في فعالية أزياء دبي هذا العام تألق الفرنسيون وغاب العرب

بعد باريس حطوا رحالهم في دبي من خلال فعالية أزياء دبي لعام 2008 ، وقدموا مزيجا رائعا جمع بين ثقافتي الغرب الهوليوودي والشرقين الأوسط والأقصى في كوكبة من الأزياء الراقية التي تألقت على مسرح قاعة أرينا بمدينة الجميرا في دبي لمدة ثلاثة أيام خلال فعالية أزياء دبي لعام 2008 التي تقام كحدث سنوي بارز ضمن مهرجان دبي للتسوق. ستيفان رولان، باربارا بوي والعديد من الأسماء اللامعة قدمت أحدث الصيحات في عالم الموضة الراقية أو «الهوت كوتور» لمن لم يسعفهم الحظ بحضور اسبوع باريس.


بدأ العرض بتشكيلة أزياء المصممة المشهورة باربارا بوي، والتي تعد إحدى المصممات اللواتي يعملن على إحداث ثورة في الموضة العالمية من خلال التصاميم المبتكرة والتجديد المتواصل لأزيائها، وقدمت بوي في عرض الليلة الأولى أحدث تشكيلاتها التي تميزت بالبساطة والجرأة باستعمال الألوان الهادئة كالأبيض ومشتقاته، لكن بروح شبابية متجددة، مما أضفى مسحة الأناقة والبساطة الراقية على هذه القطع التي تبرز أنوثة المرأة العصرية.

تشكيلة باربارا تميزت كذلك بالتركيز على مظاهر التحضر التي تستهوي المرأة المعاصرة إلى جانب الشعور بالثقة الذي دائما ما تسعى المصممة إلى بثه من خلال تشكيلاتها المختلفة.

الأبيض والأسود والفضي، ألوان غلبت على تشكيلة ستيفان رولان الذي عد بحق نجم الليلة الأولى وتضمنت تشكيلته ثلاثين قطعة من أزياء الهوت كوتور البديعة. وتجدر الإشارة إلى من مجموعة المصمم  ستيفان رولان انها تعتبر الأولى من تصميمه لحسابه الشخصي بعد انفصاله عن دار «جان لوي شيرير» الباريسية، التي بقي فيها طوال عشرة أعوام يتحفنا بأزياء تؤكد انه من الكبار وملم بأبجديات التفصيل المدروس والخياطة الرفيعة التي أعطت باريس مكانتها وتفوقها على غيرها من العواصم في هذا المجال. ويسعى رولان الذي لا يقل ثمن أحد تصميماته عن 20 ألف يورو ويصل الى 100 ألف يورو أحيانا، دوما في تشكيلاته إلى تكريم المرأة بمنحها تصميمات تبرز الأنــوثة الحـــقيقية. وقد استطاع رولان فعلا أن يجذب «زبوناته» من عربيات وغربيات إلى دار «شيرير»، وها هو الآن ينوي جذبهن إلى العلامة المسجّلة الجديدة الخاصة به للأزيـــاء الراقية. وأكد رولان على إعجابه بأناقة المرأة العربية وبذوقها في اختيار أزيائها الذي يتعدّى في رأيه ذوق المرأة الغربيّة عامة. وينطلق رولان بعد دبي في مايو المقبل إلى فنزويلا وتحديدا العاصمة كاراكاس لإقامة عرض أزياء ضخم خاص به.

أما اليوم الثاني فحفل بتشكيلة أزياء متنوعة قدمتها مجموعة إيتوال للأزياء، وهي مجموعة تضم أكبر وأشهر العلامات التجارية العالمية مثل كارل لاغرفيلد وكريستيان ديور وأنغارو وفالنتينو، بالإضافة الى أزياء المصممين ميشيل كلاين وستيلا كادانت اللذين كانا حاضرين للعرض.

وتميز العــرض بتنوع الأزياء وغناها اللوني الذي تمازج مع المؤثرات الضوئية والصوتية المصممة خصيصاً للعرض الذي أثار إعجاب كافة الحاضرين، منتزعاً التصفيق أكثر من مرة، خاصة لأزياء ديور وفالنتينو. هذا الأخير حاز إعجابا كبيرا، لما يتمتع به من مكانة في الشرق الاوسط، من جهة، ولأن هذه تعد آخر تشكيلة من تصميمه، من جهة ثانية، بعد تقاعده. خلال الثلاثة ايام، تهادت العارضات على منصات العرض في أكثر من 60 زياً مختلفاً، تباينت فيها الأقمشة بين الحرير الفاخر والصوف الناعم بألوان ربيعية متنوعة تميزت بــالحيــوية لتعطي المرأة الشعور بالنشاط وحب الحياة، كما ضمت التشكيلة فساتين صيفية تشع بالانطلاق والفرح والمرح ما يميز المرأة العصرية خلال فصل الصيف من خلال القصات المريحة. مسك الختام كان في الليلة الثالثة مع عملاق الموضة العالمية كريستيان لاكروا، حيث سحر كافة الحاضرات بأزيائه العصرية التي غلبت عليها ألوان مرحة ونقوشات حيوية انتزعت التصفيق أكثر من مرة خلال العرض، ليؤكد مرة اخرى انه مصمم من الزمن الجميل، أو بعبارة اخرى من المدرسة الاصلية للـ «هوت كوتير».

أما من حيث التصميمات، فقد تنوعت بين الفساتين والتايورات، التي تباينت بدورها بين الرسمية التي غلبت عليها الألوان الداكنة كالبني والرمادي الغامق، فيما غلبت على فساتين السهرة الراقية الوان الأبيض والأسود بالإضافة الى عدد من الفساتين الربيعية والصيفية الخفيفة، الملونة بألوان الطبيعة الغناء التي يستوحي منها لاكروا معظم أعماله، ليضفي عليها فيما بعد لمساته السحرية، التي تشير إلى أنه فنان يجرب الألوان ولا يتخوف منها. ومن اعترافاته الشهيرة انه لا يحب اللون الابيض ويعتبره ميتا لا حياة فيه لذلك فإنه يعمل على إضافة الوان بهيجة إليه حتى ينفحه بالحيوية والحركة. وهذا فعلا ما يتحقق على يديه وما نراه على إبداعاته التي لا يمكن إلا ان تمنح المرأة شعوراً بالثقة وإحساسا بالانطلاق والمرح.

ولا يختلف اثنان أن كريستيان لاكروا استطاع بموهبته الفنية الخلاّقة في عالم الأزياء أن يرى في هذه التشكيلة الماضي من منظور مختلف. فهو ينظر إليه بخليط من الشغف والإعجاب، واستخلص منه متطلبات الحاضر. بنفس القدرة والمهارة، استطاع أن يتصور المستقبل مستعيناً بما يتحلى به من روح متلونة متعددة الأبعاد والمناظير، مشحوناً دائماً بالأثر الكبير الذي خلفته الفنون المعاصرة في شخصيته الإبداعية، يعمل كريستيان لاكروا اليوم على تصميم وابتكار أزيائه معتمداً أساليب تصويرية نقية تنبض بالحياة والحيوية والصدق.

أزياء دبي غاب عنها الحضور العربي كالمصممين العالميين إلى صعب ووليد عطا الله، وقد توجهت «الشرق الأوسط» بهذا السؤال لسهيلة غباش ـ مدير الفعاليات في مهرجان دبي للتسوق التي أجابت بأن المصممين العالميين تمت دعوتهم للمشاركة في الفعالية لكن انشغالهم بعروض أخرى حال دون ذلك.