في السعودية .. أفتتاح أول صالون تجميل للصغار

لم يدم صبر هيفاء الدوسري طويلا في العمل كمدرسة لغة انجليزية، فالمبلغ الذي تتقاضاه كان زهيداً، مما جعلها تبحث عن مشروع يؤمن لها دخلاً أفضل، ونجحت في ذلك بعد أن افتتحت محلا لتصفيف الشعر وتجميل الفتيات صغيرات السن.


كانت الفكرة جريئة، خاصة إذا عرفنا ان العديد من هذه المحلات اغلق ابوابه بسبب الخسائر الفادحة التي تحملها، لأن الأمهات يفضلن اصطحاب بناتهن إلى نفس محلات التصفيف الخاصة بهن، حتى لا يتحملن عبء التوجه لمحلين منفصلين.

يعود نجاح الفكرة إلى نجاح محاولة هيفاء المزج بين عالم الصغيرات الذي يحتاج الى الترفيه والتسلية وتقديم خدمة التجميل وتصفيف الشعر، على أساس توفير مناخ من الخصوصية للفتيات الصغيرات، مما ساعدها على اجتذابهن ونيل ولائهن.

وتحكي هيفاء عن أن بدايتها في هذا المجال لم تكن مفروشة بالورود وبأنها كانت محبطة، وإن كانت تتوقع ان المشروع قد لا ينجح بسهولة من أول سنة، وقالت انها فكرت كثيراً في التوقف، ولكن بالإصرار والعزيمة استطاعت أن تتغلب على المتاعب من خلال مواصلة التعلم واخذ الدورات المتخصصة، بالإضافة إلى المشاركة في العديد من المناسبات التي ترفع من المستوى المهني والحرفي.

وأضافت أن عملها كان تحديا متواصلا، حيث كان عليها التعامل مع الأذواق المختلفة للأمهات، بالإضافة إلى رغبات الصغار المشتتة، كذلك وجدت صعوبة كبيرة في تقبل الأمهات لفكرة ان يكون هناك محل تجميل منفصل لبناتهن. وتشير هيفاء الى أن محلها يقدم خدمات للبنات حتى 16 عاماً، في حين لا تتعدى أعمار الفتيان عن 5 أعوام، وقالت انها تتعامل مع أطفال تسعى لتعزيز ثقتهم بالنفس، خاصة أن العديد منهم ينخرطون في البكاء أو يتمردون بمجرد رؤية المقص، إضافة إلى أن الفتيات لا تعجبهن التسريحات ويفضلن ماكياجا غير متناسب والمناسبات اللاتي يتجهن لها، أو تسريحات لا تناسب أعمارهن.

وتذكر أن مشروعها قد بدأ بتكلفة 8 آلاف ريال، حيث بدأت من منزلها، وبعد سنوات أصبحت تدير مشروعاً متخصصاً في التجميل تعمل فيه أكثر من 15 مزينة، كلهن سعوديات، وتتقاضى رسوماً من زبائنها تتراوح بين 10 إلى 30 ريالاً ويصل دخلها اليومي الى نحو الف ريال.

وتقول الدوسري، ان التعامل بعلمية وحرفية مع شعر الطفل أمر مهم للغاية، حيث يؤدي استخدام المواد الكيميائية او الخلطات غير المناسبة الى إحداث تأثيرات طويلة المدى على شعر الاطفال.

وتسعى هيفاء إلى التوسع في نشاطها في كافة مناطق السعودية، كما تقدم حالياً دورات تدريبية لكافة الفتيات الراغبات في مزاولة هذه المهنة بشكل جدي من خلال الدورات التدريبية المتخصصة في مجال صالونات الأطفال.