موجات البرد والصقيع ..لها آثارها الصحية الضارة بالكبار والصغار

تمثل حالة «انخفاض حرارة الجسم» خطورة، وبشكل خاص على حياة وسلامة مَن يتعرض لها، لأن المصاب قد لا يُدرك ولا يتعرف على إصابته بها، ولا يتمكن أيضاً من فعل أي شيء ضروري لإزالتها عن نفسه
تمثل حالة «انخفاض حرارة الجسم» خطورة، وبشكل خاص على حياة وسلامة مَن يتعرض لها، لأن المصاب قد لا يُدرك ولا يتعرف على إصابته بها، ولا يتمكن أيضاً من فعل أي شيء ضروري لإزالتها عن نفسه

لا مشكلة في هذه الأيام للناس أكبر من كيفية التعامل مع موجة البرد والصقيع التي تجتاح مناطق واسعة من شمالي الكرة الأرضية، خاصة أن مناطق الشرق الأوسط تعرضت فجأة، لتلك الموجة التي يقول كبار السن إنهم لا يذكرون تعرضهم لمثلها في ما مضى من حياتهم!.


ومن بين الهواجس التي تدور في أذهان البالغين، كيفية التعامل الصحي السليم مع هذه الحالة، لوقاية أبنائهم وبناتهم وكبار السن ممن يرعون، وأنفسهم بالطبع، من تبعات وتأثيرات ذلك فيهم، لذا يتوالى صدور التحذيرات والإرشادات من الهيئات الطبية المحلية والعالمية حول كيفية التعامل السليم مع موجات الصقيع.

إلا أن إدراك ما ترمي إليه، يتطلب فهماً واضحاً للتأثيرات المحتملة لبرودة الطقس وموجات الصقيع وعواصف سقوط الأمطار والثلوج المُصاحبة، في أجهزة جسم الإنسان وارتفاع احتمالات إصابته بالأمراض.

موجات البرد
وتعتبر موجات البرد أو الصقيع إحدى الظواهر المرتبطة، إما ببرودة الهواء، وإما بهبوب رياح باردة، على مناطق جغرافية واسعة.

ولئن كانت المخلوقات الأخرى، من ذوات الدم الحار، تتمتع بطبقات من الشحم تحت الجلد والفرو فوقه، فإن الإنسان ليس كذلك.

وتعرضه لها، خاصة في ظروف غير متوقعة، يُمكنه أن يتسبب بآثار صحية مباشرة، من أسوئها حصول انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم والإصابة بعضات الصقيع، أو حصول تأثيرات صحية غير مباشرة، مثل نزلات البرد والإنفلونزا وارتفاع ضغط الدم والجلطات القلبية والتقلبات المزاجية النفسية كالاكتئاب واضطرابات النوم وعدم القدرة على ممارسة الرياضة البدنية وغيرها، ناهيك عن تأثيرات الصقيع والعواصف المُصاحبة في أجزاء البنية التحتية وتوفير الخدمات للناس من مياه وكهرباء، وعمل السيارات والمطارات وسلامة المحاصيل والمواشي وغيرها.

وتكون التأثيرات الصحية أوضح في مَن تتطلب أعمالهم أو ظروفهم الوجود خارج المنازل أو المكاتب، أو الخروج إليها في الصباح الباكر أو في ساعات الليل.

والأطفال على وجه الخصوص أكثر عُرضة للتأثر بها، ما يتطلب من الأمهات والآباء فهم كيفية وقاية أطفالهم وإدراك علامات إصابتهم بحالات انخفاض حرارة الجسم.

كما أن المدرسين يعدون من أهم مَن عليهم مراقبة أي علامات غير طبيعية تبدو على الأطفال، والتحلي بشيء من التعاون مع ضرورة عدم حضور، مَن يتأثرون منهم بسهولة بالبرد، إلى المدرسة، لأن الحضور للمدرسة لا ينحصر في المكوث فيها فقط، بل يتعداه إلى المشي في الطريق الموصل إليها، بكل ظروفه. والسبب هو ما تُؤكد عليه المصادر الطبية، كما سيأتي، من أن المُصاب بحالة انخفاض حرارة الجسم لا يُدرك في الغالب إصابته بها!.

