجة لذلك التسلسل كله للأحداث التي أصابت أجزاء الدماغ نفسه، فإن أجزاء من الجسم، التي تتحكم فيها هذه الخلايا، ستفقد قدرتها على أداء وظائفها. وقد تتسبب السكتة الدماغية في فقدان وظائف الجسم، وفي الغالب قد يكون فقدان الوظائف أبديا، بمعنى أن وظائف الجسم لن تعود لحالتها مرة أخرى، وبكلام أكثر دقة في التعبير، هناك حالات يكون فيها فقدان الوظائف وقتيا، ويستمر ذلك لمدة قد تصل إلى 24 ساعة، وتسمى هذه النوبات المؤقتة بـ«نوبات إسكيمية عابرة»، وقد تكون هذه الحالة بمثابة إنذار وتحذير قبل وقوع سكتة دماغية قوية.

والحالة هنا أشبه بتلك الاهتزازات الأرضية البسيطة التي تسبق وقوع الزلزال الشديد في فترة تالية، قريبة أو بعيدة.

وهنالك نوعان أساسيان من السكتة الدماغية بشكل عام، السكتة الإسكيمية، والسكتة النزفية، ولكل منهما سبب مختلف عن الآخر في حدوثها.

1- السكتة الإسكيمية
هذه النوبة ناتجة عن انقطاع مؤقت في تيار الدم المتجه إلى المخ. وقد تحدث عندما تسير قطع صغيرة من الفتات، على شكل قذائف صغيرة، مثل فتات الجلطات الدموية، أو ترسبات الشريانين السباتي والفقاري. ويقع حوالي ثمانين في المائة من السكتات الدماغية ضمن هذه الفئة.

وتحدث الجلطة بسبب تراكم رواسب دهنية تحتوي على الكولسترول تعرف باللويحة. ويؤدي نمو اللويحة إلى خشونة الجدار الداخلي للشريان وعدم انتظام سطحه وبالتالي يحدث اضطراب في مسار الدم. وعند ذلك لا يستطيع الدم والمغذيات الوصول إلى خلايا المخ، فتحرم أنسجة المخ من حاجتها منه.

ومعلوم أن الشرايين السباتية تأتي من الشريان الأبهر الكبير في الصدر، وأنها تصعد على جانبي الرقبة لتغذي مقدمة ووسط المخ بالدم. وأن الشرايين الفقارية تصعد داخل فقرات الرقبة، ثم تلتقي الشرايين الفقارية عند مؤخرة الدماغ كي تغذي مؤخرة القشرة المخية والمخيخ وجذع المخ بالدم.

وبعد أربع دقائق من انقطاع الأوكسجين والمغذيات، تبدأ خلايا الدماغ بالموت، فإذا استمر الانسداد لأكثر من ساعتين، فإن جزءا من المخ الذي يغذيه الشريان يموت، الأمر الذي يؤدى إلى فقدان وظائف أجزاء من الجسم التي يتحكم بها هذا الجزء من المخ، وغالبا ما يكون الفقدان أبدياً.

وتختلف النوبات الإسكيمية العابرة عن السكتات الدماغية في أنها لا تمكث سوى وقت وجيز. وعادة ما تظهر الأعراض فجأة، وتستمر لبضع ساعات، ثم تزول خلال 24 ساعة، ولا يحدث تلف دائم في أنسجة المخ.

وتختلف الأعراض اختلافا كبيرا تبعا للجزء المصاب من المخ، فالنوبات العابرة قد تسبب تنميلا أو شللا في الوجه، أو الذراع أو الساق. أو تسبب دوارا وفقدانا للتوازن، واضطراب تناسق الحركة، والتشويش المفاجئ في النظر وفقدانه في إحدى العينين أو كلتيهما، وفقدانا لأحد نصفي المجال البصري في إحدى العينين أو كلتيهما. ويجب استشارة الطبيب على الفور عند ظهور هذه الأعراض.

أما بالنسبة للعلاج، فإن من الأهمية بمكان أن يثبت الطبيب عدم إصابة المريض بحالة مرضية أخرى تشبه أعراضها النوبة الإسكيمية العابرة أو السكتة الدماغية، التي من بينها الصداع النصفي والتشنجات والصرع وانخفاض السكر بالدم، وأيضا انخفاض ضغط الدم وأورام المخ، وعدم انتظام دقات القلب.

