في أسبوع ميلانو للخريف والشتاء .. آرماني يعيد أمجاده

لمواسم طويلة، ظلت ميلانو العاصمة التي تنطلق منها شرارة الأزياء الانثوية، بمعنى التي تكشف مفاتن الجسد، وما علينا إلا ان نتذكر الراحل جياني فرساتشي لنتصور تلك الفساتين المثيرة أو توم فورد خلال فترة توليه امبراطوية «غوتشي». كل هذا يبدو انه تغير هذا الموسم، فالأنوثة لا تزال حاضرة والإغراء قوياً، لكنها انوثة وإغراء من نوع ثان، أكثر رقيا واكثر ذكاء، لا يركز على المفاتن بقدر ما يركز على الجمال.


فحتى التايورات التي أرسل جيورجيو ارماني بها عارضاته جاءت تنافس الفساتين في جاذبيتها ونعومتها، كذلك الامر بالنسبة لروبرتو كافالي، الذي بدا وكأنه روَّض بعضا من نقوشاته لتأتي النتيجة عصرية تخاطب الكثير من الأذواق وليس فقط اللواتي يملن إلى الاستعراض.

إلى جانب الحديث عن الأزياء وجديدها، أثارت أنا وينتور رئيسة تحرير المجلة النسائية الشهيرة «فوغ» الكثير من الانتباه والجدل خلال اسبوع ميلانو لسببين؛ الأول ان الأضواء سلطت عليها اكثر من العارضات الجميلات نظرا لصورة المرأة الحديدية التي باتت تثيرها في الذهن بعد نجاح فيلم «الشيطان يلبس برادا» والذي استهلمت كاتبته شخصية البطلة من شخصية وينتور، حسبما يقال. والثاني إعلانها بأنها ترغب في تقليل عدد العروض انما تقديمها بشكل أفضل، وطبعا رغبتها يجب ان تطاع، إن لم تكن اليوم فغدا. وطبعا أثارت مواقفها غضب عدد من المصممين الايطاليين الذين لا يناسبهم هذا الرأي.

لكن أرماني لا يبدو انه مهتم بما يجري على الهامش، وقدم تشكيلة أعادت إلى الأذهان أمجاده القديمة، من خلال تصميمات غجرية وجاكيتات بكافة الاشكال الابداعية فضلا عن استعماله للاقمشة المزينة بالورود والازهار.

كما طلب من العارضات الابتعاد عن ارتداء الاحذية بالكعب فبدت كلها مسطحة مثل احذية راقصات الباليه. اللافت في هذه التشكيلة انه امسك عن استخدام الفرو الطبيعي وعوضه بالفرو المصنع من الصوف والشنيل الصوفي ذي الزئبر الناتئ. وتمكن من عرض 60 قطعة خلال عشر دقائق فقط، ضارباً الرقم القياسي في العروض الايطالية، معظمها يحتفل بالمرأة المترفة التي لا تعمل بقدر ما تستمتع بأجواء البحر المتوسط والسهرات، تاركة العمل إلى الرجل الذي تألق في بدلات مفصلة على الطريقة الأرمانية الراقية.

أما دار دولتشي وغابانا فقد قدمت تصميما ساخرا أهدته الى ملكة بريطانيا حيث ارتدت العارضة تنورة من النوع الاسكوتلندي وغطاء للرأس من نوع الايشارب، في حين قدمت دار برادا ملابس شفافة فاخرة مستخدمة المخرمات الغالية الثمن المستوردة من سويسرا كالتي نراها في حفلات الزفاف. واذا لم يكن طراز الشفاف مقبولا فبالامكان اضافة البطانة الداخلية لحجب المفاتن. نعم فبرادا هي المؤشر على الموضة المستقبلية، وهي تقول ان الطويل الذي يغطي الركبة هو الذي سيسود في الموسمين القادمين.

شهد الاسبوع ايضا مشاركة كريستينا اوريتز المصممة الجديدة لدار سلفاتوري فيراغامو التي قدمت تشكيلة موفقة اجمل ما فيها كان زيا طويلا يليق بنجوم السينما والغناء من الساتان اللامع يبرز جمال الاكتاف، فيما قدمت انا موليناري لماركة بلومارين تصميمات حيوية سواء من حيث الوانها أو قصاتها، لكن بخامات مترفة غلبت عليها الجلود والفرو، مع العلم ان هذا الاخير كان حاضرا بقوة في معظم التشكيلات الميلانية، وكأنها في منأى عن غضب المناهضين لاستعمال الفرو من المدافعين عن الحيوانات، أو ربما فقط لا تهتم.