أشهر ملعونات التاريخ .. والضحايا بالمئات

النساء من أرق المخلوقات الموجودات علي الأرض، لذلك يطلق عليهن "الجنس اللطيف" أو "الجنس الناعم"، ولكن ليست كل النساء كذلك، فمنهن من تمتلك شخصية شرسة وقاتلة خلف وجهها الملائكي لتتحول إلي أشرس القتلة، لدرجة أننا قد نندهش عندما نعلم كمية الجرائم الفظيعة التي قد يتمكن ذلك النوع من النساء من ارتكابها.

ومن أشهر النساء اللواتي لعنهن التاريخ لجرائمهن البشعة والتي لا تصدق أولئك:

1- كريستيان جيلبرت (ملاك الموت):

عندما تنظر إليها تجد فتاه ذات وجه ملائكي وشخصية مرحة وجميلة، ولكن للأسف خلف ذلك تجد شخصية غير سوية، فقد كانت تعمل ممرضة أي من المفترض أن تكون ملاك الرحمة الذي يخفف الآلام للمرضي ولكنها علي العكس أصبحت ملاك الموت بالنسبة لهم، فقد اشتهر عنبرها بكثرة الوفيات به حتى أن ذلك أصبح موضوع مزاح بينها وبين زميلاتها غير مدركين أنها هي من تتسبب في موتهم بالفعل.
 
وهناك أقاويل كثيرة حول سبب ما فعلته منها حبها للظهور بكثرة علي أنها ممرضة ماهرة لجذب الانتباه لها، فكانت تحقن المرضي بمخدر يتسبب لها بحالات حرجة وكانت تحاول إنقاذ الموقف أمام الجميع، ولكن الكثير من المرضي ماتوا.
وهناك وجهة نظر أخري هو أنها "عديمة الصبر" فلم تكن تتحمل أنين المرضي فتجن من ذلك وتقوم بغرس حقنة في ذراعهم وقتلهم للتمتع بالهدوء، فكانت تتخلص من المرضي الذين يسببون لها قلة النوم والراحة بأن تحقنهم بمادة مخدرة لتوقف نبضات قلبهم وتقتلهم.
كما أنها كانت علي علاقة بضابط أمن في المشفي، فتقوم بقتل المرضي لتراه أثناء فترة عملها، حيث إنها في حالة الوفاة يتم استدعاء ضابط الأمن للمشرحة، وفي حالة أخري قامت بقتل أحد المرضي حتي تستطيع لقاء حبيبها في وقت راحته لأنه سينشغل بعد ذلك، وقد شهد هذا الضابط ضدها في المحكمة حيث اعترفت له علي الأقل بجريمة قتل واحدة ارتكبتها بعدما عرفته.
وصرح المشفي الذي كانت تعمل به أنها مسئولة عن 80 حالة وفاة وأكثر من 300 حالة طوارئ طبية، وقد استطاع محاميها إنقاذها من حبل المشنقة وحكمت عليها المحكمة بالسجن مدي الحياة.

2- الملكة ماري تيودور (Bloody Mary):

هي الملكة ماري الأولي والتي حكمت انجلترا لمدة 5 سنوات، ولكن تلك المدة لم تكن مثمرة علي الإطلاق وخلالها حاولت الملكة أن تعيد انجلترا إلي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، فقامت بإحراق 300 من شعبها بتهمة الهرطقة.


ولم ينج أحد في طريقها من القتل لإخماد الفتن بوحشية، وبعد استقرار حكمها قامت بمطاردة معتنقي الطوائف غير الكاثوليكية وتعذيبهم وقتلهم، وذكر في التاريخ أنها كانت تجمع كل فترة مجموعة من الفلاحين وتقوم بشنقهم شخصيا حتى لو كانوا غير مذنبين، وكانت تستمتع بصراخهم.
كما أنها كانت تقتل العذارى لتستحم بدمائهم بين الحين والأخر، ومن شدة دمويتها وبشاعتها مازالت أوروبا والعالم أجمع ينشر الأساطير حولها ومن أشهر تلك الروايات أنك إذا وقفت أمام مرآة في الظلام وقلت اسمها أكثر من مرة سيظهر لك وجهها المشوه، وإذا لم تضيء النور وتهرب ستحاول أن تشوه وجهك أو تسحبك من خلال المرآة.

