لمن يعانون من مرض السكر .. أول عمليات زرع خلايا الأنسولين عام 2010

ذكر البروفيسور بيرنهارد هيرنغ، رئيس قسم الابحاث في جامعة مينيسوتا، انه يتوقع اجراء أول عملية زرع لخلايا البنكرياس التي تفرز الانسولين في الإنسان عام 2010. وتوقع البروفيسور أن يتوصل العلم أيضا إلى نقل خلايا بيتا، التي تفرز الانسولين، من الحيوانات إلى الإنسان خلال 12 سنة. وكان هيرنغ يتحدث أمام لفيف من العلماء الدوليين حضروا الندوة الدولية العاشرة حول «الزينو ترانسبلانتيشن» (زرع الأعضاء الحيوانية في الإنسان) اقيمت في العاصمة ببرلين برعاية معهد روبرت كوخ الألماني المعروف.


وأكد هيرنغ ان التحضيرات الأولية لإجراء عملية زرع خلايا البنكرياس في الإنسان تجري على قدم وساق في جامعة مينيسوتا. وإذ يواجه العلم صعوبة بالغة في زرع الأعضاء الحيوانية الكاملة في جسد الإنسان، فانه حقق تقدما كبيرا على صعيد زرع مجاميع من الخلايا فقط. ويبدو الخنزير أفضل متبرع بخلايا الإنسولين للإنسان لان الأمراض الحيوانية لا تنتقل منه إلى الإنسان. ثم أن العلم نجح في تنسيل خنازير محورة وراثيا ويمكن لجسم الإنسان تقبل خلاياها دون أن يلفظها كأجسام غريبة.

نجح العلماء عام 2001 لأول مرة في تنسيل جيل من الخنازير التي لا تحتوي خلايا جسمها على المادة التي تسبب ظاهرة لفظ الجسم البشري للخلايا الحيوانية. وهي مادة سكرية يطلق عليها اسم «الفا1 ـ 3 غالاكتوز» التي يتعرف عليها نظام المناعة، في الجسد البشري في الحال، ويقاومها ويلفظها كجسم غريب. ونجحت عمليات زرع قلوب هذه الخنازير في الإنسان في مد حياة المرضى فترة 6 أشهر. ومعروف أن مادة «الفا1 ـ 3 غالاكتوز» تفعّل ظاهرة اللفظ في جسم الإنسان خلال دقائق معدودات.

وتمكن العلماء في مينيسوتا من تنسيل جيلين من الخنازير التي لا تحتوي أجسامها على سكر «الفا1 ـ 3 غالاكتوز». كما خلصوا خلايا الخنازير من الجيل الثاني، من مواد أخرى تسبب تنشيط نظام المناعة البشري ضد الأعضاء الحيوانية المزروعة. ويمكن لهذه التطورات أن تبعث الأمل في اكثر من 10 آلاف ألماني ينتظرون دورهم للحصول على أعضاء بشرية تتوافق مع صفاتهم النسجية. ولا يحصل من هؤلاء المرضى غير 4500 على أعضاء تم التبرع بها من قبل اناس آخرين، في حين يواجه الآخرون مصير الموت في أغلب الأحيان.

وكشف هيرنغ عن نجاح فريق عمله، بالتعاون مع فريق عمل آخر من جامعة ايموري في اتلانتا، في زرع خلايا الخنازير التي تفرز الإنسولين في بنكرياس القرود. ونجحت هذه الخلايا في تصحيح حالة نقص الانسولين، وبالتالي خفض نسبة الغلوكوز في الدم، عند القرود لفترات تمتد بين 6 ـ 12 شهرا. واعتبر هذا الانجاز واعدا جدا، مشيرا إلى إمكانية تطوير النتائج بشكل حاسم خلال بضع سنوات.

ويتعاون الفريق الاميركي، الذي يقوده هيرنغ، مع فريق من معهد روبرت كوخ البرليني من أجل تخليص أنسجة الخنازير من الفيروسات التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان.

ويعمل الفريق الألماني على تنسيل جيل من الخنازير الخالية من فيروس «ريترو فيروس بورسينر الاندوجيني» الذي يصيب الخنازير ويهدد بتخريب عمليات نقل أعضاء الخنازير إلى البشر. ويقف العلماء على قاب قوسين أو أدنى من تنسيل جيل من الخنازير المحورة وراثيا والتي يمكن ضمان عدم وجود الفيروس فيها على مدى جيلين.

وفي تقريره عن نقل الأعضاء الحيوانية للإنسان، قال جراح القلب برونو رايشرت، من جامعة مكسميليان البافارية، انه يعمل على تنسيل جيل خاص من الخنازير كحيوانات متبرعة بالقلب والكليتين. واعتبر رايشرت القلب والكلية من أعضاء الجسم البسيطة والتي يمكن تحقيق النجاح فيها. وقال الباحث الألماني إن عمليات زرع قلوب الخنازير اصبحت اعتيادية، وانه يبحث في الوقت الحالي عن طريقة لضمان تقبل جسم الإنسان للأعضاء الحيوانية المزروعة بشكل نهائي.