طفلي انتقائي جدًا في الأكل ولا يتناول كثيرًا من الأطعمة .. بماذا تنصح؟

هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول طفلك البالغ ست سنوات، والذي تجدين صعوبات في تقبله تناول أصناف الأطعمة الصحية التي تُعديها له ولإخوته في وجبات الطعام اليومية. 
 
ولاحظي معي بداية أن الدراسات الطبية تشير إلى أن نحو 20 في المائة من الأمهات يُعانين من مشكلات تتعلق بتقبل أطفالهن تناول أطعمة معينة وعدم تقبلهم تناول أطعمة صحية أخرى، وهو ما يُسمى بالانتقائية في الأكل لدى الأطفال.
 
وهي مرحلة طبيعية يمر بها بعض الأطفال دون غيرهم لبناء ذوق معين لدى الطفل فيما يريد وما لا يريد تناوله. 
 
ويجدر ألا يتحول الأمر إلى تعنيف أو إجبار للطفل أو إبداء الطاعة للوالدين خلال أوقات تناول وجبات الطعام. 
 
والأساس هو عدم إجبار الطفل على تناول الطعام إذا لم يكن يشعر بالجوع أو يُريد تناول الطعام، وعدم إجبار الطفل على تناول أطعمة معينة دون أخرى، وعدم إجباره على تناول كل ما تم وضعه له في طبق طعامه، هذا مع الحرص على توفير الأطعمة الصحية النظيفة وعدم توفير المأكولات السريعة غير الصحية.
 
وتحويل وقت وجبة الطعام إلى وقت لتعنيف الطفل على عدم تقبله تناول أطعمة معينة، قد يجعل الطفل يعزف عن تناول الطعام، ويغدو وقت تناول الطعام بالنسبة له وقت توتر. 
 
ولاحظي أن الطفل يمر بوقت للتعرف على أنواع الأطعمة، وعدم تقبله أنواعا منها، لا يعني أكثر من عدم تفضيله لها، أي لا يعني أنه لا يستمع إلى توجيهاتك ولا يعني أنه يسلك طريق عناد ولا يعني أنه لاحقًا ربما سيتناوله.
 
عوامل نشوء هذه الانتقائية، منها ما له علاقة بنمو حاستي الشم والتذوق لدى الطفل، ومنها ما له علاقة بحديث بعض الأطفال من أقرانه عن الأطعمة وغيرها من الأسباب الآنية. 
 
وحتى لو كان الطعام صحيا جدًا والطفل لا يتقبله، فإن بالإمكان توفير أنواع أخرى من الأطعمة، أو الطلب منه المشاركة في انتقاء ما سيتم تناوله في وجبات الطعام اليومية. 
 
وأيضًا حاولي أن تجعلي من آن لآخر حديثك معه عن ألوان الأطعمة وأنواعها وأشكالها وليس فقط طعمها. وكثير من الأطعمة نراها كبالغين لذيذة ولا يشعر بذلك الأطفال مثلنا. 
 
واحرصي على تقديم الأصناف الجديدة من الطعام مع أصناف أخرى يحبها طفلك. وخذي طفلك معك للتسوق خلال شراء الأطعمة، وأشركي طفلك في اختيارها، وتحدثي معه عن الأنواع الصحية منها خلال عملية التسوق، وحثيه على المشاركة في إعداد مائدة الطعام، وفي إضافات إعداد أطباق الطعام، وغيرها من الأمور التي تُحبب إليه تناول الأطعمة.
 
واحرصي على عدم إعداد وجبة منفصلة لطفلك، بل شجعي طفلك على البقاء على مائدة الطعام حتى لو لم يأكل، مع مواصلة عرض الخيارات الصحية له في الأطعمة حتى تصبح مألوفة لديه. وإذا كنت قلقة من تأثير ذلك على نمو جسمه، فبإمكانك استشارة الطبيب والتأكد من تطور نمو جسمه ضمن المعدلات الطبيعية. 
 
المهم أن تدركي أن عادات الأكل لدى طفلك لن تتغير بين عشية وضحاها، ولكن هي خطوات صغيرة يخطوها كل يوم نحو الأكل الصحي.