ساعة من الذهب أو الماس .. معايير الشراء كثيرة

لا غرابة أن تتحول الساعة اليدوية، إلى قطعة مجوهرات نفيسة تقتنى للتباهي، وأيضاً للاستثمار
لا غرابة أن تتحول الساعة اليدوية، إلى قطعة مجوهرات نفيسة تقتنى للتباهي، وأيضاً للاستثمار

هناك إجماع على أنه لم يعد في سوق الساعات الأصلية، أي غير المقلدة، ساعات متدنية المستوى تقنياً. هذا القول صحيح لأكثر من اعتبار، منها أن سوق الساعات اليدوية العالمية أصبح محصوراً الآن بين الماركات التي تمتلكها مجموعات صناعية تجارية ضخمة، مثل لوي فوتيون مويه هينيسي (إل في إم آش) وسواتش وريشمون فينانسيير وموفادو غروب، أو الماركات التي تعتز بملكية دورها عائلات ثرية تحرص على رفع مستوى جودة إنتاجها إلى القمة مثل باتيك فيليب ورولكس وشوبار وبرايتلينغ. أما إذا كانت النية هي تقديم هدية، فإن الخيارات اصبحت كثيرة والأسعار متنوعة تخاطب كل الإمكانات.


ولكن «فلسفة» الإهداء، تقوم على أساس أن يهدي المرء للآخر، لا سيما إذا كان غاليا وعزيزا، سلعة أثمن مما كان ليشتريه لنفسه بغرض الاستخدام العادي اليومي.

ذلك أن العنصر الأهم في الهدية إبراز قدر استثنائي من التقدير أو الحب، ويترجم هذا القدر الاستثنائي نفسه بمزايا كمالية وجمالية فاخرة ترفع سعر السلعة وتسمو بها عن قيمتها العملية المجرّدة.

فقلم الحبر الذي يشتريه أحدنا لنفسه، مثلاً، قد يلعب فيه حساب السّعر دوراً كبيراً، بينما لا يلعب السعر هذا الدور عندما نشتريه لإهدائه إلى قريب أو حبيب أو صديق، بل على العكس نحن نميل أن يكون ثميناً، كأن يكون الجزء المعدني منه مصنوعاً من الذهب أو الفضة.

في عالم الساعات هذه هي القاعدة في الحقيقة لا الاستثناء، وإلا ما الفائدة في إهدائها، وكان أجدى بنا تقديم شال من الكشمير أو قارورة عطر. ما علينا الانتباه إليه أنه قلّما يشتري المرء ساعة فاخرة بهدف معرفة الوقت ولا شيء غير معرفة الوقت، لأن هذه المهمة باتت تتحقق عبر الهاتف الجوّال، وساعات اليد الرخيصة الثمن، والساعات الجدارية الموجودة في معظم المكاتب وأماكن العمل، وأيضاً على صفحات النصوص الإخبارية (التليتيكست) في العديد من القنوات التلفزيونية في الدول الغربية، ناهيك من شبكة الإنترنت.

وبالتالي، لا غرابة أن تتحول الساعة اليدوية، إلى قطعة مجوهرات نفيسة تقتنى للتباهي، وأيضاً للاستثمار، في حين صارت دور صناعة الساعات الرجالية تتسابق في إصباغ الوظائف الرياضية على ما تنتجه، وبذا غدت هذا السلعة تعبيراً ناطقاً عن شخصية مقتنيها واهتماماته ورجولته وهواياته جنباً إلى جنب مع إمكاناته المالية.

دور صناعة الساعات... ودور الأزياء والاكسسوارات إذا كنت تفكر في اقتناء ساعة كهدية لشخص عزيز، فلا بأس من ملاحظة أنه يتوفر في سوق الساعات حاليا نوعان من الماركات.

النوع الأول هو الماركات التي تخصّصت منذ البداية بصنع الساعات ومكوناتها مثل رولكس وجيجير لوكولتر وبوم إي ميرسييه، والنوع الثاني هو دور الأزياء والاكسسوارات ومؤسسات المجوهرات العالمية الكبرى مثل ديور وشانيل وهاري وينستون وتيفاني ودو غريزوغونو.

وفي حين نجد اليوم من النوع الأول ماركات تملكها مجموعات كبرى لها باع طويل أيضاً في عالمي المنتجات المترفة والأزياء والمجوهرات او وسّعت دائرة اهتماماتها من الساعات لتشمل المجوهرات، نجد أن دور أزياء واكسسوارات اقتحمت عالم صناعة الساعات بصورة «بيع الاسم التجاري» أو «الترخيص الانتاجي» Licencing أو الاستفادة من شركات متخصصة بصنع الساعات ومكوّناتها كلفتها بأن تصنع لها الساعات التي تحمل اسمها التجاري.