3- ميرا هندلي:

اشتركت ميرا هندلي مع أيان برادي في خطف وتعذيب وقتل 3 أطفال أعمارهم أقل من 12 عاما واثنين من المراهقين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما، وقد حدث ذلك من عام 1942 حتى 2002 فيما عرف "بجرائم مورس"، وتعرض أربعة من الضحايا علي الأقل للاعتداء الجنسي.

وتم العثور علي جثتين أثناء التحقيق معهما وعثرت الشرطة علي الجثة الرابعة عام 1987 أي بعد 20 عاما من محاكمة هندلي ولم يتم العثور علي باقي الجثث، وحكم عليها بالسجن مدي الحياة وماتت عن عمر يناهز 60 عاما. وقد أطلقت عليها الصحافة "المرأة الأكثر شرا في بريطانيا".
وقد كانت تلك الجرائم، والتي نشرت في كل الجرائد التي تصدر باللغة الانجليزية حول العالم، نتيجة لما أطلق عليه أستاذ علم التشريح النفسي مالكوم ماكلوتش بـ"سلسلة من الظروف" جمعت بين "امرأة شابة ذات شخصية صعبة تعلمت أن تتقبل و تمارس العنف في سن صغير" و"رجل شخصيته سادية جنسيا ومختل عقليا".

4- كاترين .. إمبراطورة روسيا القيصرية:

الإمبراطورة كاترين أو كما يطلق عليها "قاتلة المائة حارس" كانت متزوجة من الملك بيتر الثالث، وعندما لم تنجب من الملك نصحها أحدهم بأنها يجب أن تنجب وريثا للعرش، فحملت من أحد حراسها مرة وحملت مرة أخري من حارس أخر، وعاشت حياة مليئة بالفواحش والملذات.

وعندما علم الإمبراطور بذلك ثار وواجهها بأن أولئك ليسوا أبنائه، ولكنها بهدوء شديد أخبرته بأنها ستشرح له علي العشاء ما فعلته لإنقاذ الإمبراطورية، فقامت بوضع السم له في الطعام وأخذت تراقبه وهو يتلوي من الألم وينزف من فمه وأنفه حتى مات وهي تضحك بجنون عليه، ثم أمرت أحد حراسها بدفنه وعندما انتهي قتلته وأمرت حارسا أخر بدفن الحارس المقتول، ثم قتلت الأخر وأصابتها الهيستيريا والجنون حتى قتلت مائة حارس آخر.

5- كاثرين نايت:

وهي أول امرأة تحصل علي حكم بالسجن مدي الحياة بدون "إطلاق سراح مشروط" بتهمة قتل حبيبها "جون بيرس"، ولكن قبل الاسترسال في الحديث عن تلك الحادثة لنلقي الضوء علي لمحات من حياة تلك المرأة الشرسة