وتتباين أعراض السكتة الدماغية، تبعاً لحجم الانسداد، والمنطقة المصابة من المخ، ومدى سرعة تكون الانسداد بالشريان.

وتعد السكتة الدماغية من حالات الطوارئ الطبية، ومن المهم التعرف على أعراض السكتة والحصول على المساعدة الطبية الفورية، فكلما طال الأمد بالسكتة وظلت بدون علاج، كلما زاد التلف في خلايا الدماغز وفي خلال الأربع إلى الست ساعات الأولى، يمكن تقديم العلاج الذي يعيد تدفق الدم من جديد ويمنع حصول تلف دائم بخلايا المخ.

وإذا عاودت المريض النوبات الإسكيمية العابرة بأعراض تتكرر في كل مرة، معنى ذلك أن هناك انسدادا لنفس الشريان. وإذا اختلفت الأعراض فمعنى هذا أن هناك قذائف تصدر من مكان ما، تؤدي إلى سد مؤقت لشرايين مختلفة في كل مرة.

ومن خلال الفحص بالسماعة يستمع الطبيب إلى صوت ضوضاء عند سريان الدم في الشرايين المريضة بالتضييقات نتيجة لاضطراب سلاسة تدفق الدم من خلالها. وقد يحتاج الأمر إلى التشخيص من خلال الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية العادية، وهذه الأدوات التشخيصية المهمة تساعد على معرفة موقع الانسداد سواء في الرقبة أو المخ.

وغالبا يلجأ الطبيب إلى إعطاء دواء سريع يتمثل في مسيّل للدم مثل عقار هيبارين أو الأسبرين أو بلافيكس أو غيره من الأدوية التي تمنع تراكم تجمع الصفائح الدموية، والهدف هو منع تكون الجلطة التي قد تسد مجرى الدم المتجه للمخ. وعلى الرغم من معرفتنا أن النوبات العابرة قد تزول من تلقاء نفسها، إلا أن العلاج الطبي بهذه النوعية من الأدوية يهدف لعدم تكرارها.

أعراض السكتة الدماغية
ومن العلامات التحذيرية للسكتة الدماغية، الضعف المفاجئ لأحد الذراعين أو اليدين أو الساقين في جانب واحد من الجسم أو التنميل المفاجئ في جانب واحد من الوجه أو الجسم، الإعتام المفاجئ للبصر أو فقدانه في عين واحدة، صعوبة في الكلام أو عجز مفاجئ عن فهم ما يقوله الآخرون، الإحساس بالدوار أو فقدان التوازن، أو الشعور بصداع شديد جدا بصورة قوية.

إن المباغتة التي تبدأ بها هذه الأعراض أهم ما يميز السكتة الدماغية، حيث أن التطور التدريجي لبعض هذه الأعراض قد يكون إشارة إلى أمراض أخرى تصيب الجهاز العصبي مثل أورام المخ أو مرض باركنسون.

في بعض الأحيان، يكون فقدان الوظائف وقتياً، فيستمر لأقل من أربع وعشرين ساعة. وتعرف هذه النوبات، بالنوبات الإسكيمية العابرة، والتي قد تكون بمثابة إنذار بوقوع سكتة دماغية قوية.

نوبات عابرة
تحدث النوبة الإسكيمية العابرة بسبب انقطاع مؤقت في مجرى الدم المتجه إلى المخ، بسبب سير بعض القطع الصغيرة من فتات الجلطات الدموية أو ترسبات الكولسترول أو غيرها من المواد الغريبة (وتعرف بالخثرة) عبر تيار الدم فتنحشر مؤقتاً داخل الأوعية الدموية الصغيرة مسببة توقف للنسيج عن أداء وظيفته، فيطلق الجسم أنزيمات مذيبة للخثرة بصورة سريعة فيعود الدم إلى جريانه الطبيعي.

وتختلف النوبات الإسكيمية العابرة عن السكتات الدماغية في أنها لا تمكث سوى وقت وجيز، فهي عادة ما تظهر فجأة، وتستمر لبضع ساعات، ثم تزول خلال أربع وعشرين ساعة. والسمة الأساسية هي أن سريان الدم يعود بسرعة كافية بحيث لا يحدث تلف دائم في المخ.