«الهايبوثيرميا»
تقول إدارة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة، إنه حين يتعرض أحدنا لدرجات حرارة منخفضة، فإن جسمه سيفقد، وبسرعة، كميات كبيرة من الحرارة تفوق قدرته على إعادة إنتاج كميات كافية للجسم منها، وبالسرعة اللازمة، ومن ثم لا يعود الجسم آنذاك قادراً على تعويض ما خرج من حرارة منه، وبالتالي لا يتمكن من ضبط محافظته على مدى طبيعي لحرارته.

 والنتيجة النهائية للتعرض لهذه الأجواء المنخفضة في درجة الحرارة، هو نشوء حالة غير طبيعية من «انخفاض حرارة الجسم» Hypothermia. وعادة فإن أكثر ما يفقده الإنسان من حرارة، يتم من خلال العنق والرأس، حال عدم تغطيتهما وتدفئتهما.

 والانخفاض الشديد في درجة حرارة الجسم يُؤثر بشكل مباشر وواضح في عمل أجزاء الدماغ، لذا لا يتمكن «الضحية» في هذه الحالة، من التفكير السليم والطبيعي، كما لا يتمكن من القيام بالحركات المناسبة واللازمة.

وبعبارة أخرى، تمثل حالة «انخفاض حرارة الجسم» خطورة، وبشكل خاص على حياة وسلامة مَن يتعرض لها، لأن المصاب قد لا يُدرك ولا يتعرف على إصابته بها، ولا يتمكن أيضاً من فعل أي شيء ضروري لإزالتها عن نفسه.

وغالباً ما تحصل حالات «انخفاض حرارة الجسم» عند هبوب البرد والصقيع، وتدني درجات حرارة الطقس إلى ما دون درجة الصفر المئوية.

 بيد أن نفس الأمر قد يحدث، ويُعاني منه البعض، حتى حينما تكون الأجواء باردة بدرجات معتدلة، أي حينما تكون درجة حرارة الجو ما بين 4 إلى 10 درجات مئوية، وذلك مثل إصابة إنسان ما بالقشعريرة جراء التعرض للبلل بماء المطر، أو بنفس القشعريرة جراء زيادة العرق لأي سبب كان في حال الوجود في تلك الأجواء الباردة.

أو ببساطة عند الغرق عموماً في مياه باردة، أي ليس فقط في مياه شديدة البرودة، بل أي مياه درجة حرارتها أقل من درجة حرارة الجسم.

 وتشير نشرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة إلى أن 20% من حالات «انخفاض حرارة الجسم» تحصل في داخل المنازل، أما البقية فخارجها.

أشخاص أكثر عرضة
وكبار السن هم الأكثر عُرضة للإصابة بحالات «انخفاض حرارة الجسم»، وتبعات وتداعيات ذلك، خاصة منهم مَن لا يتلقون تغذية صحية كافية أو ملابس سابغة أو تدفئة في مكان الإقامة.

أو مَن يتناولون أدوية تُؤثر في انتظام عملية ضبط حرارة الجسم. ويشمل ذلك الأطفال الذين ينامون في غرف باردة، أو الذين يتركهم أهلهم يتعرضون لبرودة الطقس من دون رعاية ومراقبة مباشرة، سواء في المنزل أو المدرسة أو في الطرقات.

ومما تجدر الإشارة إليه أن ثمة ما يُعرف بنسبة حرارة الرأس إلى حرارة الجسم. والأطفال لديهم مقدار أعلى، مقارنة بالبالغين، في نسبة حرارة الرأس إلى الجسم.

أي أن حرارة رؤوس الأطفال أعلى من حرارة رؤوس البالغين، ما يجعلهم عرضة بشكل أكبر لفقد حرارة الجسم عند التعرض للأجواء الباردة وهم غير مرتدين قبعات أو كوفيات لتغطية رؤوسهم، لذا فإن أهم ما تحرص الأم عليه تغطية رأس ورقبة الطفل عند خروجه من المنزل.

وثمة جوانب أخرى لدى الأطفال والمراهقين، تحول دون ارتدائهم ملابس مناسبة لتدفئة الجسم، كالرغبة في عدم إبداء الضعف أمام الغير ولكون الملابس الشتوية تعوق ممارستهم اللعب واللهو.

ويجب الحرص على الأشخاص المُصابين بأي اضطرابات عقلية، صغاراً وكباراً، لوقايتهم من البرد، أي عدم الاعتماد على تقويمهم الشخصي في تقدير شعورهم بالبرد ولبس الملابس تبعاً لذلك.

