أهمية برامج إعادة التأهيل للناجين من الجلطات القلبية

من حقائق الطب اليوم أن احتمالات عودة وتكرار الإصابة بالجلطة القلبية وارد بشكل جدي لدى جميع من أصيبوا بها في السابق.
من حقائق الطب اليوم أن احتمالات عودة وتكرار الإصابة بالجلطة القلبية وارد بشكل جدي لدى جميع من أصيبوا بها في السابق.

أكد تقرير صدر مؤخرا عن إدارة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة، أن أكثر من ثلثي المرضى، ممن كتبت لهم النجاة بعد إصابتهم بالجلطة القلبية، لا يلتزمون بحضور برامج إعادة التأهيل القلبي Cardiac Rehabilitation التي يتم إجراؤها في العيادات الخارجية بالمستشفيات.


وأكدت المراكز أن الدراسات الطبية، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن حضور هذه البرامج للعودة التدريجية لممارسة أنشطة الحياة اليومية والعملية، يعمل على خفض المخاطر الصحية الناتجة عن تلك الجلطات كما يُخفض من معدلات الوفيات لاحقاً بين أولئك الناجين. هذا بالإضافة إلى تحسين المستوى النفسي لهم خلال مراحل عودتهم للحياة الطبيعية.

أهمية إعادة التأهيل
وقال الخبراء من الإدارة المذكورة في تقريرهم الأسبوعي الصادر يوم الاثنين الماضي، إن من المهم، اليوم، تقوية البرامج والخطط الهادفة إلى زيادة عدد المرضى الذين يحضرون للمشاركة في عملية إعادة التأهيل القلبي.

وأضافوا بأن البحوث في المستقبل يجب أن تُركز على كشف العوائق التي تحول دون مشاركة هؤلاء المرضى الناجين في برامج التأهيل هذه، كما أن من الضروري أيضاً تحسين كيفية تحويلهم إليها واستقبالهم فيها للاستفادة من خدماتها.

وقام الباحثون في المراكز بتحليل المعلومات الخاصة بعام 2005 حول نظام إحصاء عامل السلوك الخطر، لمعرفة مدى الاستفادة من خدمات عيادات تأهيل القلب في ما بين الناجين من إصابات النوبة القلبية.

 وهذا النظام الإحصائي يشمل المعلومات المتعلقة بالمرضى في 21 ولاية، واستجاب من خلاله حوالي 130 ألف شخص للاستفتاء الذي تم عبر شبكة الهاتف، من المرضى الذين سبقت إصابتهم بالجلطة القلبية.

تجاوز الجلطة
وتبين للباحثين أن 35% فقط من الذين تجاوزا حالة الإصابة بالجلطة القلبية قد التزموا بحضور برامج التأهيل التي تشتمل على عدة جوانب، من بينها إجراءات لمعرفة مستوى عوامل الخطورة القلبية لدى الشخص.

ومن المنطقي أن منْ أصيبوا بجلطة قلبية، وكُتبت لهم النجاة من آثارها على سلامة حياتهم، أن يُوجهوا أنظارهم واهتمامهم نحو ما يُعيدهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعة ما أمكن، ونحو ما يكشف لهم عن عوامل الخطورة التي لديهم على سلامة وصحة قلوبهم.

والسبب المهم وراء هذا هو أن من حقائق الطب اليوم أن احتمالات عودة وتكرار الإصابة بالجلطة القلبية وارد بشكل جدي لدى جميع من أصيبوا بها في السابق.

وبرامج إعادة التأهيل القلبي أحد أهم ما يخدم هذه الغايات. وتعني إعادة التأهيل القلبي تخفيف حدة الآثار التي تركتها الجلطة القلبية على منْ أصيبوا بها، عبر تقييم مدى وجود عوامل خطورة الإصابة بالجلطة القلبية، مثل ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم ومرض السكري وغيرهم، وبالتالي محاولة الحد منها ومعالجتها.

وعبر أيضاً اتباع إرشادات واضحة ومناسبة لكل مريض على حده للعودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية.

ولذا تهدف هذه البرامج إلى إزالة الآثار العضوية والنفسية للنوبة القلبية، وإلى وضع حد لعوامل الخطورة، والتخفيف من الأعراض المرضية التي يشعر المريض بها، والعمل على إزالة أو تخفيف حدة نشاط عمليات تصلب الشرايين وتراكم الكوليسترول فيها، وإعادة القدرات الإنتاجية للمريض، ما أمكن، في المحيط الأسري والاجتماعي والعملي الوظيفي.

وكانت نتائج دراسات جدوى إنشاء وتشغيل عيادات للتأهيل القلبي قد أثبتت فاعلية وجدوى عالية لها في مناطق شتى من الولايات المتحدة وأوروبا.