جاسوسة روسيا الحسناء «أنا تشابمان» تعرض الزواج على جاسوس أمريكا «إدوارد سنودن»

زواج الجواسيس .. حسناء كي جي بي تعرض الزواج على عميل سي آي إيه أنباء موسكو تعتبره فرصة الخلاص .. وموسكوفسكي كومسوموليتس تسرد العراقيل
زواج الجواسيس .. حسناء كي جي بي تعرض الزواج على عميل سي آي إيه أنباء موسكو تعتبره فرصة الخلاص .. وموسكوفسكي كومسوموليتس تسرد العراقيل

«الجاسوسة الحسناء» أو «الجاسوسة الحمراء».. أنا تشابمان .. هل تذكرونها؟ إنها جاسوسة «الكي جي بي» أو المخابرات الروسية، التي قبضت عليها أجهزة الأمن الأميركية في يونيو (حزيران) 2010 متلبسة بالتجسس مع تسعة من زملائها من أعضاء شبكة الجاسوسية الروسية في الولايات المتحدة، واستبدلتهم موسكو بأربعة من الجواسيس الذين كانوا يقضون عقوبة السجن في روسيا. 
تشابمان وبعد أن استقرت عمليا في روسيا وحظيت باهتمام كبار القيادات الروسية وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين الذي كان التقاها مع زملائها، وأشاد بما بذلوه من جهد متميز، ظهرت في جو من الإثارة المفعمة بالكثير من الغموض لتعرض الزواج على نظيرها الأميركي جاسوس المخابرات المركزية الهارب إلى موسكو إدوارد سنودن .. أوجزت عرضها على موقعها في «تويتر» في كلمات مقتضبة (سنودن.. هل تتزوجني؟). لكنها ولإضفاء المزيد من الجدية على عرضها بالغ الطرافة والغرابة معا توجهت إلى وكالة الأمن القومي الأميركي بتغريدة أخرى تسأل فيها: «وهل ستعتنون بأطفالنا؟».
وما إن تداولت المواقع الإلكترونية هذه الأخبار حتى انخرطت الصحف والأجهزة الإعلامية في جدل ما زال يتواصل حتى الآن حول ما قد يكون خافيا وراء مثل هذا العرض بالغ الطرافة. يا لها من جسارة سافرة!. 

تساءل الكثيرون:

هل يكون مثل هذا العرض على سبيل المزاح؟ هل هناك من يقف وراء مثل هذه الدعابات ولا سيما بعد أن دخلت مشكلة سنودن طريقا مسدودا؟! 


لقد تعقدت المشكلة ورفض سنودن عرض روسيا منحه حق اللجوء السياسي الذي ربطته بضرورة التوقف عن نشاطه المعادي للمصالح الأميركية على الأرض الروسية. وتعقدت المشكلة أكثر بعد أن عرف العالم أن المخابرات المركزية والسلطات الأميركية جادة تجاه ضرورة تسليمه لمحاكمته في الولايات المتحدة في نفس الوقت الذي لم يرد فيه أحد بعد على طلبه الذي تقدم به إلى أكثر من عشرين دولة للحصول على حق اللجوء السياسي. 