 والأمر كذلك بالنسبة للمرضى المُصابين بكسل الغدة الدرقية أو السكتة الدماغية أو التهابات المفاصل الشديدة أو مرض باركينسون أو إصابات العمود الفقري أو الحروق أو مرضى السكري، ممن تأثرت أعصابهم الطرفية أو الأوعية الدموية.

ويُعتبر البالغون ممن يُفرطون في تناول الكحول، ويفقدون القدرة على استشعار الأجواء من حرارة أو برودة أو تغيرات مناخية خطرة كالأمطار والعواصف، عُرضة أيضاً لتلك الحالات التي تطول حرارة الجسم بالانخفاض.

ويشير الباحثون من مايو كلينك، إلى أنه من المهم إدراك أن تناول الكحول أو استخدام الحشيش يُؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية في الجلد، ما يجعل المرء يشعر بالدفء في أطرافه، وهو في الحقيقة يفقد مخزون حرارة الأجزاء الداخلية في الجسم، وبالتالي يكون عرضة للإصابة بانخفاض حرارة الجسم.

ويُضيف الباحثون الأميركيون أن الكحول يُقلل من آلية عمل القشعريرة، التي تعمل على تدفئة الجسم، كما سيأتي. والأهم، هم أولئك الناس الذين تضطرهم أعمالهم أو أوضاعهم للبقاء خارج المنازل أو المباني في الأجواء الباردة، أو من تنقطع بهم السُبل في الطرقات أو غيرها خلال تلك الموجات من الصقيع.

الأطفال وكبار السن
ما يميز الأطفال هو سهولة وسرعة فقدهم الحرارة المكنوزة في أجسامهم، بالمقارنة مع الأصحاء البالغين.

 والإشكالية هي أن الإنسان حينما يفقد جزءاً من حرارته، فإن إحدى الآليات البدائية الأولية لإنتاج شيء من الحرارة لتعويض ما فقده، هي الرعشة أو القشعريرة.

ذلك أن القشعريرة هي عبارة عن تكرار انقباض وانبساط عضلات صغيرة، يؤدي إلى إنتاج طاقة حرارية تعمل على تدفئة الجسم. والأطفال لا يتوفر لهم عمل هذه الآلية بكفاءة تكفي لتزويد أجسامهم بالحرارة.

ولحماية الأطفال ووقايتهم من وصول البرد إلى أجسامهم، يجب تدفئتهم عبر ارتداء ملابس سميكة واستعمال مواد توفر الدفء، وكذا تغطيتهم حال النوم أو الجلوس ببطانيات أو غيرها.

وحينما تشتد الحاجة إلى الدفء، فإن جسم الأب أو الأم قادر على توفير حرارة للطفل من خلال إلصاقه أو تقريبه لجسد أي منهما.

وفي حين أن الأطفال ليست لديهم مشكلة من إنتاج حرارة للجسم على المدى المتوسط، أي عبر عمليات التمثيل الغذائي (الأيض)، أو عبر الحركة البدنية والنشاط، فإن الحال لدى كبار السن ومرضى القلب والسكري وغيرهم ممن يعانون من أحد الأمراض المزمنة، هو أسوأ، ذلك أن مستوى عمليات التمثيل الغذائي في أجسامهم متدن بالأصل، ونشاطهم البدني أقل، وكتلة العضلات لديهم هي الأخرى أقل، ما يتسبب بمشكلة في سهولة ودوام تأمين طاقة حرارية لأجسامهم، وبالتالي تتأكد ضرورة الحرص على عدم تعريضهم للبرودة الخارجية ما أمكن، والحرص أيضاً على تغذيتهم بما يُناسب أجسامهم للتزود بالطاقة وإنتاجها.

علامات تحذيرية
مكمن خطورة وضرر مشكلة «انخفاض حرارة الجسم» هو أنها حينما تُصيب شخصاً ما، فإنه لا يُدرك وجودها وإصابته بها. ومع هذا ثمة علامات قد يبدو بعضها أو كلها على الشخص، ما قد يُسهم في تنبه المحيطين بما يُصيب ذلك الإنسان في حرارة جسمه.

وتختلف العلامات على حسب عمر المُصاب. ولدى البالغين يبدو إعياء مع قشعريرة، أو ارتباك وتشوش ذهني مع تحسس وتلمس اليدين، وربما تكرار فركهما، أو اختلال الذاكرة مع بطء في إصدار كلمات الجمل عند الحديث.