وتشكل النوبات العابرة إشارة تحذيرية من أن الشخص قد يصاب بسكتة دماغية في المستقبل، وحوالي نصف عدد المصابين بالسكتة الدماغية، أصيبوا على الأقل بنوبة عابرة قبل بضعة شهور من إصابتهم بالسكتة، وليس بالضرورة أن كل من أصيب بالنوبات العابرة سوف تداهمه السكتة.

وتتباين أعراض النوبة الإسكيمية العابرة تبايناً واسعاً، تبعاً للجزء المصاب من المخ، فقد تسبب ضعفا وتنميلا أو شللاً فى عضلات الوجه أو الذراع أو الساق، أو الدوار أو فقدان التوازن، أو فقدان التناسق في حركة الجسم أو تشوشا في البصر أو فقدان النظر في إحدى العينين أو كلتيهما، كما من الممكن أن يحدث فقدان لأحد نصفي المجال البصري في إحدى العينين أو كلتيهما، وهنا يجب استشارة الطبيب على الفور.

2- السكتة النزفية
السكتة النزفية، أو نزيف المخ، عبارة عن تمزق أو انفجار أحد الأوعية الدموية المغذية لخلايا المخ، فيتسرب الدم النازف من الشريان إلى الأنسجة المحيطة مؤديا إلى تلفها، بينما ينقطع الدم عن الخلايا المسببة للتسرب أو التمزق لتتلف بدورها.

والسكتة الدماغية الناشئة عن انسداد الشريان بخثرة دموية متجلطة وصلت إلى أحد الشرايين الدماغية على هيئة قذيفة سابحة ومختلطة مع الدم في مجرى الشريان. وهذه القذيفة المكونة من المواد الدموية المتخثرة، تكون قد تكونت بالأصل في منطقة شريانية أخرى مريضة بالتضييقات شريانية.

هذا النوع من السكتات الدماغية يحدث أكثر لمرضى ارتفاع ضغط الدم، الذي يضعف جدران الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى تمزقها أو انفجارها.

وفي هذه التضييقات الشريانية توجد طبقة البلاك المكونة من الكولسترول والدهون وبعضا من التجلطات الدموية، كما أن جدران هذه التضييقات عرضة للالتهاب والتشقق، مما يثير تجلط وتخثر كتلة من الدم على تلك الشقوق والتصاقها بها. ونتيجة لقوة ضخ الدم خلال تلك الشرايين المتضيقة والتجلطات العالقة عليها، فإن الدم يدفع تلك المواد الصلبة نسبيا على هيئة قذيفة ترحل إلى شرايين الدماغ.

وقد تتكون تلك الجلطة في داخل حجرات القلب لأسباب عدة، ثم تخرج من القلب لتسير مع تيار الدم حتى تستقر داخل وعاء دموي صغير في المخ، وتشبه سكتات القذائف النوبات الإسكيمية العابرة، غير أن انسداد الشريان هنا يكون أكثر اكتمالا مما قد يؤدي إلى وفاة الجزء الذي يحرم من التغذية الدموية من المخ، ويكون فقدان بعض الوظائف لمدة أطول وقد يكون أبديا.

وهذا الجانب من الموضوع مهم، لأن الطبيب سيبذل الجهد في التحري لمعرفة المكان البعيد عن الدماغ الذي نشأت وتكونت فيه الجلطة أو الجلطات الدموية المقذوفات، وبالتالي معرفة سبب نشوئها هناك، ومن ثم وضع خطة علاجية تتضمن محاولة منع تكرار حصول نفس الأمر في المستقبل.

وتختلف أعراض السكتة الإسكيمية طبقا لحجم الانسداد والمنطقة المصابة من المخ، ومدى سرعة تكون الانسداد في الشريان، وتعد السكتة الدماغية من حالات الطوارئ المهمة.

من هنا يجب التعرف على أعراض الإصابة بها، فكلما زادت فترة الإصابة دون علاج زاد التلف، وخلال الساعات الـ 6 الأولى يمكن تقديم العلاج الذي قد يعيد تدفق الدم إلى المخ مما يمنع تلف المخ.

