دراسات نفسية تتهم هورمونات المرأة بأزمة منتصف العمر

من منا لم يسمع عن أزمة منتصف العمر أو سن اليأس؟ فكم مرة سمعنا عن قصة زواج تنتهي، بعد عشرين عاما وبعد أن يكبر الأولاد، بالانفصال والقطيعة، حيث تغير الزوجة من مسار حياتها العملية وتبدأ حياة جديدة، أو يتخذ الزوج زوجة شابة ويبتعد عن أبنائه.


وغالبا ما يقع اللوم على الرجل، على اساس ان مقاليد السلطة بين يديه، وبالتالي تنهال عليه الاتهامات، فهو تارة متصاب يريد استعادة شبابه الضائع، وتارة أخرى يمر بأزمة منتصف العمر، وما شابه من الاتهامات، إلا ان هذا الاعتقاد، أو النظرة المتهمة للرجل، قد يتغيران قريبا. فقد نشرت اخيرا دراسة تبرئه من هذه التهم وتفند الاعتقادات القديمة، ليس هذا فقط، بل تلقي كل اللوم على المرأة، أو بالأحرى على التغيرات الهورمونية التي تمر بها نتيجة انقطاع الدورة الشهرية. الدراسة تفيد بأن المرأة تتعرض إلى تغير طبيعي في حالة المخ، الأمر الذي ينتج عنه تغير في طريقة تفكيرها واستيعابها وحتى تصرفاتها.

ووفقا لخبيرة الأعصاب والخبيرة النفسية لوان بريزينداين، فإن الامر يرجع إلى أن الطبيعة الام تفصل الجزء الأمومي في مخ المرأة بتقليص امدادات الهورمونات التي تعزز غرائز الأمومة والرعاية وتوفير الهدوء والسكينة لدى المرأة.

وتشير بريزينداين، التي انشأت المركز الطبي للحالات النفسية للمرأة وهورموناتها في سان فرانسيسكو التابع لجامعة كاليفورنيا، الى إن مخ المرأة في مرحلة رعاية الأطفال يغرق في هورمون الاستروجين الذي يؤثر على منطقة معالجة المشاعر وتحليلها ومنطقة إصدار القرارات في المخ، وبانقطاع الدورة الشهرية يحدث تأثير قوي، حيث تتناقص معدلات الهورمون كما تتناقص معدلات إفراز هورمون أوكيستوسين المسؤول عن "الارتباط " وهورمون التستستيرون المسؤول عن الرغبة الجنسية.

وتحدث هذه التغييرات أعراضا جسدية، مثل زيادة خطر الاصابة بمرض هشاشة العظام، وأنواعا معينة من السرطان وأمراض الأوعية القلبية.

لكن، وكما تقول بريزينداين، حسبما نشرت وكالة الأنباء الألمانية، فإن هذه التغييرات تضع حدا لمعدلات الهورمون المتباينة وتفرز امرأة لها عقل أكثر استقرارا وميولا أقل للأمومة. هذه المرأة والكلام ما زال لبريزينداين "أقل اهتماما بإسعاد الآخرين وتهتم أكثر بإسعاد نفسها" مما يعني انها قد تقبل على خوض تحديات جديدة، كالعمل في وظيفة جديدة وترك الأشياء القديمة، بما فيها التخلي عن حياتها الزوجية إذا لم تكن سعيدة بها".

قد تبدو هذه النظرية أو الدراسة مجحفة في حق المرأة، خصوصا من وجهة نظرها، لكنها تحظى بدعم الاحصاءات العالمية التي تفيد بأ أغلبية حالات الطلاق بعد سن الـ40 عاما تكون المرأة هي البادئة بها.

وتوافق الدكتورة كاثرين كوت لام كات، خبيرة علم النفس العلاجي في هونج كونج التي تعمل مستشارة للنساء في فترة انقطاع الدورة الشهرية، على أن الكثير من النساء يتعرضن لتغيير في حالتهن النفسية في هذه الفترة من العمر.

وتمثل هذه ظاهرة عالمية جديدة بسبب تطور الرعاية الطبية التي منحت المرأة فرصة لم تحصل عليها جداتها للعيش بزيادة 30 عاما عن فترة رعاية الأطفال. وتقول بريزينداين إنه فيما يمتد ثلث فترة حياتها أمامها وهي في هذه الحالة المعدلة من دون الاطفال، فإنه ليس من المفاجئ أن النساء يتساءلن عن الكيفية التي سيقضين بها الأعوام المتبقية من عمرهن بعد ان يكبر الأبناء ويغادرون البيت لعيش حياتهم. بعبارة أخرى، فإن حياتهن تنقسم إلى جزءين، الجزء الثاني يبدأ عندما تنتهي فترة الجزء الأول مع الأطفال.

وأضافت أنه على النساء التفكير في التغييرات التي تحدث في الحياة، حتى يستطعن التعامل معها بطريقة متوازنة، فربما يختار البعض منهن العودة إلى الدراسة، أو إلى العمل أو ممارسة هواية منسية.