عوامل مخيفة تسبب انقطاع مبكر للطمث

أثناء ذلك الوقت المزعج من الشهر وهو فترة نزول الدورة الشهرية، قد تحلمين أن تكون آخر مرة تنزل فيها ولا تعود الدورة الشهرية جزءا من حياتك، لكن الحقيقة الواقعية أن مرحلة انقطاع الطمث والتي يطلقون عليها سن اليأس رغم كونها شيء طبيعي نمر به، لكنه في نفس الوقت يأتي ومعه متاعب كثيرة وزيادة مخاطر للإصابة بهشاشة العظام وجفاف المهبل ومشكلات صحية أخرى، وبالطبع ستفقدين الدورة الشهرية والقدرة على الإنجاب.
 
والواقع أن المرور بمرحلة انقطاع الطمث في المستقبل في موعدها الطبيعي شيئ مؤكد 100%، وذلك عندما يظهر التغير بناء على سلسلة من العوامل، لكن العلماء ولسوء الحظ أضافوا مؤثرا احتماليا آخر داخل المزيج يؤدي لانقطاع الطمث ألا وهو المواد الكيميائية الشائعة التي يمكن أن تتعرضي لها بشكل منتظم.
 
وفي دراسة نشرت في مجلة PLOS ONE حلل بها الباحثون بيانات من الولايات المتحدة الأمريكية بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وبدراسة استطلاعية ركزت على العادات الصحية واختيارات أسلوب الحياة لعدد 1442 امرأة في مرحلة انقطاع الطمث تزيد أعمارهن عن 30 بداية من عام 1999م وحتى 2008م، وقد خضعت جميع النساء اللاتي اشتملت الدراسة عليهن لاختبارات دم وبول لتقييم المواد الكيميائية التي أحدثت اختلالا في الغدد الصماء، أو المواد الكيميائية التي تسبب فوضى في هرمونات الجسم.
 
وبعد دراسة البيانات، وجد الباحثون أن النساء اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من هذه المواد الكيميائية داخل أجسامهن وأنظمتهن انقطع الطمث لديهن في سن مبكرة يتراوح بين 19 إلى 38 سنة مبكرا عن غيرهن من النساء.
 
وطبقا لهذه الدراسة فلهذه المواد الكيميائية تأثير في انقطاع الطمث المبكر يفوق ما يحدثه تدخين التبغ الذي أوضح بحث سابق أنه يرتبط بانقطاع الطمث مبكرا بفترة تتراوح بين 8 شهور وحتى سنة وأربعة أشهر.
 
إذن ما الصلة بين هذه المواد الكيمياية والفوضى التي تصيب صحة النساء؟ 
بناء على ما قالته الطبيبة المديرة عمبر كوبر ومؤلفة ورائدة الدراسة والأستاذة المساعدة لأمراض النساء والتوليد بجامعة واشنطن، حيث تسبب المواد الكيميائية اختلالا في الغدد الصماء حيث تتحد لتحدث اضطرابا في الهرمونات والأجهزة التي تنتج الهرمونات (مثل المبايض) ويترتب على ذلك الفوضى، ورغم ذلك فلم يعلموا حتى الآن كيف ولماذا يحدث ذلك.
 
ورغم أن هذه النتائج قد تبدو أمرا مخيفا، إلا أن كوبر تقول: إن هذا البحث الذي يرتبط فقط بهذه المواد الكيميائية بانقطاع الطمث المبكر آملين أن هذه الدراسة تتمكن من إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد المصادر الرئيسية لهذه المواد الكيميائية الضارة.
 
وفي الوقت نفسه، تخبرنا الباحثة كوبر أنه على كل امرأة محاولة تقليل تعرضها للمواد الكيميائية باستخدام الورق والزجاج داخل الميكروويف بدلا من البلاستيك، وتجنب إعادة استخدام زجاجات المياه البلاستيكية التي يجب التخلص منها.
 
وتضيف إلى ذلك أنه من الصعب القول ماذا يمكن أن يضع عراقيل كبيرة أمام المواد الكيميائية التي نتصل بها، وتؤكد أن ذلك لن يتم إلا بإجراء المزيد من البحوث.