لأنهم يديرون هوليوود ميل جيبسون يعترف "من يخطئ في اليهود يعتزل وقد لا أعود للتمثيل"

"لا أعلم إذا ما كنت سأعود للتمثيل من جديد فقد مضت ست سنوات، وقد لا أعود ثانية، وقد أعود".


بهذا التشويش والاضطراب، يلخص النجم الأمريكي الكبير ميل جيبسون -51 عاما- موقفه من التمثيل في حديث لأحد مواقع أخبار النجوم على الإنترنت حديثا، مشيرا إلى أنه منهمك في تأسيس شركة إنتاج أفلام في كوستاريكا، حيث يعيش حاليا، وبأنه لم يعد يشعر بالحماسة للظهور على شاشة السينما.

ويربط بعض المراقبين بين المصير الذي آل إليه جيبسون وما حدث معه حينما أخطأ في حق اليهود، وتفوه بكلام يقدح فيهم.

وكان قد أُلقي القبض عليه في يوليو 2006، وهو يقود السيارة مخمورا، عندما أوقفه ضابط الشرطة الذي هاجمه جيبسون حين علم أنه يهودي بعبارات وُصفت بأنها "معادية" للسامية، وهي قوله "إن اليهود سبب البلاء في العالم، وسبب كل الحروب".

وعلى الرغم من أن جيبسون اعتذر مباشرة عن كلامه، وأصدر بيانا رسميا اعتذر فيه عن أي كلام قد يكون تسبب في جرح مشاعر اليهود في أي مكان، مبررا ما حدث بأنه نتيجة أنه كان مخمورا، وليس في كامل وعيه، وأنه لم يكن أبدا عنصريا أو متعصبا. إلا أنه بالطبع ثارت ثائرة اليهود في كل مكان، وفى هوليوود خاصة، ودعوا إلى مقاطعة أعمال جيبسون المستقبلية، بل تركه مدير أعماله، كما ألغت شبكة قنوات ABC مشروع إنتاج حلقات مصغرة عن الهولوكوست مع شركة جيبسون للإنتاج "ايكون".

وميل جيبسون حاز جائزة الأوسكار لأفضل إخراج عن فيلمه Braveheart عام 1995. وقد وُلد بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1956 ونشأ في أستراليا.

ووالده هو الكاتب هاتون جيبسون المثير للجدل، لكن ابنه ميل أثار بدوره جدلا أكبر، ومع ذلك لم يؤثر ذلك من قبل على قدرته في صنع أفلام كبيرة شديدة النجاح مثل سلسلة أفلام "ماكس المجنون Mad Max"، وسلسلة أفلام "السلاح القاتل Lethal Weapon"، وفيلم "الفدية Ransom"، وفيلم "الوطني The Patriot".

وفي عام 2004 أثار جدلا واسعا بإنتاجه وإخراجه فيلم "آلام السيد المسيح Passion Of The Christ" الذي اتهمه اليهود بسببه بأنه معاد للسامية، وطالبوا بمقاطعته، ومع ذلك حقق إيرادا بلغ 400 مليون دولار في الولايات المتحدة فقط.

ثم أتبعه في عام 2006 بفيلم آخر أثار جدلا كبيرا أيضا هو "أبوكاليبتو Apocalypto" عن حضارة شعب المايا المندثرة، إذ اتهم بعده بتشويه تاريخهم وتصويرهم على أنهم شعب وحشي متعطش للدماء، ما جعله يفقد أعصابه لهجومهم على فيلمه في إحدى الندوات بجامعة أمريكية، وطالبهم "بصنع فيلم خاص بهم إذا كان فيلمه لا يعجبهم".

والأمر هكذا، فقد انتقل جيبسون مؤخرا إلى الإقامة بأمريكا اللاتينية، وبالتحديد في كوستاريكا، حيث اقتنى مزرعة كبيرة تطل على ساحل المحيط الهادي بمبلغ 28 مليون دولار.

يُذكر أن مارلون براندو، وعلى الرغم من أنه من نجوم العصر الذهبي للسينما الأمريكية، والمصنف الرابع كأفضل ممثل سينمائي على الإطلاق من المركز الأمريكي للسينما؛ إلا أن كلاما مشابها له عن اليهود لم يغفر له أبدا.

فقد صرح براندو في لقائه بالمذيع لاري كينج في عام 1996 بأن اليهود يديرون هوليوود ويمتلكونها، وحينها لم يمر كلامه مرور الكرام، إذ أثار ضجة كبيرة، وتعرض لضغوط كبيرة حتى اعتذر وظل يشيد بهم حتى رحيله في 2004، ومع ذلك لم تغفر له تلك الزلة أبدا.

فهل يحدث الأمر نفسه مع ميل جيبسون الآن؟