وهنا على من يخطط لشراء ساعة أو أكثر بغرض إهدائها، المفاضلة بين اسم مشهور أساساً في عالم المجوهرات والتحف، أو اسم سمعة عريضة في الجانب التقني الحرفي في تاريخ تطور صناعة الساعات.

أيضاً عليه أن يقرّر مسبقاً الميزانية المرصودة للهدية. فالساعات، حتى تلك التي يليق أن تهدى، تتراوح قيمتها بين ما يعادل الـ300 أو 400 دولار أميركي والنصف مليون دولار.

وأمام المشتري طيف واسع من الخيارات، سواء ما يتعلق بنوعية حركة الساعة (ميكانيكية أو كوارتز مثلاً)، أو نوعية علبة الساعة (من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الذهب أو البلاتين)، أو ما إذا كانت الساعة مرصعة بالمجوهرات أو من دون ترصيع وما شابه من أمور. ماركات النخبة

لا يقل معدل أسعار طرازاتها القاعدية الأدنى ثمناً عن أربعة إلى خمسة آلاف دولار بينما تتجاوز معدلات أسعار أثمن طرازاتها المائة ألف دولار وقد تتجاوز نصف مليون دولار وأكثر.

ومن هذه الماركات: باتيك فيليب وبياجيه وفاشيرون كونستانتان وبريغيه وبلانبان وشوبار وأوديمار بيغيه ورولكس وكارتييه . ضمن هذه المجموعة الماركة الأكثر رواجاً في في العالم العربي بل العالم كله، بلا أدنى شك، هي رولكس، التي تتربع على عرش المبيعات والهدايا، وبالأخص في مجال الساعات الرجالية.

أما على صعيد الساعات النسائية، فبين الأشهر والأبرز حتماً كارتييه وبياجيه. أما هواة الرياضة الذين يميلون إلى التفرد والتميز عن غيرهم فيقبلون على شراء أوديمار بيغيه وفاشيرون كونستانتان وباتيك فيليب وجيجير لوكولتر بين الرجال ... وشوبار وهاري وينستون وتيفاني وشوميه بين السيدات. ماركات الموضة

يقل معدل أسعار أرخص طرازاتها عن ألف أو حتى 500 دولار، لكن الثمين منها يعد من الهدايا الجدية جداً، وأشهر هذه الماركات: ريمون فايل وموفادو وتكنومارين وفاسونابل وبالمان وتيسو وموفادو وآر إس دبليو (راما).

ومعظم هذه الماركات من الأسماء التجارية القوية، وبعضها تملكها مجموعات ضخمة غنية كمجموعة سواتش التي تملك تيسو وبالمان، ومجموعة موفادو التي تملك من الماركات الفاخرة كلاً من إيبل وكونكورد، لكنها تملك أيضاً هوغو بوس ولاكوست وتومي هيلفيغر وكوتش واتش من الفئات السعرية الأدنى.

في نهاية المطاف، أهم ما يحدد نوعية الساعة المختارة كهدية هو لمن ستهدى. وثمة عوامل عديدة لا بد أن تدخل في الحساب، هي الجنس والسن والاهتمامات... وما إلى ذلك.

فلصبية ما زالت في المرحلة الثانوية قد تكون الهدية الأنسب ساعة شبابية جذابة التصميم والألوان معقولة السعر من دون ترصيع، من إنتاج دور أزياء عالمية مثل دونا كاران أو غوتشي أو فيندي.

في حين ربما تكون الهدية المناسبة لسيدة أكثر نضجاً ساعة أعلى ثمناً قد تكون مرصعة بالمجوهرات من إنتاج شانيل أو ديور أو بياجيه أو كارتييه.

والاعتبارات ذاتها تنطبق على الهدية الرجالية، فالساعة الرياضية العملية بحركة الكوارتز تناسب جيل الشباب، واستخدامه اليومي المنطلق أكثر من الساعات الميكانيكية الوقورة المصنوعة علبها من الذهب، التي لا محل لها إلا في أروقة مجالس إدارات الشركات وحفلات استقبال السفارات والمناسبات الرسمية. الماركات الثمينة

تصل أدنى أسعار طرازاتها إلى ألفي دولار، لكن الأثمن من طرازاتها يصل إلى أسعار أعلى بكثير، وأشهرها: أوميغا وبوم إيه ميرسييه وليون هاتو ولونجين وتاغ هيوير ورادو ومونبلان.

والأكيد أن الاسم الأكثر رواجاً في الشرق الأوسط والعالم في هذه الفئة هو أوميغا للجنسين، يليه حالياً تاغ هيوير ولا سيما بالنسبة للساعات الرياضية الرجالية، أما ليون هاتو فهي ماركة سويسرية عريقة متخصصة بالساعات النسائية وتتبع – مثل بريغيه وبلانبان وأوميغا ولونجين – مجموعة سواتش السويسرية العملاقة.