وهناك أيضاً خلل يطلق عليه اسم التشوه الشرياني الوريدي، قد يسبب نزيفا بالمخ. ورغم أن أية سكتة دماغية تعد أمراً خطيراً، إلا أن النزيف بالمخ غالبا ما يكون حالة شديدة الخطورة لأنه يصيب أشخاصاً أصغر سناً وهي أكثر ميلا للتسبب بالوفاة.

وعلى الرغم من اعتبار ارتفاع ضغط الدم سببا رئيسيا لنزيف المخ، إلا أنه قد يحصل لأسباب أخرى كإصابات الدماغ والحوادث، ومرض السكري، واضطرابات تخثر الدم.

حوالي 45% من المصابين بالسكتة النزيفية يصابون بصداع حاد حيث يشكل أول الأعراض الرئيسية، وغالبا ما يصف الناس الصداع بأن رأسهم يكاد ينفجر من الصداع، وحوالي النصف منهم يفقدون الوعي، كما أن هناك أعراضا مبكرة من بينها تيبس العنق والغثيان والقيء والخلل الذهني أو نوبات من التشنج.

كيف نتفادى السكتة الدماغية؟
من المستحيل في الواقع الحياتي تغيير بعض العوامل المؤدية إلى حدوث السكتة الدماغية، غير أن من الممكن السيطرة على بعض المسببات والمؤشرات بواسطة العلاجات الدوائية وعبر تغيير نمط الحياة ومنها:

ـ ارتفاع ضغط الدم: يعتبر ارتفاع ضغط الدم مسؤولاً عن أربعين في المئة من حالات السكتة الدماغية. ويعتبر ضغط الدم مرتفعا إذا تجاوز الضغط الانقباضي 140 ملم زئبقي والضغط الانبساطي 90 ملم زئبقي.

ـ التدخين: يرتفع احتمال إصابة المدخنين إلى نسبة 50% أكثر من غير المدخنين.

ـ الاعتلال القلبي الوعائي: إضافة إلى تصلب الشرايين، فإن الحالات القلبية التي تشمل اعتلال القلب والصمامات، قصور القلب الاحتقاني والارتجاف الأذيني، وحدوث جلطة قلبية سابقة، تزيد من ارتفاع نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية حال عدم السيطرة عليها بالعلاجات الدوائية.

ـ السكري: يضاعف مرض السكري خطر التعرض للسكتة الدماغية.

ـ ارتفاع مستوى الكولسترول فى الدم: يعتبر ارتفاع مستوى الكولسترول الشحمى القليل الكثافة في الدم من العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بتصلب الشرايين وبالتالي حدوث السكتة الدماغية.

بعض عوامل الخطر الخارجة عن السيطرة
ليس من الممكن تغير بعض العوامل المؤدية إلى السكتة الدماغية، لكن العلم بها قد يحسن ويحفز على تغيير نمط الحياة مما يقلل من خطر الإصابة، ومنها:

ـ التاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، إن وجد تاريخ مرضى في نفس العائلة، كأن سبق إصابة أحد الآباء أو أحد الإخوة أو الأخوات بالسكتة الدماغية. بيد أنه لم يتضح حتى الآن إن كان السبب وراثياً أو عائداً إلى أسلوب الحياة العائلية.

ـ السن: بشكل عام تزداد خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية مع التقدم فى السن.

ـ الجنس: تزداد نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الرجال أكثر من النساء حتى عمر الخامسة والخمسين، وبعد هذا العمر ومع انخفاض هرمون الاستروجين لدى المرأة ، تتساوى النسبة بين الجنسين.

ـ العرق: ترتفع نسبة الإصابة لذوي البشرة الداكنة أكثر من البيض، ويرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع احتمال إصابتهم بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.

علامات تحذيرية
- الضعف المفاجئ في إحدى الذراعين أو اليدين أو الساقين في جانب واحد من الجسم.

- التنميل المفاجئ في جانب واحد من الوجه أو الجسم.

- الإعتام المفاجئ أو فقدان البصر، خصوصا في عين واحدة.

- صعوبة في التحدث، وعجز عن فهم ما ينطق به المصاب.

- دوار مفاجئ أو فقدان للتوازن.

- صداع شديد جدا ومفاجئ.

