تحدث لجذب الانتباه والتظاهر بالمرض .. دليلك الكامل لمتلازمة مانشاوزن

 تعرف متلازمة مانشاوزن Munchausen syndrome بأنها اضطراب عقلي خطير يتظاهر المصابون به -والذين يحتاجون للفت الانتباه بشكل ملح-  بالمرض أو يتسببون لأنفسهم بالمرض أو الأذى عمداً، ويمكن لهؤلاء أن يصطنعوا أعراضاً أو أن يعرضوا أنفسهم لعمليات خطيرة أو أن يحاولوا التلاعب بنتائج الفحوصات المخبرية لكسب تعاطف المحيطين وقلقهم.
 
تنتمي متلازمة مانشاوزن لمجموعة من الأمراض تُدعى الاضطرابات المصطنعة والتي تُصطنع أو تُفتعل ذاتياً، ويمكن أن تكون الاضطرابات المصطنعة نفسية أو جسدية، وتشير متلازمة مانشاوزن إلى الشكل الجسدي الشديد والمزمن من هذه الاضطرابات.
 
ورغم أن هذه المتلازمة معروفةٌ منذ قرون خلت، إلا أنها لا تزال غامضةً وصعبة العلاج، ورغم ذلك، تبقى المساعدة الطبية ضرورية لمنع الأذية الشديدة أو حتى الموت الذي يمكن أن ينتج عن أذية الذات المميزة لهذه المتلازمة.
 
عَرَض إدمان المستشفيات 
وهذه الإصابات أو الأمراض يحدثها المصاب في نفسه أو يتسبب بها أو يختلقها اختلاقا، مما يعرف أيضاً باسم "عَرَض إدمان المستشفيات".
 
كسب تعاطف الآخرين
الشخص المتضرر في متلازمة مانشاوزن يبالغ أو يختلق أعراضا لأمراض في حدّ ذاتها للحصول على العلاج، الاهتمام، التعاطف، والراحة من قبل العاملين في المجال الطبي، وفي بعض الحالات القصوى نجد الأشخاص الذين يعانون من متلازمة مانشاوزن لديهم إدراك تام للممارسات الطبية، وهم قادرون على إنتاج الأعراض التي تؤدي إلى القيام بتحاليل طبية طويلة ومكلفة، والبقاء في المستشفى لفترات طويلة وعمليات لا لزوم لها.
 
العلاج
ينبغي على الأطباء أو مقدمي الخدمات الطبية النظر في العمل مع اختصاصيي الصحة العقلية للمساعدة في علاج اضطراب المزاج، كما يجب أن يرتكز العلاج الطبي على الاضطرابات النفسية الكامنة: اضطراب المزاج، واضطراب القلق، أو اضطراب في الشخصية.
 
عدم معرفة السبب الدقيق لمتلازمة مانشاوزن
ولا يعرف السبب الدقيق لمتلازمة مانشاوزن، ولكن يعتقد الباحثون أن العوامل البيولوجية والنفسية على حد سواء تلعب دورا في تطوير هذه المتلازمة، لكن الدراسات تشير الطبية إلي أن هذه الحالة تحدث بسبب ما يلاقيه الأطفال من إهمال وقسوة في فترة الطفولة وما شابه ذلك من ظروف قاسية
 
أعداد المصابين بمتلازمة مانشوزن
من الصعب الحصول علي نسبة إحصاء رسمية لأعداد المصابين بهذه المتلازمة حول العالم، وذلك نظرا للعديد من العوامل التي في مقدمتها صعوبة التمثيل الدقيق والأمين للأفراد المصابين بهذه المتلازمة، فضلا عن ندرة الإصابة بهذا المرض ونقص الأبحاث والدراسات التي يتم إجراؤها علي الأشخاص المصابين بها.
 
الأعراض:
وبحسب المواقع الطبية الأمريكية فإن الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة يبالغون في أعراضها حتي يوحوا للآخرين بأن هذه الحالة المرضية قوية وذات تأثير فعال علي الشخص المصاب بها.
 
ويشير الأطباء المتخصصون إلى أن أعراض هذه المتلازمة غير محددة، كما يمكن لهذه الأعراض أن تتغير بحسب الشخص المصاب وطريقة العلاج وكذلك تاريخ حدوث هذه الحالة.
 
