أزياء المدارس نسخ صغيرة لموضة الأزياء الكبيرة

يشهد سوق ملابس الاطفال تغيرات كبيرة كل سنة، بما فيها ملابس المدارس التي اصبحت بدورها تخضع لمعايير الموضة وإملاءاتها، بعد ان استقطبتهم من خلال نجوم الغناء والسينما، فضلا عن مجلات متخصصة تخاطبهم. عندما يتعلق الامر بالصغار (أقل من 8 سنوات) فإن الآباء قد يكون لهم رأي، لكن عندما يتعلق الأمر بمن هم فوق هذه السن فإن الأمر يختلف.


لذلك ليس غريبا ان تسجل مبيعات الأزياء الخاصة بالأطفال، وبالذات ملابس المدارس، هذا العام ارتفاعا ملحوظا، حسب مسح قامت به الفيدرالية الوطنية للبائعين بالتجزئة بالولايات المتحدة وحدها. السبب حسب رأي المشرفين على المسح، أن الآباء أصبحوا اكثر استعدادا لصرف مبالغ كبيرة على أطفالهم وعلى مدارسهم، في الوقت الذي اصبح فيه الأطفال والمراهقون ايضا اكثر اهتماما بتغيير مظهرهم، عوض الاكتفاء بالجينز أو اللون الأسود، فهم الآن مرة يلبسون بنطلون جينز مع «تي-شيرت»، ومرة مع سترة، أو بنطلون «عسكري» مع عدة قطع على شكل طبقات، أو جاكيت «بلايزر» مع قميص رسمي وهكذا.

وتشير الدراسة الى انه في عام 2005 كانت الأسرة تصرف في المتوسط حوالي 443.77 دولار، لكنها هذا العام تصرف 527.08 دولار، أي زيادة قدرها 17.6 مليار دولار مقارنة بـ13.4 مليار دولار في العام الماضي.

وقد يستغرب البعض هذه المبالغ الكبيرة، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار ان اهم عنصر في اختيار الأزياء المدرسية وشرائها كان إلى عهد قريب ثمنها المعقول بالنسبة للآباء، باستثناء الأزياء الموحدة التي تفرضها بعض المدارس الخاصة، وأن تكون عملية، مرحة ومريحة بالنسبة للأطفال، وهو ما يزكيه الأساتذة والمعلمون عموما، من منطلق انها عندما تكون غير مريحة تؤثر على القدرة على التركيز والاستيعاب.

لكن عندما يعرف السبب يبطل العجب، فالأطفال على ما يبدو، وبالذات من هم فوق سن العاشرة، اصبحوا يتمتعون بصوت عال وقرروا انهم ايضا يحبذون التجديد، هذا عدا عن أن عددا كبيرا منهم يفضلون تغيير ازيائهم والتباهي بها اكثر من شراء الاكسسوارات الإلكترونية مقارنة بنظرائهم في السابق.

لحسن الحظ ان تصميمات هذا العام تحترم معايير السعر المعقول والعملية والتنوع. وحتى في الحالات التي لا تتقيد بها فإن الأطفال يبرهنون كل يوم على قدرة عجيبة على الابتكار وخلق اسلوب خاص بهم يمنحهم الإحساس بالراحة والحرية، سواء بالمزج بين القطع المختلفة أو الأقمشة المتناقضة.

اللافت أن الكثير من موضة الكبار عرفت طريقها إلى أزياء الصغارلذلك سنراهم أيضا في بنطلونات جينز غامقة بتصميم أنبوبي واخرى بتصميم فضفاض أو في بنطلونات قصيرة «شورتات» بالنسبة للصبيان، أو في تنورات بنقوشات اسكوتلندية، التارتان، بألوان مختلفة وحتى في فساتين قصيرة فوق بنطلونات مطاطية من الليكرا، إلى جانب ارتدائهم الكثير من القطع مرة واحدة على شكل طبقات، فهذه الموضة لم تختف من خزانة الكبار، وبالتالي ما زالت حاضرة بالنسبة للصغار.

وطبعا يختلف هذا المظهر عن أسلوب بعض المدارس التي تتقيد باللباس الموحد، المكون من قمصان وربطات عنق وكنزات مع تنورة للفتيات أو بنطلون بالنسبة للفتيان. زيارة خاطفة للسوق تظهر ان العديد من الشركات المتخصصة في أزياء الصغار، حرصت على ان تكتب رسائل لها معنى طريف أو جدي بالبنط العريض على صدر الكنزات الصوفية أو القطنية أو الـ«تي-شيرتات»، وبالنسبة لمن هم أصغر سنا ولا يعون بعد معنى هذه الرسائل، فقد اكتفى صناع الأزياء بالنقوشات والتقليمات ذات الألوان القزحية. التنورات الاسكوتلندية ذات المربعات المصنوعة من الصوف او الكشمير تبدو وكأنها أيضا تحولت إلى شبه زي مدرسي رسمي بالنسبة لفتيات ما بين الثامنة والرابعة عشرة، وإن لم تعد تتقيد باللونين الأحمر والأسود وأصبحت تأتي بألوان مختلفة تتباين بين الأزرق والبنفسجي والوردي والأسود.

