في اليوم العالمي للسكري 2014 .. منظمة الصحة العالمية تحذر من السمنة عند الأطفال

يحتفل العالم اليوم الجمعة 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، كعادته من كل عام، باليوم العالمي لمرض السكري، الذي سجلت الإصابات به ارتفاعا مضطردا سنة تلو الأخرى حتى أطلق عليه مصطلح «وباء عالمي» فلم تعد هناك بقعة من العالم خالية منه. وتنطلق فعاليات اليوم العالمي لداء السكري في هذا العام تحت شعار «لنحم مستقبلنا» إشارة إلى النوع الأول من مرض السكري الذي يحدث بسبب فقد الجسم لهرمون الأنسولين، ولذا يطلق عليه اسم مرض السكري المعتمد على الأنسولين ويكون علاجه الوحيد هو التعويض بالأنسولين. وليس هناك مجال لعلاج السكري النوع الأول بالحبوب المخفضة لسكر الدم أو بالأعشاب أو بغيرها.


وقد حصلت تغيرات في طبيعة هذا المرض؛ حيث أصبحنا نواجه أخيرا أطفالا مصابين بالنوع الثاني من مرض السكري الذي يكون بسبب زيادة الوزن (السمنة) وضعف مستقبلات الأنسولين.

السمنة ومرض السكري
السمنة وزيادة الوزن تعدان من أكبر المشاكل الصحية التي تعاني منها الدول المتقدمة، مما دفع الجهات الصحية في الدول النامية أيضا إلى وضعها على أولوية اهتماماتها، واعتبارها ضمن الأمراض المتعلقة بسوء التغذية.

وتظهر الإحصاءات وجود مليار شخص من البالغين يعانون من زيادة الوزن على مستوى العالم منهم 312 مليون مصاب بالسمنة بالفعل، كما دلت الأرقام على وجود 155 مليون طفل يعانون من زيادة الوزن والسمنة، مما سيضيف عبئا جديدا على تكاليف الإنفاق الباهظة التي تنفقها الحكومات لمقاومة أساليب الحياة الخاطئة وعلاج الأمراض التي تسببها السمنة.

لقد لوحظ ازدياد ارتباط السمنة بداء السكري من النوع الثاني في الفترة الأخيرة بمعدلات كبيرة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 90 في المائة من الإصابات بالسكري من النوع الثاني كان سببها السمنة وزيادة الوزن. ولما كانت العلاقة قوية بين السمنة والسكري ظهر مصطلح جديد في المجالات المتخصصة وهو «ديابيستي Diabesity» (من كلمتي السكري - السمنة) الذي يشير إلى الإصابة بالسكري بسبب السمنة وزيادة الوزن.

كما أن زيادة الوزن تساعد أيضا في إضعاف قدرة الجسم على تحمل سكر الغلوكوز وإلى الإصابة بمتلازمة الأيض (التمثيل الغذائي)، وهما عاملان من عوامل الخطورة للإصابة بالسكري من النوع الثاني، ومؤشر أولي للإصابة. إن كافة الدراسات التي أجريت في مجال السكري من النوع الثاني والسمنة قدمت عددا من الاقتراحات لتشجيع أكبر عدد من الناس على ممارسة النشاط الرياضي بشكل منتظم، بهدف خفض معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

زيادة معدلات الوزن
الوزن الزائد يعني ازدياد وزن الجسم عن المعدلات التي حددتها المعاهد الوطنية للصحة والمعهد الوطني للقلب والرئة والدم الأميركية (NHLBI)، وربما تأتي هذه الزيادة عن طريق العضلات أو العظام أو الدهون أو من سوائل الجسم. وتشير السمنة تحديدا إلى احتواء الجسم على نسبة عالية وغير عادية من الدهون. ولكن يمكن أن يعاني الشخص من زيادة الوزن ولا يكون مصابا بالسمنة، بيد أن كثيرين ممن لديهم أوزان زائدة يعانون من السمنة أيضا.

إن أحدث الطرق لمعرفة ما إذا كان وزن الشخص زائدا أم أنه مصاب بالسمنة، تعتمد على حساب مؤشر كتلة الجسم لديه (BMI). ويمكن قياس ذلك عن طريق قسمة وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع الطول الذي يقاس بالمتر.

وحسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم (NHLBI)، فإذا كان مؤشر كتلة الجسم أقل من 25 كيلوغراما على المتر المربع فإن وزن الجسم يعتبر عاديا، أما إذا كان المؤشر ما بين 25 إلى 29 كيلوغراما على المتر المربع فيعتبر الوزن زائدا، ويكون الشخص مصابا بالسمنة إذا كان المؤشر 30 كيلوغراما أو أكثر على المتر المربع.

وعلى الرغم من أن قياس مؤشر كتلة الجسم بسيط وغير مكلف ماديا ومتاح بالنسبة للرجال والنساء، فإن بعض العيوب تشوبه، لذ ربما يعطي نتائج خاطئة للأشخاص ذوي العضلات. ويساعد حساب مؤشر كتلة الجسم في تقدير وزن الجسم وفرص الإصابة بالأمراض مقارنة بالوزن العادي، وبما أنه يمكن أن يكون البعض من الناس أصحاء ولا يعانون من السمنة على الرغم من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لديهم فإن المؤشر وحده ليس كافيا لفرض احتمالية تعرض الشخص للإصابة بالأمراض، ومن الضروري إجراء فحص لمؤشرات أخرى على يد طبيب متخصص، مثل ضغط الدم، سكري الدم، ونسبة انخفاض الكولسترول الحميد، والنسبة الإجمالية لارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية ونسبة الكولسترول الضار.