العلماء يقرمون فوائد جديدة لفيتامين «D»

يقلل من اعتلال وظائف الكلى ومن مضاعفات الحروق
يقلل من اعتلال وظائف الكلى ومن مضاعفات الحروق

يبدو أن فوائد فيتامين «دي» vitamin D لا نهاية لها، إذ اكتشفت فوائد مختلفة لفيتامين «دي» تتعدى معلومات عموم الناس من فوائدة الأشهر لسلامة العظام أو مجرد فيتامين مفيد للصحة بشكل عام. 
 
ولهذا الفيتامين كثير من الفوائد التي لا تحصى، ومن هنا تم إطلاق لقب (الفيتامين المدهش) عليه.
 
وفى منتصف شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي كانت هناك دراستان تناولتا فوائد جديدة لفيتامين «دي» ومنها أهمية الفيتامين في الحفاظ على الكلى بشكل سليم وتقليل من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة أو اعتلال وظائفها، وجاء ذلك في الدراسة التي نشرت في هذا الشهر في مجلة الجمعية الأميركية لأمراض الكلى Journal of the American Society of Nephrology والتي ربطت بين النسب المنخفضة لفيتامين «دي» واعتلال وظائف الكلى بشكل ملحوظ.
 
فيتامين «دي» والكلى
وكانت الدراسة التي قام بها علماء أميركيون قد لاحظت أن من بين كثير من الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة للكلى أن من كان لديهم نسب منخفضة من فيتامين «دي» أو ارتفاع في دلالات وظائف الكلى هم أصحاب الحظ الأكبر من احتمالية تدهور وظائف الكلى لديهم في المستقبل.
 
في بداية الدراسة كانت فرص الأطفال الذين يتمتعون بكميات وافرة من فيتامين «دي» في الحفاظ على حالة الكلى بشكل لا يحتاج إلى غسيل كلوي لمدة 5 سنوات تصل إلى نسبة 75 في المائة، بينما كانت في الأطفال الذين يعانون أيضا من نقص في نسب فيتامين «دي» تصل إلى 50 في المائة (في الحالات المزمنة ذات الاعتلال الشديد بطبيعة الحال). 
 
وتعتبر هذه النتائج في غاية الأهمية، خاصة وأنه رخيص الثمن وسهل الحصول عليه وهو من المكونات الغذائية المتوفرة، فضلا عن كونه آمنًا ولا توجد له أعراض جانبية، بعكس أدوية الكلى وأيضا لا يحتاج إلى متابعة دقيقة.
 
ومن المعروف أن من أحد الأسباب الرئيسية لتدهور وظائف الكلى والإصابة بأمراض الكلى المزمنة، هو ارتفاع ضغط الدم. ويتم التحكم في ضغط الدم من خلال أدوية معينة تتحكم في نظام هرموني يعمل على تثبيط إنزيم معين يؤدي إلى تنشيط هرمون وتحويله إلى الحالة الفاعلة التي تؤدى إلى زيادة ضغط الدم (من أدوية «مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين» angiotensin - converting enzyme inhibitors) أو يرمز لها اختصارا (ACEIs). 
 
وتتناقص فاعلية هذه الأدوية مع الوقت، ويحتاج المريض إلى أدوية أخرى من شأنها أن تزيد من فاعليتها وتساعدها في القيام بوظيفتها في التحكم في ضغط الدم ومن هذه الأدوية.
 
ومن خلال التجارب التي أجريت على البالغين تبين أن فيتامين «دي» يعتبر من ضمن هذه الأدوية وقد قام الباحثون بإجراء التجارب على 167 طفلا من المصابين بأمراض مزمنة في الكليتين وقاموا بتسمية الدراسة «تأثير السيطرة الحادة على ارتفاع ضغط الدم من خلال الأدوية المثبطة للإنزيم Effect of Strict Blood Pressure Control and ACE Inhibition» وأوضحت النتائج أن الأطفال الذين يتمتعون بنسب عالية من فيتامين «دي» هم الأوفر حظا في الاحتفاظ بالكلى سليمة لأطول فترة ممكنة.
 
وقاية من الحروق
وفى نفس السياق تناولت دراسة نشرت في نفس الشهر في مجلة التغذية الإكلينيكية من خلال الوريد أو الأمعاء Journal of Parenteral and Enteral Nutrition (التي تصدرها الجمعية الأميركية للتغذية الإكلينيكية للمرضى المحجوزين في المستشفيات)، بحثا يشير إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لحروق شديدة تستلزم علاجهم بالمستشفى في الأغلب يعانون من نقص مستويات فيتامين «دي» في الدم، وهو الأمر الذي يشير إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الفيتامين في الوقاية (النسبية) من مخاطر مضاعفات الحروق ويساعد في سرعة شفائها والتئام الأنسجة بشكل طبيعي.
 
وكان الباحثون قد قاموا بالدراسة لمعرفة الآثار الطبية الناجمة عن إعطاء فيتامين «دي» للمرضى الأطفال الذين تعرضوا لحروق شديدة وعددهم خمسون مريضا وشملت كل الفئات العمرية من الطفولة المبكرة إلى المراهقة. 
 
وتناول كل المرضى المشاركون في التجربة فيتامينات متعددة بجانب فيتامين «دي» وأيضا تم إعطاء بعضهم عقارا وهميا placebo (مادة على شكل الدواء ولكن لا تؤدي إلى أثر طبي لمجرد الإيحاء النفسى فقط) وتم إعطاء هذه الفيتامينات بشكل عشوائي بمعنى أنه لم تتم مراعاة الفئة العمرية أو درجة الحرق أو الحالة الإكلينيكية بشكل عام.
 
وتم قياس مستويات فيتامين «دي» في أربع مراحل من التجربة عند بدايتها وفى منتصف الفترة التي كان المرضى محجوزين فيها في المستشفيات وكذلك تم قياسه عند الخروج من المستشفى وأيضا بعد عام من بداية التجربة.
 
وعند قياس فيتامين «دي» لم يكن هناك فرق كبير بين الذين تناولوا الفيتامين وبين الذين تناولوا العقار الوهمي وتناولوا الفيتامينات المتعددة فقط. وجميع المرضى تحسنت النسب لديهم أثناء العلاج بالمستشفى. 
 
غير أن نسب فيتامين «دي» انخفضت بشكل ملحوظ في المرضى الذين تناولوا العقار الوهمي بعد مرور عام من الحرق بنسبة 75 في المائة بينما انخفضت بنسبة أقل في المرضى الذين تناولوا فيتامين «دي» بنسبة 56 في المائة. 
 
وأوضح الباحثون أن نسبة النقص بعد مرور عام من بداية العلاج تستلزم أن يتم إعطاء فيتامين «دي» لهؤلاء المرضى بعد الحرق بشكل يضمن عدم هبوط النسب ويساعد في العلاج.