كاثرين نايت هي أصغر التوائم في عائلتها، وكان والدها دائم الاعتداء علي والدتها بعنف واغتصابها؛ وقد تعرضت كاثرين للاعتداء الجنسي من العديد من أفراد عائلتها حتى وصلت لسن الحادية عشرة.
وكان سلوك كاثرين يثير الحيرة خاصة في المدرسة، فأحيانا كانت ترهب زملائها و تهددهم بأسلحة في المدرسة وتتعدي عليهم بالضرب، وتعرضت للإصابة من أحد المدرسين عندما حاول الدفاع عن نفسه، ولكن عندما تكون في أحسن حالاتها بعيدا عن حالة الغضب نجدها فتاة متميزة وتحصل علي جوائز متميزة لحسن سلوكها، وهي لا تعرف كيفية القراءة والكتابة فقد تركت المدرسة وهي في الخامسة عشرة من عمرها.
وأصبحت كاثرين بعد ذلك معروفة بسلوكها العنيف حتى أن والدتها حذرت زوجها الأول "ديفيد كيليت" منها ولكن ديفيد لم يبالي، وفي ليلة الزفاف حاولت كاثرين خنق زوجها وبررت فعلتها بعد ذلك بأنه استغرق في النوم ثلاث مرات أثناء العلاقة الحميمة.
وكانت حياتهما الزوجية تتصف بالعنف، فأثناء احدي المشاجرات قامت كاثرين بتقطيع وحرق جميع ملابس وأحذية زوجها التي في المنزل وذلك قبل أن تضربه بالمقلاة علي رأسه من الخلف، واستطاع ديفيد الهرب إلي منزل الجيران قبل أن يفقد وعيه، وتم علاجه في وقت لاحق من كسر شديد في الجمجمة، وذلك لأنه عاد إلي البيت في وقت متأخر حيث كان مشاركا في إحدي المسابقات؛ وعندما تركها من أجل امرأة أخري وهرب حاولت كاثرين البحث عنه فأصابت إحدي السيدات في وجهها بالسكين وذلك أثناء إجبارها علي قيادة السيارة للمكان الذي هرب إليه زوجها لقتله هو وعشيقته، وقد استطاعت الشرطة السيطرة عليها وأودعتها في المشفي ولكنها أثبتت حسن سلوكها بعد ذلك وخرجت؛ وقد ذكر بعد ذلك أنها حاولت قتل الميكانيكي الذي أصلح سيارة زوجها لأنه بذلك سمح له بالهرب.
كما أنها دخلت المشفي أكثر من مرة بسبب إهمالها لأطفالها حيث تركت أحدهم علي قضبان القطار وهو قادم ولكن أحد المارة أنقذ الطفل في اللحظة الأخيرة، ولكنها خرجت بعد فترة من الوقت.
وبعد ذلك تركت كاثرين زوجها وتعرفت علي "ديفيد سوندير" وعاش معها في شقتها، وكانت تغار عليه بطريقة مرضية كلما ذهب إلي الخارج حتى أنه ترك المنزل أكثر من مرة فكانت تذهب إليه وتترجاه ليعود للمنزل؛ وقامت في أحد المرات بذبح كلبه بدون سبب فقط لتريه ما سيحدث له لو فكر في خيانتها، وذلك قبل أن تضربه بالمقلاة وتفقده الوعي.
ومن الأمور الغريبة أنها قامت بتزيين بيتها بجلود الحيوانات والمعاطف الجلدية والأحذية في كل مكان حتى السقف وبشكل غريب. وحدثت خلافات بينها وبين سوندير قامت علي إثرها بضربه بمكواة في وجهه قبل أن تطعنه في معدته بالمقص، ولكنه نجا وهرب وعندما عاد لرؤية ابنته وجد كاثرين قد حررت محضرا ضده بعدم التعرض لها أو لابنتها منه.
ثم تعرفت علي آخر وهو "جون شلينجورث" ولكن العلاقة لم تدم أكثر من ثلاث سنوات، وتركته من أجل "جون بيرس" حيث كانت علي علاقة غرامية به.
تسببت كاثرين لجون بالعديد من المشاكل وتسببت بطرده من العمل حتى أنه تركها، وعندما عادا إلي بعضهما أصبحت مشاجراتهما أكثر حدة حتى أن أصدقاء جون تركوه لعدم قدرتهم علي التعامل مع كاثرين، وبعد العديد من الاعتداءات عليه آخرها كان طعنها له في صدره، تركها جون وطردها خارج المنزل وأخذ ضدها حكم من المحكمة بعدم التعرض له أو لأولاده، ولكنه أخبر زملائه في العمل بأنه إذا لم يعد في اليوم التالي للعمل فستكون كاثرين بالتأكيد قد قتلته، فحذروه من العودة للمنزل ولكنه أخبرهم بأنها ممكن أن تتعرض لأولاده.
وعندما عاد للمنزل لم يجدها ولكنه وجد أنها قد أرسلت أولاده للمبيت عند أصدقائهم فذهب ليجلس عن الجيران حتى الساعة الحادية عشر، وعندما عاد ذهب لغرفته لينام، وجاءت كاثرين للمنزل وجلست تشاهد التلفاز لبعض الوقت، ثم ذهبت للاستحمام، ثم أيقظت جون وقاما بمماسة العلاقة الحميمة ونام جون بعدها.
وفي السادسة صباحا في اليوم التالي وجد الجيران أن سيارة جون مازالت في مكانها كما أرسل العمل أحد الموظفين ليري لماذا تأخر جون، وحاول الجيران والموظف الطرق علي نافذة غرفة النوم ليوقظوا جون لكن دون فائدة، وحينها وجدوا دما علي الشرفة الأمامية للمنزل، فأخبروا الشرطة التي كسرت الباب ووجدث جثة جون وبجانبها كاثرين وهي فاقدة للوعي. 
وكانت كاثرين قد طعنته بسكين المطبخ الكبير وهو نائم، وطبقا للأدلة والدماء الموجودة في المنزل فقد حاول جون الهرب بعد طعنه ولكن كاثرين طاردته وأدخلته المنزل حتى مات من كثرة النزيف.
وقد أظهرت عملية التشريح لجثة جون أن كاثرين طعنته أكثر من 37 طعنة من الأمام ومن الخلف، وبعد موته بعدة ساعات قامت كاثرين بسلخه وتعليق جلده علي خطاف تعليق اللحوم، وقامت بقطع رأسه وطبخ أجزاء من جسده، وقدمتها في طبقين مع البطاطس وقطع من اللحم ومكونات أخري ووضعتهما علي الطاولة مع ملحوظة بجانب كل طبق مكتوب عليهما أسماء أبنائه حيث كانت تنوي تقديم ذلك الطعام لأولاد جون، وقد عثرت الشرطة علي وجبة أخري ملقاة في الخلف، ظنوا بأن كاثرين حاولت أكلها ولكنها لم تستطع مما دعم أقوالها بأنها لا تتذكر أي شيء من أحداث الجريمة، وقد وجدت الشرطة رأس جون في حلة بها خضار.
وقد حكم عليها بالسجن مدي الحياة بدون إطلاق سراح مشروط وكتب علي ملفها "لا يفرج عنها أبدا"، وكان ذلك هو الحكم الأول من نوعه الذي يطبق علي امرأة في التاريخ الأسترالي.

