النظارات الشمسية .. ارتقت إلى مصاف المجوهرات

النظارات الشمسية ليست للوقاية فحسب تعدت النهار إلى مناسبات السهرة والمساء بفضل أشكالها وموادها
النظارات الشمسية ليست للوقاية فحسب تعدت النهار إلى مناسبات السهرة والمساء بفضل أشكالها وموادها

عندما ظهرت مادونا بنظارات شمسية داكنة بترصيعات جانبية في مناسبة مسائية، كانت هذه إشارة واضحة إلى أن النظارات الشمسية ارتقت إلى مصاف المجوهرات، وبالتالي لا نستبعد أن نراها حاضرة في مناسبات السهرة والمساء، لا سيما أن الإصدارات الأخيرة من بيوت مجوهرات عالمية مثل «بولغاري» و«شوبارد» وغيرها تؤكد هذا التوجه. فقد طرحت هذه البيوت نظارات مرصعة بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة لمخاطبة زبائن لا هم لهم سوى التميز بغض النظر عن السعر. 
نظارات «بولغاري» مثلا يقدر سعرها بأكثر من 20 ألف جنيه إسترليني، ومع ذلك نفدت من «هارودز» بعد طرحها مباشرة، كما من محلاتها المترامية في العواصم الأوروبية.
نظارات «ليندبرغ» الدنماركية، التي تضم لائحة زبائنها الأوفياء، الأسرة المالكة الدنماركية ومشاهير أمثال بيل غيتس وروبرت دي نيرو، تقدر بسعر 84 ألف جنيه إسترليني، ومع ذلك فإن الإقبال عليها منقطع النظير. بعض المتحمسين يبررون بأنها مهما غلت، تبقى أرخص بكثير من ساعة بوظائف معقدة، أو عقد مرصع بالماس أو الزمرد مثلا.
طبعا هذا يعتمد على إمكانات الزبون ونوع العقد أو الساعة، لأن كل شيء نسبي.
أما بالنسبة لذوي الإمكانات المحدودة مقارنة، فإن المرصعة بأحجار سواروفسكي تبقى حلا مثاليا في زمن لم تعد فيه النظارة مجرد وسيلة لحماية العيون من أشعة الشمس فوق البنفسجية فحسب، بل وسيلة لتأطير الوجه وإضفاء التألق عليه.
ومع أن الأنواع المترفة هي التي تعرف انتعاشا متزايدا عليها في الآونة الأخيرة، إلا أن تصاميم كلاسيكية مثل «رايبان» (بسعر 120 جنيها إسترلينيا) وموديل «ويتني» من «توم فورد» (بسعر 180 جنيها إسترلينيا) باللون البني الداكن وموديلات «شانيل» بأسعارها المتباينة حسب الشكل، أيضا من الأنواع المفضلة للسواد العام، على شرط أن تكون بتصميم مميز ولافت
واللافت هنا، أن المقصود ليس أن تكون بحجم كبير فحسب، بل أن تكون بفنية عالية تظهر في كل جوانبها وأشكالها.
ولا شك في أن النجاح الذي استقبلت به تلك التي طرحتها «برادا» في صيف 2011 كان له دور في الكشف عن هذه الموجة الجديدة. فالمصممة ميوتشا برادا تعاونت حينها مع ثلاثة رسامين تزيينيين متخصصين بالرسم بالألوان المائية والباستيل والأكريليك، هم أيفو بيسيغنانو، ومارسيلا غوتييريز، وأندريا تاريلا، وكانت النتيجة مجموعة تتنفس الآرت ديكو بانحناءاتها ونقوشاتها.
أما هذا الموسم، فإن البطولة من نصيب «شانيل»، التي طرحت نظارات تتميز بأسلوب الدار السهل الممتنع، الذي يستحضر الخياطة الرفيعة والأنامل الناعمة التي تطرزها.
أما أهم ما فيها، أنها تلعب على رموز الدار بما في ذلك السلسال الذي يميز حقيبتها الأيقونية، وهذا وحده يكفي لكي يجعلها مطلب كل أنيقة في حال لم تستطع إلى الحقيبة سبيلا.
نفس الأمر قامت به دار «ألكسندر ماكوين» بتركيزها على أشكال براقة متلألئة (بسعر 279 جنيها إسترلينيا)، ودار «بوتيغا فينيتا»، التي اقترحت تصاميم تحاكي شكل الأحزمة الجلدية المجدولة التي ترتبط بمنتجاتها الجلدية وغيرها.
وإذا كانت الإصدارات الخاصة بالمرأة تزداد ابتكارا وألوانا، فإن الرجالية لا تزال تخضع لبعض الكلاسيكية، وإن أصبحت من أساسيات أناقته في كل مناسبات النهار والمساء والسجاد الأحمر أيضا. قد لا تدخل فيها الأحجار البراقة بالضرورة، باستثناء تلك التي يقبل عليها مغنو الراب والهيب هوب، لكنها هي الأخرى باتت تتطلب تصاميم مبتكرة وعدسات داكنة للتخفي وإضفاء هالة من الغموض والجاذبية. الخياط نيك هارت، صاحب دار «سبنسر هارت»، وهو واحد من أنصار ارتداء النظارات الشمسية بعد حلول الظلام، يقول إنها عنصر مكمل جذاب، أيا كان عمر الرجل، مستدلا بنفسه.
فهو لا يتخلى عنها رغم أنه في الخمسين.
أما جايسون برودريك، المدير العام لتسويق أزياء الرجال والساعات الفاخرة بمتاجر «هارودز»، فيقول إنها مرفوضة تماما في الأماكن المغلقة، ومبالغ فيها.
ويضيف أن المرء قد يتساهل إذا ارتداها في الخارج في أوقات المساء مثلا، لكن «كلما كان المكان رسميا، بات من غير الملائم ارتداؤها، بما في ذلك حفلات الزفاف».
ويوافقه الرأي خبراء يؤكدون أنها غير لائقة عندما تكون في مقابلة رسمية يحتاج فيها الشخص الآخر أن يرى عينيك لكي يتفاعل معك أكثر. وإذا كان لا بد من ارتدائها، لسبب أو لآخر، فإنه يمكن التلاعب على الأمر باختيار لون عدسات فاتحة.

