الحزام يتحول من إكسسوار إلى أساس

هناك لقطة في بداية فيلم «ذهب مع الريح» مترسخة في ذاكرة كل عاشقة لهذا الفيلم الكلاسيكي. لقطة تظهر فيها البطلة سكارلت أوهارا (فيفيان لي) مع مربيتها، وهي تحاول ان تشد حزامها بشكل جيد وقاس،حتى يبدو خصرها نحيلا أكثر من غيرها من الفتيات المدعوات إلى حفل، في دلالة واضحة بأن الخصر منطقة يجب ان تكون محددة لتبدو المرأة في كامل انوثتها وجمالها.


وموضة اليوم لا تختلف كثيرا عن موضة الأمس، رغم مرور قرون عليها، فكلنا يعرف أن هذا الموسم يتلمس صورة مارلين مونرو، بقوامها الأنثوي وخصرها النحيل. ونعرف ايضا ان الملابس السميكة، والمقصود هنا ليس خامتها الصوفية فحسب، بل ايضا تصميمها المستدير الذي يتجاهل في أحيان كثيرة منطقة الخصر وكأنه لا يوجد، هي السائدة، الأمر الذي قد يصيبك ببعض الحيرة، فكيف يمكن الحصول على مظهر مارلين مونرو أو سكارلت جوهانسون، والمصممون يجودون علينا بالفضفاض والواسع؟ والجواب ببساطة: عليك بحزام.

فحزام بشكل جميل ومبتكر، والأهم متوازن مع مقاييس جسدك، له مفعول السحر، إذ يمكن ان يحدد الخصر، وأن يعطي الانطباع بطول منطقة الصدر، كما يمكن أن يضفي على أي زي، مهما كان بسيطا، جرعة كبيرة من الأناقة والعصرية، هذا عدا انه اسهل طريقة لمواكبة الموضة، التي تتوخى الأشكال الفضفاضة والمستديرة، من دون التنازل عن إبراز جمال الجسم.

فالكثيرات منا يقضين اوقاتا لا يستهان بها في النوادي الرياضية واتباع حميات غذائية لا تعد ولا تحصى، للحصول على قد ممشوق ومتناسق، وبالتالي يرغبن في الاستمتاع بنتائج جهدهن وعرقهن، وهو ما انتبهت له بيوت الأزياء العالمية في المواسم الأخيرة، خاصة داري «فندي» و«إيف سان لوران» السباقتين في هذا المجال.

 

كان ذلك في ربيع 2006، ومنذ ذلك الحين وابداعات باقي المصممين في هذا المجال تتوالى، بدءا من بروانزا شولر إلى آن كلاين، وبيربيري ودولتشي اند غابانا وأرماني ولوي فيتون وغيرهم من الأسماء العالمية. ومن البديهي انه عندما تدخل أي من هذه الأسماء هذا المضمار، فإن الأحزمة التي يمكن ان نترقبها منهم لن تكون عادية، أي لن تكون عريضة أو نحيفة من الجلد أو الشامواه فحسب، بل سيحاول كل واحد منهم ان يحولها إلى تحفة يستعرض فيها قدراته وأسلوبه، وهو ما يصب في صالحنا.

المشكلة ان بعضهم قد يتمادى في هذا الإبداع إلى حد يجعلها «ساخنة» بشكل يصعب الاقتراب منها خوفا من الاحتراق، خاصة إذا كانت المرأة تميل إلى الكلاسيكية أو الأسلوب الهادئ. الثنائي الإيطالي دولتشي أند غابانا، أكبر مثال على هذا، فقد عادا إلى التاريخ القديم ليستوحيا منه حزام العفة، وكانت النتيجة حزاما عريضا لماعا يبدو وكأنه مصنوع من حديد يزين بقفل أو قفلين من الأمام. حسب رأيهما فهو مبتكر ويشكل نقطة جذب أهم من الفساتين نفسها. وقد يكون هذا صحيحا إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر بالصورة والمظهر، إلا أن العملية شيء آخر، وهو ما اكتشفته فتاة المجتمع، جمايما خان، بكثير من الحرج.

كان ذلك خلال حضورها حفل «الخياطة الرفيعة..العصر الذهبي» الذي اقيم في متحف فكتوريا أند ألبرت الذي تزامن مع أسبوع الموضة اللندني الأخير، وكان بمثابة حفل الأوسكار، من ناحية نوعية النجوم والشخصيات الكبيرة والأزياء طبعا. جمايما حضرت في فستان وحزام بتوقيع الثنائي، ولأن الحزام لم يكن مقفولا بشكل جيد، كونه يحتاج إلى دراية وإتقان، فقد احتاجت إلى مساعدة الممثلة إيما تومبسون لإقفاله تحت أعين المدعوين وعدسات الكاميرا.