 أو ربما فقط مجرد ظهور النعاس واضطراب الوعي. أما لدى الأطفال، خاصة الصغار جداً منهم، فقد يبدو جلد الجسم وردياً أو أحمر اللون، مع برودته عند لمسه وتحسسه، وقد يبدو الطفل حينها خاملاً ويغلبه النعاس.

وتشير نشرات المركز القومي للصحة البيئية بالولايات المتحدة إلى أن على مَن يلحظ أحداً ما تبدو عليه تلك العلامات، أن يعمد إلى قياس درجة حرارة جسم ذلك الشخص فوراً.

وإذا ما وجدها أدنى من 35 درجة مئوية، أي ما يُعادل 95 درجة فهرنهايت، فإن الحالة تعتبر طبياً حالة طارئة تتطلب معالجة مستعجلة لإسعافه.

وإن لم يتوفر آنذاك أحد المتخصصين الطبيين لمباشرة إنقاذ حياة المُصاب بهذا الانخفاض في درجة حرارة الجسم، فإن على المرء البدء بتدفئة المُصاب وفق خطوات عدة، أهمها نقل المصاب ووضعه في غرفة دافئة أو أي ملجأ آخر يُبعده عن برودة الطقس، هذا مع الحرص على خلع أي ملابس مبللة قد يكون المُصاب مرتدياً لها.

ومن المنطقي أن يكون الاهتمام منصباً بالدرجة الأولى آنذاك، على تدفئة الأجزاء المركزية من جسم المُصاب، أي الصدر والرقبة والرأس والحوض، بواسطة إما بطانية كهربائية إن توفرت، أو تغطيته ببطانيات عادية جافة، أو حتى إن لزم الأمر بإلصاق جسم المُصاب بجسم شخص آخر سليم، لنقل الحرارة في ما بين جسديهما.

وتدفئة الجسم يجب أن تبدأ في الأجزاء المركزية من الجسم لا الأطراف العلوية أو السفلية، لأن البدء بتدفئة الفخذين والساقين أو العضدين واليدين يُؤدي إلى توسع الأوعية الدموية فيها، ما يُؤدي بدوره إلى سحب كميات كبيرة من الدم الموجود في القلب والأوعية الدموية الكبيرة في الصدر والبطن والرأس، وقد يحصل للمصاب هبوط في عمل القلب وتدني مقدار ضغط الدم، وتدني أيضاً حرارة هذه الأجزاء المركزية المهمة من الجسم، وهو تصرف يصفه الباحثون من مايو كلينك، بأنه قد يكون قاتلاً للمُصاب.

الشوربة لا الشاي
هذا، وقد يكون ذا جدوى تناول المصاب مشروبات دافئة، وليس ساخنة، تعمل على رفع حرارة الجسم، ما لم تكن درجة الحرارة متدنية جداً.

وآنذاك قد تكون مأكولات سائلة كالشوربة الدافئة أفضل وأكثر أماناً من مجرد المشروبات الساخنة. ومن الضروري التنبه إلى عدم إعطاء المُصاب حينئذ مشروبات ساخنة تحتوي على الكافيين كالقهوة أو الشاي.

وهنا تُؤكد نشرات المركز القومي الأميركي للصحة البيئية على ألا يتم مطلقاً تقديم المشروبات الكحولية لهذا المُصاب بانخفاض حرارة جسمه.

ومما هو شائع، وبصفة طبية خاطئة، اعتقاد البعض أن تناول المشروبات الكحولية شيء مفيد جداً لتدفئة الجسم، في حين أن المصادر الطبية لا ترى صحة وسلامة ذلك السلوك البتة، ومن البديهي التنبه إلى عدم تقديم أي مشروبات ساخنة لمَن لديه اضطرابات في مستوى الوعي.

ويجب الحذر من إجراء تدليك أو فرك لجسم المُصاب، بل من الضروري التعامل معه برفق. كما يجب عدم تعريضه للحرارة العالية مباشرة، سواء باستخدام الماء الحار أو الدفاية.

ويحرص الشخص المُسعف على تكرار قياس درجة حرارة المُصاب للتأكد من التحسن وجدوى المعالجات المُقدمة إليه.