حتى طائرة رئيس بوليفيا التي أقلعت من موسكو في طريقها إلى العاصمة لاباز عبر الأجواء الأوروبية أرغموها على الهبوط في فيينا لتفتيشها بحثا عن سنودن ما أثار أزمة دبلوماسية لا تزال أصداؤها تتعالى حتى اليوم. التساؤلات كثيرة ومنها ما يتسم بقدر من الجدية ..
قالت جريدة «أنباء موسكو» على موقعها الإلكتروني: «إن هذا العرض قد يكون، وحسب قدر ما يتسم به من جدية بطبيعة الحال، بمثابة الخلاص لسنودن الذي قد يكون حتى اليوم عالقا في منطقة الترانزيت في مطار شيريميتيفو في موسكو وهو الذي قد يواجه في بلاده حكم الإعدام». 
أما صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» فقد طرحت مجموعة من المحاذير التي قد تحول دون تنفيذ هذه الرغبة على ضوء إعلان سنودن عن قبوله الزواج من حسناء المخابرات الروسية.
قالت الصحيفة إن تسجيل الزواج يتطلب عددا من الشروط أهمها وجود العريسين على أرض روسية فضلا عن ضرورة توفر لدى كل منهما أوراقه الثبوتية الشخصية أي جواز السفر، وهو ما لا يملكه الآن إدوارد سنودن بعد أن أصدرت بلاده قرار إلغائه.
كما أن سنودن لا يملك حق الدخول إلى الأراضي الروسية، ولا سيما بعد أن فجر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية قنبلته بالإعلان أن سنودن لم يتقدم وكما أعلن بوتين، بطلب منحه حق اللجوء السياسي إلى روسيا!. 
ومع ذلك فقد أشارت الصحيفة إلى وجود الحل وإن قالت إن العروسين لن يستطيعا الاستفادة منه وهو تسجيل الزواج في منطقة الترانزيت، حيث لا تسمح القوانين بوجود مثل هذه الخدمة.
وأضافت الصحيفة أن هناك من يسمح بالزواج بالمراسلة أي في ظل وجود أحد الزوجين وتوكيل الزوج الآخر لأي من معارفه أو أقاربه مثل باراغواي حسب إشارة الصحيفة التي يبدو أنها لا تعلم بوجود مثل هذا النظام لدى بلدان أخرى كثيرة.. عموما فقد خلصت الصحيفة إلى القول إن ما تطرحه من تخمينات، مجرد اجتهادات لا أحد يستطيع أن يقول بجديتها نظرا لعدم وجود ما يفيد بجدية «عرض الزواج». ومن هنا كانت التساؤلات الأخرى ومنها:
هل تكون موسكو تريد الحصول على ما لديه من معلومات من خلال الجاسوسة المحترفة التي سبق وتزوجت في لندن مواطنا بريطانيا وهو الذي تحمل اسمه «تشابمان»، وتركته بعد أن أنجزت مهمتها في الأراضي البريطانية، لترحل إلى الولايات المتحدة للاضطلاع بمهمة أخرى كلفتها بها المخابرات الروسية؟.
أنا تشابمان الآن في روسيا ملء السمع والبصر بعد أن تدثرت بحماية شخصية من جانب الرئيس بوتين الذي استعادت بفضله اعتبارها ومكانتها في المجتمع الروسي، وصارت نجمة تلفزيونية من خلال برنامجها الخاص الذي يحمل اسم «أسرار العالم مع أنا تشابمان» على قناة «رين تي في» الواسعة الانتشار، رغما عن بعض نشاطها «الإباحي» الذي تمثل في موافقتها على التصوير «شبه عارية» لمجلة «ماكسيم» التي تستهوي الرجال أكثر!. ولذا فقد عاد الكثيرون بالذاكرة إلى تاريخ الأمس القريب يستجمعون منه بعضا من سيرتها «العطرة»:
إنها أنا التي تبلغ من العمر اليوم 31 عاما.. ابنة فاسيلي كوشينكو الذي ثمة من قال إنه كان ضابطا في جهاز أمن الدولة «كي جي بي» فيما يشير آخرون إلى أنه أحد سفراء روسيا الذين عملوا في الكثير من الدول الأفريقية. 
ويشير اللقب إلى أن الأب أوكراني الأصل وقد غيرته أنا بعد زواجها من مواطن بريطاني يدعى أليكس تشامبان. وقالت تاتيانا شوميلينا زميلتها في الدراسة إبان سنوات طفولتها التي قضتها في فولجاجراد أنها كانت شخصية مبهرة علمت كل من حولها حسن اختيار الأزياء التي يرتدونها دون أن تتشدق يوما بأنها ابنة الوسط الدبلوماسي رغم أن الجميع كانوا يعرفون أنها ابنة سفير روسيا في كينيا وأنها تعيش مع جدتها. 
وكانت أنا تلقت تعليمها العالي حتى عام 2005 في جامعة الصداقة بين الشعوب التي كانت تعرف حتى الأمس القريب تحت اسم جامعة باتريس لومومبا التي أنشأها الاتحاد السوفياتي السابق لإعداد الكوادر الأمنية والحزبية والتعليمية لبلدان العالم الثالث. 
التحقت أنا بما يسمى بنادي شباب دوائر الأعمال في موسكو الذي يشرف عليه الحزب الحاكم «روسيا الموحدة». قال زملاؤها في هذا النادي إنها عملت لبعض الوقت بعد زواجها من المواطن البريطاني في شركة خاصة لبيع طائرات «Net Jets Europe» في لندن وحتى التحقت للعمل في بنك «باركليز» قبل الانتقال إلى نيويورك حيث أسست شركة خاصة للعقارات Property Finder لتسويق العقارات في كل من الولايات المتحدة وروسيا.
وعن «الرفيقة» أنا قال ديمتري بوروتشكين رئيس نادي شباب دوائر الأعمال في موسكو إنها كانت تترأس مشروع «Dom.ru» وكانت إلى جانب جاذبيتها المفرطة تتسم بطباع قوية قادرة على فرض رأيها في مواجهة الكثيرين من رجال الأعمال الكبار. 
تلك هي أنا التي قد تنجح في الإيقاع بالجاسوس الأميركي لتستمد القصة في حال ثبوت جديتها، بداية جديدة لمشروع جديد لا أحد يدرى إلى أي مدى من المزاح سوف تمضي حسناء المخابرات الروسية؟!.