تأثيرات سموم السيانيد على الجسم وطرق معالجتها

الطريق الشائع لدخول السيانيد إلى الجسم هو إما عبر استنشاق غاز هيدروجين السيانيد، أو ابتلاع أملاحه. وهو ما قد يحصل في استنشاق دخان الحرائق المنزلية أو في المصانع، أو ابتلاعها في محاولات الانتحار.


وتحصل بالتالي حالات التسمم به، إما بشكل حاد وسريع أو بصفة بطيئة مزمنة. ويعمل السيانيد، حال دخوله الجسم بشكل سريع، على ظهور أعراض التسمم بالسيانيد، والتي تشمل الصداع والدوخة وعدم التوازن في الحركة وضعف نبض القلب وظهور اضطرابات في إيقاع نبض القلب والقيء والتشنج والدخول في غيبوبة والوصول إلى مشارف الموت، ربما خلال دقائق.

أما التعرض المزمن لكميات ضئيلة ومتواصلة من السيانيد، فقد يُؤدي إلى رفع نسبة السيانيد في الجسم، ما ينتج عنه ضعف متواصل في عضلات الجسم والجهاز العصبي.

والآلية خلف هذا كله هو تسبب السيانيد في وقف عمل أنزيمات مهمة لعملية تنفس الخلية الحية واستخدامها للأوكسجين، واتحاده مع عنصر الحديد الموجود في مركبات الهيموغلوبين لخلايا الدم الحمراء. وبالتالي لا تستطيع خلايا الجسم إنتاج مركبات الطاقة اللازمة لحياة ولعمل أعضاء مهمة في الجسم، مثل القلب والدماغ.

ويستطيع الجسم بسهولة التخلص Detoxify من الكميات الضئيلة لمركبات السيانيد التي يتناولها الإنسان ضمن المنتجات الغذائية الطبيعية. أما عند حصول حالات التسمم، فثمة عدة أنظمة علاجية مستخدمة للتغلب على التأثيرات السمية لها. وتشمل إعطاء المُصاب جرعة قليلة من مادة «أمايل نايترايت» لاستنشاقها، ثم حقنه في الوريد بمادة نترات الصوديوم وحقنه أيضاً في الوريد بعد ذلك بمادة ثيوسلفيت الصوديوم. والفكرة هي محاولة تخليص المركبات المهمة في الخلايا وخلايا الدم الحمراء من التصاق السيانيد بها.

وهذه الطريقة، المعتمدة في الولايات المتحدة، ليست هي الوحيدة، بل ثمة طرق علاجية أخرى مستخدمة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. ولذا فإن المحاولات العلمية مستمرة لإيجاد طريقة أفضل وأقوى وأسرع لعلاج حالات التسمم بالسيانيد.