رومانسية الورود ومعانيها

باقة من الورود أو حتى وردة واحدة هي أرق وأجمل ما تهديه لشخص تحبه لتعبر له بها عما في قلبك تجاهه؛ فهي أبلغ رسول للحب والود على مر العصور، وقد جمعت فيه كل ما في الرومانسية من معانٍ، فكم من عاشق ألهمته الورود كلاماً رائعاً يحدث به معشوقته فتذوب في حبه، وكم من حبيبة جعلت النوم يجافي عيونها وهي تنتف أوراقها وتتساءل أيحبها من تحبه، وقد أنبتت الورود المودة في قلب الصديق لصديقه وأدخلت الفرحة في قلب الأم حين أهداها صغيرها وردة في عيدها، ووضعت على المائدة صباحاً فأشاعت البهجة بين أفراد العائلة بل وحسنت من نفسية المريض فجعلته يتماثل للشفاء. 

 

لا يختلف أحدنا مع الآخر في أنها تقول على لسان من يهديها "أحبك" لمن تهدى له، وتعبر تلك الورود عن المشاعر العميقة  الفياضة كالحب والشوق وأيضاً الإعجاب والاحترام والإخلاص، ويمكنها المصالحة بين المتخاصمين؛ فإذا أهدى أحد الطرفين الآخر وردة حمراء فهذا دليل على اعتذاره وأسفه الشديد.

 

وللعلم أيضا فإن عدد الورود له معنى؛ فالوردة الحمراء الواحدة تعني "أنا احبك" والعدد الأكثر شيوعاً عدد 12 فتعني تلك الباقة "أنت لي وحدي".

 

تعبر عن البراءة والنقاء وترتبط دائماً تلك الورود ببدايات كل شئ جديد فهي رفيق لا تستغنى عنه العروس يوم زفافها وتستطيع أنت التعبيرمن خلالها عن القيم الروحية كالتواضع والتسامح والتعاطف تجاه من تهديه إياها، والوردة البيضاء الواحدة تقول لمن تهدى له "إن مشاعري نقية تجاهك".

 

ذلك اللون دائماً ما يوحي بالدفء؛ فهي تستمد لونها من حرارة الشمس فتعبر بذلك عن قوة المشاعر وأقصاها سواء كانت بالترحيب الحار أو الفرح الشديد أو حتى الغيرة، ولكن تلك الورود ذات اللون الأصفر لا تهدى في إطار الرومانسية فلا يتبادلها العشاق في أعياد الحب أو أعياد الزواج، ولكن غالبأً ما يهديها الأصدقاء لبعضهم البعض في المناسبات السعيدة، والوردة الصفراء الواحدة تقول "انت أدخلت البهجة على حياتي فلنكن أصدقاء مقربين".

 

هناك الكثير من الاختلافات حول ذلك اللون، وعلى كلٍ فذلك اللون من الورود يمكن إهداؤه للتعبير عن الامتنان والسعادة وهي تنقل حلاوة المشاعر، وتدل تلك الورود أيضاً على الأناقة والنعومة فهي مناسبة جداً لأن يتهادين بها الصديقات؛ فإذا كانت درجة اللون الزهري فاتحة عبرت عن المشاعر بصدق، وأما الدرجات الغامقة منه فهي الأصدق والأدل في التعبير، والوردة الزهرية الواحدة تقول "أنت تعجبني".

 

إذا كانت الورود الصفراء توحي بدفء الشمس فالبرتقالية تعكس لهيبها؛ فهي أزهار ذات لون ناري به طاقة هائلة وعاطفة متأججة وتعبر عن الرغبة الشديدة وعن الفخر والحماس، وتلك هي الوحيدة التي تنافس الورود الحمراء في التعبير عن الرومانسية، والوردة البرتقالية الواحدة تقول "كم أنا فخور بك".

 

ورود (اللافندر أو الخزامى) ذات اللون الأرجواني: 

تلك الورود لها لون أشبه بالسحر؛ فهي تعبر عن الحب من أول نظرة وعن العشق، والورود ذات الظلال الغامقة منها تعطي شعوراً بالعظمة والروعة وكأن من تهدى إياها ملكة متوجة على عرش حبيبها، والوردة الواحدة ذات اللون الأرجواني تقول "أنا مسحور بك".

 

ما زالت تلك الورود بعيدة المنال فقد أبت الطبيعة أن تنتج مثلها؛ فإذا وجدت ذلك اللون فاعلم أنه مكتسب وليس أصلاً فيها، والورود الزرقاء يأتي ذكرها في الأساطير وهي تمثل الرغبة الغير قابلة للتحقيق، وعندما يهديها طرف للآخر فكأنه يقول له "لا يمكنني الحصول عليك وامتلاك قلبك ولكني لا أكف عن التفكير فيك وأن قلبي معلق بك".

 

هذا اللون هو لون الطبيعة والخصوبة والانسجام، ويدل على التعبير عن السلام والهدوء وهذه الورود لها لون مائل للبياض ممتزج مع ظلال اللون الأخضر، وتستطيع هذه الورود أن تقول "مع تمنياتي بحياة جديدة مزدهرة" أو "مع تمنياتنا بالشفاء العاجل والصحة الجيدة".

 

تلك الورود مثلها مثل الورود الزرقاء غير حقيقية ولا توجد في دنيانا، وفي حقيقة الأمر أن المقصود بها هنا هى الورود الحمراء ذات القتامة الشديدة من درجات الأحمر، والأسود لون جنائزي ويرمز للفراق والوداع، وعند إرسال شخص إياه لشخص آخر فهو يقصد به انتهاء العلاقة وموت المشاعر.

 

عندما تهدي باقة تمزج فيها أكثر من لون من الورود فأنت تهدى مجموعة من العواطف والمشاعر؛ فمثلاً عند إهدائك باقة ورود مكونة من اللون الأحمر والأبيض فأنت تقول "أنا أحبك جداً وأحمل لك نواياً طيبة"، وعندما ترسل باقة متعددة الألوان وكثيرة فلسان حالك يقول "أنا لا أعرف حقيقة مشاعري تجاهك حتى الآن، ولكن الأكيد هو أنك تروق لي كثيرا حتى أني أرسل لك وروداً".