تحت عبارة «الحرية للجميع» .. بدأ الأحتفال بمهرجان «نوتنغ هيل»

يحتفل كرنفال «نوتنغ هيل» اللندني الشهير الذي بدأ أول من أمس بمرور 200 عام على الغاء تجارة الرق واتخذ شعارا له جملة «الحرية للجميع». ومع تتابع أحداث وفعاليات الكرنفال الذي يعتبر ثاني اكبر مهرجان في العالم بعد مهرجان ريو في البرازيل، ازدحمت شوارع منطقة «نوتنغ هيل» بالسياح والزوار الذين قدموا من جميع انحاء العالم للاستمتاع بأضخم استعراض في الشارع على انغام الموسيقى الصاخبة المنبعثة من مكبرات صوت ضخمة متجولة موضوعة على السيارات، وعلى وقع أقدام الراقصين والملابس الاحتفالية المزينة بالريش الملون.


وكالعادة امتلأت الشوارع بمنصات الطعام الصغيرة التي تقدم انواع المأكولات الشعبية المشهورة في جزر الكاريبي كالدجاج المشوي والارز الجامايكي. وقدر منظمو الاحتفال كمية الاطعمة المستهلكة خلال اليوم الاول بخمسة اطنان من الدجاج و16000 ثمرة جوز هند. كما تنتشر منصات الطعام التي تقدم انواعا اخرى من الاطعمة من مختلف بلدان العالم مثل أكلة الباييلا الاسبانية او انواع الاسماك والمأكولات البحرية المقلية.

وبدأ كرنفال «نوتينغ هيل» في الستينات كاحتجاج سياسي ضد العنصرية التي تعرض لها المهاجرون السود من جزر الكاريبي في المنطقة، وتحول بعدها الى احتفال صاخب يشارك فيه الناس من كل الاعمار والاعراق والفئات الاجتماعية. وتشترك خلال ايام الكرنفال الفرق الموسيقية بأزياء اعضائها الغريبة الزاهية الالوان التي تمثل بلدانا وثقافات، خاصة من جزر الكاريبي الشهيرة بفرق الـ«ستيل باند» (البراميل الفولاذية) ودول اميركا الوسطى والجنوبية مثل البرازيل المعروفة بكرنفالاتها الصاخبة وفرقها المتخصصة برقصة «الصلصا».

كرنفال «نوتنغ هيل» ثاني اكبر مهرجان في العالم بعد مهرجان ريووخصص اليوم الاول (امس) من الكرنفال حسب التقليد المعمول به لفرق الاطفال الذين يسيرون في مجموعات تتراوح أعدادها بين 20 الى 40 طفلا وراء شاحنات تنطلق منها موسيقى صاخبة، يرقصون على ايقاعاتها. وتدور هذه الفرق في شوارع منطقة «نوتينغ هيل غيت» بغرب لندن ويصطف مئات الآلاف من الناس على جوانب الشوارع، وهم يحركون أجسامهم على انغام الموسيقى ويتناولون أطعمة من كل انحاء العالم يقوم بطهوها أناس رخصت لهم اللجنة المشرفة على الكرنفال، او من قبل عائلات كاريبية ومغربية فقيرة، «حيث تعيش في المنطقة جالية مغربية كبيرة منذ زمن بعيد»، وما زالت تسكن المنطقة رغم التحول «الطبقي» الذي شهدته المنطقة منذ اواسط الثمانينات، إذ اصبحت منطقة ثرية وفاخرة. وخلال العرض الذي تقوم به الفرق المشاركة تمر الشاحنات أمام المنصة الرئيسية في احد الشوارع الذي يقع ضمن خط سير المهرجان حيث لجنة التحكيم التي تختار كل سنة أفضل زي بالكرنفال، لذلك تجند الفرق كل قدراتها التصميمية من اجل هذا اليوم.

واعلنت الشرطة عن القبض على اكثر من 50 شخصاً خلال اليوم الاول من المهرجان لاشتراكهم في أعمال شغب.