أهم عنصر تلعب عليه الكثير من هذه التصميمات هو التوازن في المقاييس والمقاسات، وحتى في ما هو مطروح ليلبي كل الأذواق. فهناك التصميمات الواسعة، وهناك فساتين بقصة «الإمباير» يمكن ارتداؤها فوق بنطلون، فضلا على جاكيتات قصيرة بقلنسوات وأخرى طويلة تصل إلى الركبة يمكن ارتداؤها مع حذاء عال الساق (بوت) وحزام عريض. وطبعا لا يمكن الحديث عن أي موضة، سواء للكبار او الصغار، من دون ان يشكل الجينز أحد اهم عناصرها.

هذه السنة يتميز بألوان غامقة وخامات ناعمة مقارنة بالسابق، أما الثقوب الواسعة حول الركبة وعلى الفخذ أحيانا، فهي مقصودة لخلق إطلالة متمردة ترضي غرور بعض المراهقين. وفي الوقت الذي تشهد فيه تصميمات الجينز تحولا ملحوظا عن التصميمات الواسعة من اسفل، التي اصبحت موضة قديمة، إلى الضيقة جدا، فإن بنطلونات الصبيان ايضا أصبحت اكثر تفصيلا ورشاقة، وإن ستبقى منخفضة على الخصر بعض الشيء وتحتاج فيه إلى حزام لتتماشى مع جدية المدارس.

إلى جانب بنطلونات الجينز فإن الصبيان ما زالوا مخلصين للبنطلونات ذات التصميم «العسكري» أو الـ«كارغو»، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من خزانتهم اليومية، والسبب الأساسي هو ما تتمتع به من جيوب كبيرة ومتعددة تتيح لهم حمل اكسسواراتهم الاساسية من «اي بود» إلى الهاتف الجوال بطريقة سهلة وعملية، هذا عدا عن مظهرها «السبور» وإيحاءاتها بالقوة. لكن تبقى لكل سن طريقته في تنسيقه وارتدائه.

ففي الوقت الذي سينسقه طفل (أقل من العاشرة من العمر) مع كنزة أو قميص، فإن الصبي (ما فوق سن العاشرة) يفضل ان ينسقه مع تي ـ شيرت ضيق أو أي «توب» يمنحه مظهر «الروك اند رول»، الاتجاه الغالب على موضة المراهقين والشباب في هذه الفترة.

موضة الثمانينات واضحة على الأزياء بشكل عام، بدءا من الألوان الفاتحة وارتداء احذية من دون جوارب إلى السترات الخفيفة من دون ربطات عنق، وبالنسبة للمرأة فإن الخياطة هي السر، حيث ان المصممين عادوا مرة اخرى إلى التفصيل، الذي يراعي كل كبيرة وصغيرة، بدءا من الأكتاف إلى مقاييس التنورة المحسوبة بدقة وما شابه ذلك من أمور.

هذا الاتجاه أيضا انعكس على موضة الصغار، وترجم من خلال كنزات أو قمصان واسعة مع بنطلونات أو تنورات ضيقة، إلى جانب بنطلونات الليكرا، طبعا، التي تبدو من بعيد وكأنها جوارب سميكة، يمكن ارتداؤها تحت تنورة او فستان قصير.

بالنسبة للاكسسوارات فإن الحزام سيكون ضروريا للذكور والإناث على حد سواء، لا سيما انه سينفع في تحويل بنطلون الجينز ذي القصة المنخفضة إلى قطعة مقبولة اجتماعيا، عندما يتطلب الأمر، كما سيزيد من رسمية «تي ـ شيرت» واسع وطويل عندما تلبسه الفتيات تحت الخصر إلى جانب حقيبة كبيرة الحجم لحمل كل الأغراض.

 اطفال المرحلة الإعدادية:
ما زال للآباء والأمهات في هذه السن رأي كبير.

توجهات الموضة بالنسبة للذكور:
البنطلونات العسكرية أو ما يعرف ببنطلونات الـ«كارغو» إلى جانب بنطلونات قصيرة (شورتات) مع أحذية رياضية، «تي ـ شيرتات» بنقوشات تجريدية وبنطلونات جينز واسعة

توجهات الموضة بالنسبة للإناث:
بنطلونات جينز ضيقة من اسفل، نقوشات بخطوط أو بدوائر صغيرة، بنطلونات ليكرا تحت تنورة قصيرة مع حذاء «باليرينا».

المرحلة الثانوية:
توجهات الموضة بالنسبة للإناث: بنطلونات جينز ضيقة (تصميم أنبوبي) مع أحزمة عريضة تلبس فوق تنورات طويلة أو بنطلونات ليكرا تحت تنورة. الاكسسوارات ستغلب عليها القلادات الطويلة والخواتم الضخمة او الكثيرة، وصنادل بإصبع بألوان قزح عندما يكون الجو صحوا. فالمظهر يغلب عليه الاسلوبان البوهيمي والمنطلق اكثر.

توجهات الموضة بالنسبة للذكور:
قمصان بالأبيض فضلا عن الوان أخرى، أحذية رياضية وبنطلونات عسكرية أو «كارغو» أو جينز واسع أو «شورتات» مع «تي ـ شيرتات» بنقوشات تجريدية.