بيل جونيس .. أخطر السفاحات:

هي من أخطر السفاحات التي عرفتها أمريكا، فقد قتلت معظم خطابها وأصدقائها بالإضافة إلي ابنتيها "ميرتل" و"لوسي"، وقد تكون قد قتلت أيضا كلا زوجيها وجميع أطفالها. وكان دافعها هو الحصول علي وثائق التأمين علي الحياة والأموال وكل ما له قيمة؛ وقد قدرت التقارير أنها قتلت ما بين 25 و45 شخصا علي مدار عدة عقود.

تنحدر" بيل جونس" من أسرة نرويجية، ويقال إنها في شبابها تعرضت لحادث بشع حيث حضرت مسابقة رقص وهي حامل، وهناك تعرضت لهجوم من أحد الرجال الذي أخذ يركلها في بطنها حتى أجهضت، وكان الرجل من أسرة ثرية ولم يتم التحقيق معه حول الحادث، وطبقا لمن عرف"جونيس" فإن شخصيتها بعد الحادث تغيرت بطريقة ملحوظة.
في عام 1884 تزوجت "جونيس" من "مادس ديتليف" وبعد عامين افتتحا محل حلويات، احترق بعد ذلك في ظروف غامضة وحصلت "جونيس" علي أموال التأمين عليه، وبعد ذلك توفي 2 من أولادها من التهاب القولون الحاد والذي تتشابه أعراضه مع أعراض التسمم وحصلت "جونيس" علي أموال التأمين علي حياتهما أيضا.
وتوفي زوجها عام 1900 وكانت هناك وثيقتين للتأمين علي حياته وقد حصلت عليهما "جونيس"، وكانت هناك شكوك كبيرة بأنها أعطته دواء تسبب في موته بحجة مساعدته حيث كان مريضا بالقلب، وطالبت "جونيس" بأموال التأمين ثاني يوم من الجنازة مما جعل أقارب زوجها يشكون بأن تكون قد قتلته، واشترت "جونيس" بتلك الأموال مزرعة بولاية إنديانا.
تزوجت "جونيس" من "بيتر جونس" الذي عاش معها هو وابنتيه، وتوفت ابنته الصغرى في ظروف غريبة بينما كانت بالمنزل مع "جونيس" وحدها، وكان موتها مأساة لبيتر، وبعد ذلك أصيب بيتر إصابة خطيرة في رأسه بعدما وقعت آلة طحن السجق علي رأسه وأودت بحياته، فقام اخو بيتر بأخذ ابنته الكبرى معه إلي ويسكونسن، وتعتبر تلك الفتاه هي الوحيدة التي نجت من الموت أثناء عيشها مع "جونيس". 
وقد حامت شكوك العديد من الناس حول طريقة موت بيتر وأن "جونيس" هي التي قتلته بسبب وثيقة التأمين علي الحياة.
بعد ذلك قامت "جونيس" بإدارة مزرعتها الخاصة، وقامت بتعيين "راي لامفر" في المزرعة، ونشرت إعلان في الجريدة بأنها أرملة شابة وأنها تريد التعرف علي رجل ليساعدها بعد ذلك، وأن يكون مستواه مثلها، بعدها جاء العديد من الرجال ومعهم مبالغ كبيرة من الأموال كمهر لها أو ليصبحوا شركائها في المزرعة، ولكن معظمهم اختفوا بعد زيارتهم لها؛ ولقد رأي العديد من المزارعين أثناء سيرهم في الطريق بجانب المزرعة "جونيس" وهي تحفر في حظيرة الكلاب، هذا غير اختفاء أناس ذهبوا إليها ومعهم أموالا تحصلوا عليها نتيجة بيعهم بعض أملاكهم.
وكان "راي لامفر" واقعا في غرام" جونيس"، فكان يتشاجر مع الرجال الذين يأتون للمزرعة حتى قامت "جونيس" بطرده، وأقنعت الجميع بأنه مجنون.