العلاج
أما بالنسبة للعلاج، فإن الساعات الأولى للإصابة مهمة جدا، ويكتشف الطبيب من خلالها نمط وموقع السكتة الدماغية، وقد يلجأ الطبيب إلى طلب التشخيص عن طريق أنواع الأشعة المختلفة التي ذكرناها سابقا.

إن الشخص المصاب يحتاج إلى نقل فوري إلى مستشفى ووحدة الرعاية المركزة من أجل مراقبة المخ والقلب ووظائف الجسم الأخرى، وقد يتم اللجوء إلى وسائل ما يطلق عليها وسائل حفظ الحياة مثل الأكسجين والسوائل المغذية وبعض العقاقير الدوائية، وفي الحالات الحرجة قد يكون اللجوء إلى الحل الجراحي هو الحل الأمثل إذا تسببت السكتة الدماغية في إحداث تورم في المخ، والأدوية ضرورية لخفض الضغط الذي يحدثه النسيج المتورم بالمخ، أو الأوعية الدموية، وقد تؤدي السكتات الأقل حدة في حدوث تلف نسبي وأقل بعض الشيء في المخ، وفي الحالات الخفيفة يمكن علاجها بالمنزل.

إن شكل الحالة هي التي تفرض نوعا معينا من العلاج، فقد توصف أدوية مذيبة للجلطات، ويقوم الطبيب على عمل الإجراءات التي من شأنها منع حدوث المزيد من الجلطات.

وفي حالة السكتة الناتجة عن قذيفة يعمل الطبيب على اكتشاف مكانها مبكرا، وقد يلجأ إلى تصوير القلب باستخدام موجات الصدى الصوتية، ويوجد جهاز محمول يقوم بعملية تسجيل معدل نبض القلب، ويحدد وجود عدم انتظام به، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بجلطات، وقد تستخدم الموجات فوق الصوتية في تحديد مدى ضيق الأوعية الدموية في المخ، وإمكانية وجود ترسب من طبقة البلاك في الشريان السباتي أو الشرايين الواصلة من القلب إلى الشريان السباتي، وهو من الأسباب القوية لتكوين الجلطات، كما توجد جراحة تسمى عملية استئصال بطانة الشريان السباتي لإزالة مادة البلاك من الشرايين الرئيسية الموصلة إلى المخ.

عوامل خطورة الإصابة بالسكتات الدماغية
- ضغط الدم المرتفع الذي لم يعالج، وهو السبب الرئيسي في الإصابة بالسكتة الدماغية، لأنه يتلف جدران الأوعية الدموية، ومن ثم يسهم في تكوين الترسبات والندبات، والتصلب العصيدي للشرايين.

- الاختلال (الارتجاف) الأذيني وهو اضطراب شائع الحدوث، حيث ترتجف الحجرات العلوية للقلب، أي الأذينان، على نحو خاطئ فتسمح للدم بتكوين جلطات صغيرة قد تسبب سكتة دماغية.

- التصلب العصيدي للشرايين، أي بسبب ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، قد يؤدي أيضا إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.

- الحذر كل الحذر لمن يصاب بهبوط في القلب فقد تتكون لديهم جلطات في قلوبهم نتيجة لتباطؤ سرعة جريان الدم.

- التدخين يجعل الدم أكثر عرضة للتجلط، ويرفع الضغط، ويتلف بطانة الأوعية الدموية.

- مرض السكري قد يكون سببا في الإصابة بهذا المرض.

- السمنة تزيد المخاطر بمقدار ضعفين عن الإنسان صاحب الوزن المعتدل.

الوقاية من السكتة الدماغية توجد وسائل وطرق عدة يمكنها الوقاية من السكتات الدماغية. منها التخلص من عوامل الخطر وتخفيف تأثيراتها وتداعياتها. ومنها:

- فحص الدم للسكر كل سنتين على الأقل.

- استخدام الدواء المسيل للدم الذي يصفه الطبيب مثل الأسبرين أو وارفارين أو بلافيكس.

- فحص مستويات الكولسترول بشكل دائم، وممارسة الرياضة البدنية بشكل معتدل يوميا.

- الإقلاع عن التدخين.

- تخفيف الوزن.

- اتباع نصائح الطبيب في ما يتعلق بالنصائح حول الغذاء والأدوية التي تخفض نسبة السكر بالدم.