 وحينما ترتفع درجة حرارة الجسم، عن حد الخطر، يجب الاستمرار في إبقاء المُصاب جافاً ومُغطى جيداً ببطانيات جافة، بما يشمل الرقبة والرأس إضافة إلى بقية الجسم. وفي خلال ذلك كله، لا ينسى المُسعف أن يُواصل مسعاه لتوفير الخدمة الطبية للمُصاب.

نصائح شتوية للمجمع الأميركي لطب الشيخوخة
نبه المجمع الأميركي لطب الشيخوخة والمؤسسة القومية لصحة كبار السن، إلى ضرورة اهتمام كبار السن، ومَن يقومون على رعايتهم، باتباع وسائل الوقاية من مخاطر أن يتسبب التعرض لبرودة الطقس بأي أضرار صحية عليهم.

وضمّنا ذلك في كُتيب خاص اشتمل على خطوات الوقاية تلك من حالات «انخفاض حرارة الجسم»، وعضات الصقيع، وحوادث السقوط والانزلاق، والتسمم بغاز أول أوكسيد الكربون، وإصابات حوادث السير.

وذكر المجمع كبار السن بأهمية ارتداء الملابس الباعثة على دفء الجسم. وقال إن كبار السن تنخفض لديهم معدلات نشاط عمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة الحرارية لأجسامهم، كما تقل لديهم القدرة على القشعريرة المفيدة في إنتاج الطاقة الحرارية.

وأكد على أن من الصحي ارتداء ثلاث طبقات من الملبوسات المريحة والفضفاضة شيئاً قليلاً، إضافة إلى ارتداء قبعة وتغطية الرقبة وأحذية تغطي أجزاء من الساق، أو جزمة (بوت).

وقال إن على كبار السن البقاء داخل المنازل حينما تنخفض درجة الحرارة خارجها، خاصة عند وجود الرياح.

ومعلوم أن ثمة فرقا كبيرا بين مقدار حرارة الجو الذي نسمع أرقامه في نشرات الأحوال الجوية، وما يتعرض له الجسم من برودة في درجة الحرارة.

 والأسباب في ذلك الاختلاف مبنية على عوامل عدة تجعل الجسم يتأثر سلبياً بشكل أكبر مما هو متوقع من درجة الحرارة المنخفضة تلك، وذلك مثل سرعة الرياح ودرجة رطوبة الجو.

لذا فإن نشرات الأحوال الجوية الجيدة تشتمل على ذكر ما يُعرف بدرجة حرارة برودة قشعريرة الرياح Windchill Temperature، أو بعامل قشعريرة الرياح Windchill Factor.

وهي ما يعني مقدار البرودة التي يتعرض لها الجسم فعلياً جراء التعرض للرياح الباردة. والواقع أن الجسم بفعل سرعة الرياح يتعرض لدرجات أكثر انخفاضاً كلما زادت سرعة الرياح الباردة.

كما أنه مع تساوي رقم مقدار انخفاض درجة حرارة الجو، فإن مقدار البرودة التي يشعر بها شخص يُقيم في مناطق صحراوية جافة تختلف عن تلك البرودة التي يشعر بها شخص يُقيم في مناطق جغرافية رطبة أو منازل يتم ترطيبها.

وقال المجمع إن عضات الصقيع قد تنجم عن التعرض لأجواء باردة جداً تفوق ما يتحمله جلد الإنسان. وهو ما قد يطال الأنف أو الأذن أو الخد أو الأصابع. وتبدو علامات العضات كاحمرار أو غمق في لون الجلد، مع الشعور بألم فيه.

وحذر المجمع من إجهاد كبار السن في القيام بأعمال كإزالة الثلج أو حمل الحطب أو غيرها من المهمات التي قد يرون أنها من الضروري القيام بها.

لأن تأثر أجسامهم، خاصة القلب والأوعية الدموية، بهذا الإجهاد يفوق ما يحصل فيها عند اعتدال درجة حرارة الجو.

وأثار موضوع التدفئة داخل المنازل باستخدام الحطب أو الفحم، نظراً لاحتمالات نشوء التسمم بغاز أول أوكسيد الكربون. ومعلوم أن هذا الغاز لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وقد يطال بالضرر، حال ارتفاع نسبته في دم الشخص، أعضاء مهمة كالدماغ والقلب. وهذا الضرر قد يكون دائماً، أي لا يزول بمجرد انخفاض نسبة هذا الغاز في دم المُصاب.

ونصح كبار السن بضرورة مراجعة الطبيب قبل بدء موسم الشتاء، والتواصل معه أثناءه.