كيف تختارها؟

تتوافر في متجر «سيلفريدجز»، مئات التصميمات المعروضة على أرفف خشبية.


كذلك «هارودز» و«هارفي نيكولز» وغيرها من المحلات التي يمكن أن يقضي فيها المرء ساعات قبل أن يستقر قراره على تصميم معين.

فالخيارات الكثيرة من «سيلين» إلى «شانيل»، و«ديور»، و«ستيلا ماكارتني»، و«توم فورد»، و«برادا» وهلم جرا، الأمر الذي يصيب بالحيرة. فكلها تغريك بشرائها، لهذا ينصح الخبراء بالتالي:

- رغم أن التصميم الكبير المائل إلى الاستدارة لا يزال متصدرا المبيعات، إلا أن شكل عين القطة المستوحى من فترتي الخمسينات والستينات من القرن العشرين لا يقل جمالا أو إقبالا.
- يجب ألا تحدد نفسك وخياراتك بماركات عالمية أو تصميم رائج. فالأمر أشبه بشراء بدلة رسمية، يحتاج لقدر من الصدق مع النفس لمعرفة التصميم الذي يناسب شخصيتك، وتقاطيع وجهك ولون بشرتك.
والقاعدة الذهبية أن تختارها بإطار يكون شكله عكس شكل وجهك تماما.
على سبيل المثال، إذا كنت من أصحاب الوجه المستدير فإن نظارة مستطيلة أو ذات زوايا، هي الأنسب لخلق بعض التوازن.
وإذا كان مربعا، فإن نظارات مثلثة الشكل مثل «الأفييتور» ستلطف من تقاطيع الوجه. أما إذا كان وجهك مدورا، فعليك بالأشكال المستطيلة أو البيضاوية وبإطار أكبر من أعرض جزء في وجهك حتى يحدد تقاطيعه ومن ثم يعطي الانطباع بأنه أنحف مما هو عليه.
في حال كان وجهك طويلا، فيفضل أن يكون التصميم مستطيلا يتحول إلى بيضاوي عند الجوانب أو ما يعرف بـ«نظارات الفراشة» المستلهمة من أجنحة الفراشة.