عاشت على تناول الموز فقط، فماذا حدث لها؟

الموز فاكهة عالية القيمة الغذائية لأنها تمد الجسم بالسعرات الحرارية اللازمة لإنتاج الطاقة وبذل المجهود وتمد أيضاً بالألياف والفيتامينات إلى جانب العديد من المعادن، كما تحتوي ثمار الموز على السكروز وسكر الدم، ومن المعروف أن الموز فاكهة مُشبعة أي تجعل من يتناولها يشعر بالشبع غير أنها خفيفة وسهلة الهضم للغاية.
ورغم جميع ما سبق فلا يوصى أبداً بالاكتفاء بتناول الموز وجعله هو الوجبة الوحيدة والفريدة، ورغم أن جوليا تارب Julia Tarbes خبيرة التغذية تعي ذلك جيداً إلا أنها قررت أن تخوض تجربة العيش على ثمار الموز والاكتفاء بها وحدها لمدة 12 يوم من أجل تنظيف جسدها بالكامل من الداخل، وكان أول ما لاحظت هو شعورها بخفة المعدة والهضم المثالي، وفيما يلي يمكنكم التعرف على بقية تفاصيل التجربة:
 
حكاية جوليا وزوجها والعيش على تناول الموز:
تروي جوليا خبيرة التغذية عن حكايتها الغريبة تلك فتقول: "مع تناولي للموز فقط شعرت وكأنني لا أمتلك بطناً، نعم فقد كانت معدتي هادئة تماماً ولا تشكو من أي توتر لدرجة أني لم أشعر قط بحركة الأمعاء الداخلية كما يعتاد جميع البشر بعد تناول وجبات الطعام التي تشتمل على الأنواع الأخرى المعتادة، غير أني كنت أشعر خلال أيام تلك التجربة الفريدة بالخفة الحقيقية ولم ينتابني أي من شعور التوتر النفسي والقلق أبداً، بالإضافة لاكتساب دماغي مزيداً من التركيز".
 
وتستطرد جوليا حديثها قائلة: "كنت أركز في عملي بطريقة لم أحظى بتجربتها من قبل كما كنت في غاية النشاط وكأني شعلة".
 
في البداية استغرب زوج جوليا واستنكر ما كانت ستقدم عليه ولكن عندما خاضت تجربتها ولمست نتائجها الإيجابية، قرر هو الآخر الانضمام إليها، فجوليا وزوجها شخصان نباتيا التغذية منذ عدة سنوات وتلك الميزة سهلت عليهما المهمة كثيراً، غير أنهما يمتلكان بمنزلهما حديقة خاصة يقومان فيها بزراعة طعامهما العضوي (نباتات) بنفسيهما؛ ولذا فلم يكن من العسير أو الشاق إعداد وجبات موز واستهلاكه بكميات تكفي 12 يوماً.
 
قبل أن تقدم جوليا على تجربة الاكتفاء بتناول الموز كانت قد اتبعت عدة نظم لحميات غذائية مختلفة ولكنها كانت دائماً ما تعاني من مشاكل هضمية ومن ارتفاع في مستويات السكر في الدم إلى جانب إصابتها بداء الكانديدا (داء المبيضات)، التوتر الهرموني والذي يؤدي بدوره للاكتئاب، ولكنها بعد تلك التجربة التي غيرت من صحتها بطريقة جذرية باتت تمتلك شباباً وطاقة ووزناً مثالياً.
 
- وتلك كانت تجربة خبيرة التغذية جوليا وزوجها مع ثمار الموز.
 
بعض الملحوظات المهمة
لا تتخذ مثل تلك التجربة نمطاً أو مثالاً لتجربيه وتطبقيه على نفسك، فليس معنى أن هناك فرد قام به ونجح معه فسينجح مع آخرين غيره سواء كانت التغذية عبر الاكتفاء بالموز أو أي نوع آخر من الفواكه، لأنه لا يسع الأشخاص الذين لديهم مشاكل مع الغدة الدرقية مثلاً تطبيق مثل تلك الأنواع من التجارب لأنها ستؤثر سلباً على عمل الغدة الدرقية فتخفض من آدائها وتأتي بنتائج عكسية، وأيضاً من لديهم نقص في تلك العناصر (فيتامين B12 ، الحديد، الزنك والكالسيوم) ومن يعاني في المجمل من فقر الدم، كما لا ينصح بتطبيق هذا النظام الغذائي على كبار السن والأطفال والسيدات الحوامل، ولكنك بغض النظر عن اتخاذ الموز وسيلة للحمية الغذائية والاكتفاء به فيمكنك الرجوع إلى خبير التغذية المتخصص ليصف لك نظاماً غذائياً جيداً يليق بصحتك وعمرك وظروفك بشكل عام، فهو الأجدر بالوصف والأقدر على المتابعة.