ما علامات ألم الركبتين؟

من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين، وحتى المتعلمين منهم، عدم التقدم للتشخيص وطلب العلاج إلا بعد تطور حالتهم المرضية وتحولها لأوضاع سيئة، وفي بعض الحالات قد يكون العضو فقد وظيفته، فالكشف المبكر عن التهاب المفاصل (Osteoarthritis) مثلا يمكن أن يزيد من فرص التدخل الفعال وإنهاء المشكلة قبل تدهورها وفقد الوظائف التي يقوم بها المفصل.
 
إن أول إشارة تدل على الإصابة بالتهاب مفاصل الركبتين هي الشعور بألم في الركبتين عند استخدام السلالم.
 
وهذا ما أثبتته نتائج دراسة بريطانية نشرت في مجلة «أبحاث التهاب المفاصل والعناية بها» (Arthritis Care & Research) بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) 2015. 
 
وتوعية الناس بهذه المعلومة سوف تسهم كثيرا في إجراء التشخيص والبدء في خطوات العلاج في وقت مبكر، وتقي من مضاعفات وتقدم الحالة وسوء وضعها.
 
قام الباحثون في هذه الدراسة من جامعة ليدز بتحليل بيانات نحو 4673 شخصا من الذين يعانون من التهاب المفاصل أو الذين صنفوا ضمن مجموعة الناس الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. 
 
وعلى مدى فترة سبع سنوات، كان قد طلب من المشاركين ملء استبيانات سنوية عن الألم الذي يحدث خلال الأنشطة المتنوعة التي يقومون بها خلال حياتهم اليومية التي تتطلب تحمل الوزن على الركبتين والانحناء، إلخ.
 
وأظهرت الدراسة أن استخدام السلالم كان أول نشاط يقومون به في يومهم ويشعرون خلاله بالألم، ثم أعقب ذلك الألم أثناء المشي، ثم الوقوف، ثم الاستلقاء أو الجلوس، وأخيرا عندما يستريحون على أسرّتهم.
 
وصرح رئيس فريق الدراسة د.فيليب كوناغان (Philip Conaghan) أن الأطباء حاليا يفتقدون للتشخيص المبكر لحالات التهاب المفاصل وما زالوا يشاهدون الحالات بعد تطورها وشعور المرضى بألم شديد ومبرح بعد أن يكونوا قد عانوا منه فترة طويلة، وبعض الحالات تكون قد تعرضت للمضاعفات وتكون المفاصل قد فقدت وظيفتها. 
 
كما أن تحديد علامات مبكرة والإلمام بها سوف يساعد الأطباء في التدخل المبكر للعلاج بأفضل الوسائل وأبسطها وأكثرها فعالية، ليس لتخفيف الألم فحسب وإنما للوقاية من تقدم الحالة المرضية نحو الأسوأ.
 
لقد أثبتت هذه الدراسة أن الشعور بالألم في مفصل الركبتين يعتبر العلامة الأولى التي تظهر لأول مرة خلال القيام بالأنشطة التي تتضمن تحميل وزن الجسم على مفصلي الركبتين وثنيهما مثلما يحدث عند استخدام السلالم أو الدرج.
 
فظهور هذه العلامة سوف يتيح للطبيب التشخيص المبكر واختيار العلاج المناسب من قائمة استراتيجيات التدخل المبكر.