وفي صباح 28 أبريل 1908 احترقت المزرعة، وعندما جاء رجال الإطفاء كانت النيران قد قضت علي كل شيء، وتم إيجاد 4 جثث في قبو المنزل وفوقهم البيانو، وكانت أحد الجثث لامرأة بالغة لم يتم التعرف عليها فورا لأنها كانت بلا رأس. أما الجثث اثلاث الأخرى فكانت لأبناء "جونيس".
وترددت أقاويل حول خطورة"راي لامفر" علي "جونيس" وعن خوفها من أن يقتلها ويحرق المزرعة، فقامت الشرطة بالقبض عليه باعتباره المشتبه به الأول في الحادث، وبمواجهته أنكر "راي لامفر" التهمة رغم أن احد الشهود رآه وهو يركض بعيدا عن المزرعة قبل حريقها بدقائق.
وبمعاينة بقايا جثة المرأة المجهولة التي بلا رأس أكد العديد من المقربين لـ"جونيس" بأن تلك الجثة ليست لها علي الإطلاق، كما أعلن الطبيب الشرعي بأن تلك الجثة لامرأة ماتت بسبب تناولها العديد من الحبوب المميتة.
ولكن المفاجأة أنه في مارس 1908 تم العثور علي بعض الأسنان في موقع الحادث بها بعض العلامات المميزة مثل سن بورسالين وغيره، وقد أكد عن طريقها طبيب الأسنان الخاص بـ"جونيس" ان تلك أسنانها بالتأكيد وانه قام بعلاج أسنانها بتلك الطريقة عندما كانت تذهب إليه، مما دفع السلطات إلي التأكد من أن الجثة هي جثة "جونيس".
وظهرت مفاجأة أخري عندما علمت الشرطة بأن "جونيس" طلبت كمية كبيرة من الوحل والتراب إلي حظيرة الكلاب لتسوي مستوي الأرض  من الحفر الموجودة فيها والتي قالت عنها وقتها بأنها تحتوي علي نفايات، فقامت الشرطة بعمليات حفر في الحظيرة، وتم العثور علي العديد من الجثث لأشخاص كانت مختفية، ومنهم جثث أطفال.
معظم البقايا لم يتم التعرف علي أصحابها بسبب سوء حالتها ولم يتم تحديد عدد الجثث بالضبط ولكن بالتقريب وصل عددهم إلي 12 جثة، وتم العثور بعد ذلك علي 7 جثث لأشخاص مجهولين في قبرين قرب المزرعة.
وفي عام 1908 تمت محاكمة "راي لامفر" بتهمة القتل وحرق الممتلكات عمدا، ولكنه أنكر التهم كلها واستند دفاع "راي لامفر" علي أن الأدلة التي تؤكد وفاة "جونيس" ليست قوية وأن الجثة ليست لها، وبعمل بعض الاختبارات وجد صعوبة بقاء الأسنان بتلك الحالة بعد هذا الحريق، وظهر شاهد أكد انه رأي شخصا ما يرمي تلك الأسنان بالقرب من مكان الحادث، فتمت تبرئة "راي لامفر" من تهمة القتل ولكن ثبتت عليه تهمة إحراق الممتلكات عمدا وحكم عليه بالسجن 20 عاما، ومات عام 1909 من مرض السل.
ولكن عام 1910 أعلن القسيس الذي كان مع "لامفر" وقت مماته عن اعتراف خطير له، فقد اعترف "لامفر" بكل الجرائم التي ارتكبتها "جونيس" واقسم أنها مازالت علي قيد الحياة، وانه لم يقتل أحدا ولكنه ساعد "جونيس" في دفن بعض الجثث، وأن "جونيس" كانت تستضيف أشخاصا ثم تضع لهم مخدرا في المشروب، وتكسر رأسهم بالة حادة أو تنتظر حتى يذهبون لغرفهم ثم تخدرهم وهم نائمين بواسطة الكلوروفورم، ثم تجر الضحية إلي الطابق السفلي وتضعها علي المائدة وتشرحها، ثم تأخذ البقايا وتدفنها في حظيرة الكلاب أو في الأرض حول المنزل، وكانت أحيانا تمل سريعا فتقوم بوضع السم مباشرة في المشروب، ثم تقوم بعملية التشريح، وأحيانا كان يصيبها الإرهاق فكانت ترمي البقايا للكلاب ليأكلوها.
