علاج جديد لأمراض السرطان والفشل الكلوى بالخلايا الجذعية

فى السنوات الأخيرة ظهر أمل جديد للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، كالفشل الكلوى أو أمراض خطيرة كالسرطان، هذا الأمل هو العلاج بالخلايا الجذعية.. فما هى الخلايا الجذعية؟
 
يجيب الدكتور محمد عبد الشافى، أستاذ جراحة المسالك البولية والضعف الجنسى والعقم لدى الرجال بطب الأزهر، الخلايا الجذعية هى الخلايا الأولية التى تكون منها جسم الإنسان، فبداية تكوين الإنسان كانت بالتقاء حيوان منوى من الرجل ببويضة من الأنثى، واللذان اندمجا سويا من خلال عملية تسمى عملية الإخصاب لتكوين ما يسمى بالزيجوت، هذا الزيجوت مكون من خلية واحدة أولية غير متحورة، هذه الخلية الأولية غير المتحورة والقابلة للتكاثر تسمى خلية جذعية، وتبدأ هذه الخلية فى التكاثر والانقسام إلى خليتين، ثم إلى 4 ثم 16 ثم 32 خلية مكونة كتلة من الخلايا الجذعية. 
 
وأكد "عبد الشافى" أن هذه الخلايا الجذعية تبدأ بعد ذلك فى التحور إلى خلايا متخصصة لتكوين أعضاء الجسم المختلفة كالقلب والكبد، أى أن الخلايا الجذعية عبارة عن خلايا أولية غير متحورة قابلة للتكاثر والتحور.
 
وقال "عبد الشافى": ولم يكن هذا الأمر مجهولا لدى العلماء بل كانوا يعلمونه جيدا، ولكنهم كانوا يعتقدون أن كل الخلايا الجذعية تتحور فى مرحلة التكوين الجنينى إلى خلايا متخصصة حتى تم مؤخرا اكتشاف وجود عدد قليل من هذه الخلايا الجذعية فى الدم وبعض أجهزة القسم، وأطلقوا عليها اسم "الخلايا الجذعية البالغة" للتفريق بينها وبين الخلايا الجذعية التى يتكون منها الجنين "الخلايا الجذعية الجنينية". 
 
وقد كان اكتشاف وجود هذه الخلايا الجذعية البالغة فى جسم الإنسان الشرارة التى انطلق منها العديد من الأبحاث لاستخدام هذه الخلايا فى علاج عضو مريض، أو تعويض عضو تالف أو مستأصل.
 
ولفت "عبد الشافى" إلى أن: هذه الخلايا الجذعية البالغة تختلف عن الخلايا الجذعية التى تكون منها الجنين "الخلايا الجذعية الجنينية" فى أنها أبطأ فى التكاثر وأقل فى درجة التحور، كما أن عددها يقل مع العمر مما يجعل الخلايا الجذعية الجنينية أفضل منها، ولكن الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية يتطلب أخذ خلايا الجنين فى مراحله الأولى قبل التحور، وهو ما يعنى قتل هذا الجنين وهو أمر مخالف للقانون ولم يقره شرع أو خلق، ولهذا فإننا نضطر إلى استخدام الخلايا الجذعية البالغة بدلا منها فى العلاج.