لكن بغض النظر عن فنونه وجنونه، فإن هذا الاكسسوار يستمتع هذا الموسم بنفس الأهمية التي ذاقها في الثمانينات. فالعديد من فساتين السهرة والمساء كما رأيناها على منصات عروض الأزياء ومناسبات السجاد الأحمر تكتسب أناقة إضافية بها، حتى ولو كانت مجرد شريط من الساتان أو المخمل، وفساتين النهار ايضا لا تكتمل بها، بل حتى التايورات والمعاطف الشتوية أصبحت تحتاجها. مبيعاتها ايضا تشير إلى ارتفاع مضطرد.
 
فالمصممة سوزي روهر، التي تباع أحزمتها في محلات «ساكس» النيويوركية سجلت ارتفاعا بنسبة 32% هذا العام، بينما يشهد حزام من جلد التماسيح بتوقيع دار فيراغامو إقبالا منقطع النظير عليه، إلى جانب دور الأزياء العالمية الأخرى التي أصبح العديد منها يعتمد اساسا على مبيعات الاكسسوارات لاستمرارها.

 

لكن المفارقة أنه ليس كل حزام سيمنحك التميز والأناقة أو الأنوثة، ذلك أن السر كله يكمن في أربعة عناصر لا بد من الانتباه إليها: عرضه، خامته، تصميمه ولونه. أما القاعدة الذهبية الأخرى هذا الموسم، فهي أن لا تحاولي وضعه في أي مكان غير منطقة الخصر.

- إذا كان جسمك على شكل كمثري، أي نحيلة عند الصدر وعريضة عند الأرداف، ما يناسبك هو حزام متوسط العرض يكون بإبزيم واضح ومبتكر حتى يزيح النظر عن منطقة الأرداف.

- إذا كان بطنك مستديرا، أي ان خصرك غير محدد، فإنك يمكن ان تتبعي نفس قاعدة الشكل الكمثري باختيار إبزيم مبتكر، وارتداء كنزة من الجرسيه الخفيف، تكون طويلة بعض الشيء لمنح جسمك بعض الطول.

 

- إذا كنت قصيرة، فإن حزاما نحيفا من الجلد اللماع سيزيدك اناقة، مع العلم ان الحزام النحيف يناسب تصميمات الفساتين المفصلة حتى بالنسبة للطويلات، كما تناسب ايضا القمصان عندما تكونين حائرة ما إذا كان عليك ان تتركيها منسدلة خارج البنطلون أو التنورة، أو إدخالها. يمكن ايضا ان تناسب جاكيتا محددا لمنحك مظهر الأربعينات أو مع كنزة مفتوحة أو كنزة سميكة.

- أيضا إذا كنت قصيرة، فإن حزاما بخامة شفافة، مثل البلاستيك المقوى، هو الأفضل، لأنه يحدد خصرك ويمنحك المظهر الذي تتوخين، من دون ان يقسم جسمك إلى جزءين وأنت لست في حاجة إلى هذا.

- إذا كنت طويلة، فإن حزاما عريضا على شكل كورسيه سيزيد من اناقتك ويخلق الانطباع بأنك تتمتعين بخصر نحيل حتى إذا لم تنعم عليك به الطبيعة الوراثية.

- إذا لم يكن لديك خصر وكان شكل جسمك صبيانيا، فإن حزاما نحيفا أو متوسطا يمكن ان يعطي الانطباع بأنك تتمتعين بمقاييس مارلين مونرو أو سكارلت يوهانسون.

- الأحزمة العريضة مناسبة جدا مع المعاطف الشتوية ومع كنزة عالية الياقة وحذاء عالي الساق «بوت» لأنها تحدد معالم جسمك وأناقة المعطف عوض ان يبدو وكأنه خيمة وظيفتها الوحيدة منحك الدفء.

- الحزام الكورسيه، إذا كنت طويلة، البسيه مع فستان مفصل، خصوصا إذا كان من قماش الجيرسيه لتأثير قوي، لكن انتبهي إذا كان صدرك كبيرا ولا تتمتعين بخصر محدد، فإنه سيزيد من الانطباع ببدانتك، ولن يبرز جمالية جسمك بل العكس. - للمساء يفضل استعمال حزام من الساتان لأنه أكثر عصرية وشبابا، فيما يمكنك اختيار حزام منمق ومزخرف إذا كان المظهر الكلاسيكي هو المطلوب.

- حزام من الشامواه أو الجلد أنسب للنهار، بينما المرصعة بالأحجار أو التطريزات تناسب المساء اكثر.