كما أن"راي لامفر" قام بحل لغز المرأة التي بلا رأس، فقد أحضرتها جونس معها للعمل لديها كخادمة في المنزل، وذلك قبل يوم من تفكير جونس بأن تلك المرأة هي وسيلة هروبها من ذلك المكان بدون إثارة الشكوك، فقامت بتخدير المرأة ثم قتلتها وقطعت رأسها وألقت الرأس في مستنقع عميق، ثم قامت بتخدير أولادها، وخنقتهم حتى الموت، وجرت الجثث حتى القبو، ثم قامت بتلبيس الجثة احد ملابسها وخلعت "جونيس" أسنانها الزائفة وضعتها بجانب الجثة حتى يعتقد الجميع بأنها هي المرأة التي بلا رأس، ثم قامت بإحراق المنزل وهربت؛ واعترف "راي لامفر" بأنه ساعدها ولكنها خانته وهربت منه. 
وهناك بعض الأقاويل التي تؤكد أن "لامفر" اعترف بأنه أوصلها لبلدة صغيرة ورآها وهي تغادر علي متن أحد القطارات.
وقال "لامفر" أن "جونيس" امرأة قوية وغنية فقد قتلت أكثر من 42 رجلا وأخذت أموالا منهم تتراوح ما بين 100 إلي 320000 دولارا، وتحصلت علي 250000، من خلال جرائمها المتعددة، وعلمت السلطات بان "جونيس" سحبت معظم أموالها من البنوك قبل الحريق بوقت قليل مما قوي نظرية هروبها وإرادتها التملص من القانون والشرطة.
تم رؤية "جونيس" في العديد من المدن الأمريكية، وفي عام 1931 تم الإبلاغ عن وجودها في سان فرانسيسكو كمالكة لمزرعة كبيرة، وقد تلقت الشرطة لأكثر من 20 عاما بلاغات برؤيتها؛ وأصبحت "جونيس" جزءا من الفلكلور الأمريكي للقتلة، وأطلق عليها النسخة الأنثوية من ذي اللحية الزرقاء (والذي كان يقتل جميع زوجاته).
وحتى الآن تم التأكد من الثلاث أطفال الذين وجدوا في الحريق أنهم أولاد "جونيس"، أما الجثة التي بلا رأس فلم يتم التعرف علي هويتها، كما لم يتم التعرف علي مصير "جونيس"، فقد انقسم سكان المنطقة التي كانت تعيش بها إلي نصفين أحدهم يرجح أن "لامفر" قتلها، والأخر يري أنها زيفت موتها.
ولقد دفنت جثة المرأة المجهولة بجوار زوج "جونيس" الأول؛ وفي عام 2007 تم استخراج تلك الجثة بناء علي طلب أخت "جونيس" لإجراء تحاليل DNA لمعرفة هوية القتيلة الحقيقية و مقارنه النتيجة بـ DNA الذي وجد علي أحد خطابات "جونيس"، وللأسف لم يكن هناك ما يكفي من الـ  DNA لمقارنته بما لديهم، ولكن استمرت الجهود لإيجاد مصدر للمقارنة حتى وصل الأمر لنبش قبور الضحايا والاتصال بذويهم.
ومازال مصير "جونيس" حتى الآن غير معروف. أولئك مجرد مجموعة صغيرة من قائمة كبيرة تحتوي علي أسماء نساء أخريات مثل "ريا وسكينه"، و"ارما جريس" المجندة النازية أشهر سفاحات ألمانيا، و"ماري آن" التي قتلت أزواجها وأطفالها بالزرنيخ، و"بريتانيكو" والدة نيرون الذي حرق روما، والقائمة تطول وتمتلئ بالأسماء علي مر التاريخ.