أعمال كارل لاجرفيلد في شبابه في دار «تيزياني» الرومانية في مزاد علني

رسمات كارل لاجرفيلد كانت تسجل لبداية متواضعة ومبشرة
رسمات كارل لاجرفيلد كانت تسجل لبداية متواضعة ومبشرة

قبل أن يصبح مصمما لدار «شانيل» وقبل أن يحوز على لقب «قيصر الموضة» الذي يحسب له ألف حساب ويخاف الكل من لسانه، كانت بداية كارل لاجرفيلد متواضعة جدا. ففي الستينات عمل في «تيزياني» بروما، وهي دار لم يسمع عنها الكثير منا ليس لأنها لا تستحق الذكر بل لأنها متخصصة في الملابس السينمائية والمسرحية عدا أنها محلية. الآن وبفضل مزاد علني سيقام يوم السبت المقبل في قاعة «بالم بيتش مودرن» بفلوريدا، تبين أن هذه التجربة، وعلى الرغم من أنها كانت عابرة ولم تحقق الصدى الذي حصده بعد عمله في بيوت أزياء مثل «كلوي»، «فندي» و«شانيل»، كانت جد مهمة ومؤثرة.
أما الرسمات والتخطيطات المعروضة للبيع، فلا شك أنها سترسخ مكانته كمصمم قادر على منح المرأة تصاميم طليقة وأنيقة في الوقت ذاته. فامرأة «تيزياني»، كما تصورها في بداية مشواره، كانت متحررة وواثقة وهي تستعرض تصاميم شابة وحيوية تستبق الزمن. 
لم يكن المصمم الرئيس في الدار، بل مجرد واحد ضمن فريق كبير لكنه منذ البداية أثار انتباه العاملين معه، لأنه كان مختلفا عن باقي المصممين الشباب الذين عملوا معه. فقد كان يحرص على أن يرسم كل إطلالة بشكل متكامل، من الأزياء إلى الإكسسوارات والمجوهرات والماكياج. كانت التفاصيل البسيطة والدقيقة مهمة بالنسبة له، الأمر الذي ما زلنا نلاحظه في تصاميمه إلى الآن.
يتوقع أن تباع كل رسمة بـ 500 دولار على الأقل، فعلى الرغم من أن الغرض منها في الستينات لم يكن فنيا بقدر ما كان عمليا، فإنها تكتسب أهميتها من أنها جزء من تاريخ واحد من أهم المصممين المعاصرين الذين يؤثرون على أسلوبنا وعلى الموضة العالمية.
يضم أرشيف الدار الرومانية أكثر من 300 رسمة تشير كلها إلى بداية المصمم الألماني الأصل، وكيف بدأت الموضة تتحول من الـ«هوت كوتير» والتفصيل على المقاس، الذي كان حكرا على النخبويات والثريات، إلى الأزياء الجاهزة التي يمكن إنتاجها بكميات أكبر وأسعار أقل.
تجدر الإشارة إلى أن «تيزياني»، كانت في الستينات من القرن الماضي من بيوت الأزياء المتخصصة في تصميم ملابس الأفلام فضلا عن أزياء مفصلة على المقاس لنجمات مثل إليزابيث تايلور وأخريات.
أما الفضل في بقاء هذا الأرشيف ووصوله إلينا، فيعود إلى إيفان ريتشارد، مؤسس «تيزياني»، الذي احتفظ بهذه الرسمات ولم يتركها في يد لاجرفيلد لحسن الحظ. فالمعروف عن هذا الأخير أنه لا يؤمن بفكرة الأرشيف، وصرح في عدة مناسبات أن أهم قطعة أثاث في أي بيت وأي مكان هي سلة المهملات، مضيفا أنه يرمي فيها كل شيء، بما في ذلك الصور والأزياء. تبريره أنه من «المفترض علي أن أنجز الأشياء وأنفذها في الحاضر لا أن أتذكر وأجتر الذكريات».