لأنها لم تحظي بالنجاح .. وداعا لأحذية المرأة الهندسية

نظرة خاطفة على عروض الازياء التي شهدتها العواصم العالمية في الأسابيع الماضية، تشير إلى ان الحذاء من دون كعب، المستوحى من أحذية راقصات الباليه، سيتوارى من على الواجهة في ربيع وصيف 2008، رغم محاولة جيورجيو أرماني أن يحميه بإرسال عارضاته في فساتين سهرة رائعة مع صنادل وأحذية منخفضة تماما. باستثناء أرماني فإن الأغلبية اختاروا الكعب العالي، سواء كان رفيعا ومدببا أو سميكا ومربعا، أو فنيا منحوتا.


لكن من الواضح ان الأشكال الفنية والهندسية المجنونة التي أتحفونا بها في الموسم الماضي هي الأخرى في طريقها إلى الاختفاء، أو على الأقل التهذيب. ولا نعزو هذا إلى اهتمام المصممين براحتنا أو بسلامتنا، بل فقط إلى أنها لم تكن ورقة تجارية مربحة. فالمرأة مهما ارادت التميز لا يمكن ان تقبل على نفسها الظهور بأحذية يكمن كل جمالها في تفردها الذي يجعلها مناسبة اكثر للعرض في المتاحف لا المشي بها.

خلاصة الأمر، رغم كل فنيتها فهي لم تضف على المرأة أي جمال ولم تمنحها الراحة ولا الثقة بالنفس. لكن هذا لا يعني ان الأحذية ذات التصميمات الغريبة ستختفي تماما، بل لا تزال حاضرة وكأن كبرياء المصممين يمنعهم من الاعتراف بالهزيمة، بدليل عرض مارك جايكوبس الذي اثار حفيظة وسائل الإعلام، بل وأثار معركة بين المصمم نفسه، وبين مسؤولة صفحات الأزياء في صحيفة «الهيرالد تريبيون» المخضرمة سوزي مانكس، وهي المعركة التي لا تزال اصداؤها تتردد إلى حد الآن.

القصة بدأت عندما اضطر المدعوون للانتظار ساعتين قبل بدء عرضه في نيويورك، الأمر الذي جعل سوزي مانكس تفقد اعصابها وتقول لزميلة لها انها تريد خنق المصمم بيديها. رغم ان العبارة كانت مجرد تنفيس عن الغضب، إلا ان المصمم اخذها مأخذ الجد بشكل شخصي إلى حد انه شعر ان كل الصحافة ضده وأعلن في فورة غضب، أيضا، أنه لن يعرض في نيويورك بعد الآن.

وسائل الإعلام لم تتعاطف معه كثيرا، وكانت الجرة ستسلم لو انه قدم عرضا يستحق الانتظار. فقد ارسل عارضاته بأزياء تبدو وكأنها غير مكتملة الخياطة، وأحذية لا تقل عنها جنونا، فبعضها كان بكعوب تبدو وكأنها مقسومة من النصف أو ملصقة في مكان خطأ.

لكن لحسن الحظ، أنه في مقابل هذه الموجة المجنونة، كانت هناك أخرى مضادة أكثر انوثة وجمالا. موجة تأثرت بأزياء الربيع والصيف المقبلين التي يغلب عليها الطابع الرومانسي والأنثوي المستوحى من صنادل الإغريق القدامى بأحزمتها على شكل ضفائر رفيعة تلف حول الكاحل أو الساق، وأخرى بكعب رفيع وانثوي. ولا شك أن هذه الأشكال هي التي ستطل علينا بها الممثلة سارة جيسيكا باركر في الفيلم الجديد "سيكس اند دي سيتي".

فهذه الممثلة التي جعلت الأحذية موضة تستحق صرف مئات الدولارات عليها، حتى وإن تطلب الأمر عدم شراء الضروريات، لا يمكن ان تشاهد في حذاء فني يتضمن معاني فلسفية أكثر من مظاهر جمالية. إلى جانب تصميماتها الأنثوية العصرية تتميز هذه الأحذية الأنيقة بألوانها التي تحاكي ألوان الطبيعة حتى تتناغم مع الألوان والنقوشات التي تضج بها أزياء الموسمين المقبلين، إلى جانب الذهبية والفضية طبعا.