وتدور أعراض وعلامات متلازمة مانشاوزن حول تزوير أو اختلاق مرض أو أذية في سبيل تلبية احتياجات عاطفية عميقة، حيث يمكن أن يتمادى الأشخاص المصابون بهذا المتلازمة كثيراً لمنع اكتشاف خدعتهم، لذا يصعب ملاحظة الاضطراب العقلي الخطير القابع وراء الكواليس.
 
ولا تشبه هذه المتلازمة افتعال مشكلة صحية للحصول على منافع عملية، مثل الغياب عن العمل أو كسب دعوى قضائية، كما لا تشبه داء المراق، حيث يعتقد المصابون بالوساوس أنهم مرضى فعلاً، إذ لا يكون المصابون بهذه المتلازمة مرضى ولكنهم يريدون أن يمرضوا.
 
وهناك نوع آخر من المتلازمة يجعل فيها شخصٌ ما شخصاً أخر مريضاً لكسب التعاطف، وعادةً ما تشمل هذه الحالة قيام أحد الوالدين بإيذاء طفله.
 
تتضمن أعراض متلازمة مانشاوزن ما يلي:
- قصص درامية تتضمن عدة مشاكل صحية.
 
- استشفاء متكرر في المشفى.
 
- أعراض مبهمة أو غير ثابتة.
 
- شكايات تزداد سوءاً دون سبب واضح.
 
- الرغبة في إجراء فحوص متكررة أو عمليات خطيرة.
 
- معرفة واسعة بالمصطلحات الطبية والأمراض .
 
- الاستشفاء لدى العديد من الأطباء أو المستشفيات.
 
- قلة الزوار أثناء إقامتهم بالمشفى.
 
- التردد في السماح للأطباء بالتحدث للعائلة أو الأصدقاء.
 
- الطلب المتكرر لمسكنات الألم أو أدوية أخرى.
 
كيف يصطنع المصابون بمتلازمة مانشاوزن المرض
نظراً لأن المصابين بمتلازمة مانشاوزن يصبحون خبراء في اصطناع الأعراض والأمراض أو إلحاق أذى جدي بأنفسهم، يصبح من الصعب على الأطباء والمقربين من المرضى تمييز ما إذا كان المرض واقعياً أم لا.
 
ويصطنع المصابون بمتلازمة مانشاوزن الأعراض أو يتسببون لأنفسهم بالمرض بعدة طرق، منها:
 
اختلاق القصص:
يمكن أن يخبروا أقرباءهم أو الأطباء أو حتى مجموعات الدعم عبر الإنترنت قصصاً طبيةً كاذبةً مثل ادعاء الإصابة بالسرطان أو الإيدز.
 
تزوير الأعراض:
يدعون أعراضاً مزورة مثل ألم البطن أو الاختلاجات أو حتى الوفاة.
 
أذية النفس:
إذ يقوم هؤلاء المرضى بإيذاء وإمراض أنفسهم مثل حقن أنفسهم بالجراثيم أو الحليب أو البنزين أو حتى البراز، كما يمكن أن يجرحوا أو يحرقوا أجسادهم، كما يمكن أن يتناولوا أدويةً لتقليد المرض مثل مميعات الدم أو العلاج الكيميائي أو أدوية السكري.
 
منع الشفاء:
يمكن أن يعارضوا شفاء جروحهم مثل إعادة فتح الجروح.
 
التلاعب:
وقد يتلاعب هؤلاء المرضى بالأدوات الطبية لتزوير نتائج الاختبارات، كتسخين موازين الحرارة أو التلاعب بنتائج الاختبارات، كخلط عينات البول بالدم أو بمواد أخرى.
 
ويكون المصابون بمتلازمة مانشاوزن واعين لخطر الأذية وحتى الوفاة نتيجة الأذى الذي يحدثونه لأنفسهم، ومع ذلك لا يستطيعون التحكم بهذا السلوك القهري ولا يرغبون بطلب المساعدة.
 
وعند الاعتقاد بأن أحد المقربين يفاقم أو يزور مشاكله الصحية، فمن المفيد محاورته بشكل لطيف مع تجنب الغضب والوعظ والمواجهة، ويجب توفير الدعم والرعاية له وحتى العلاج عند الاستطاعة.
 
العلاج:
غالباً ما يكون علاج متلازمة مانشاوزن صعباً، ولا توجد علاجات نموذجية له، وبما أن المصابين يرغبون بلعب دور المريض فإنهم غالباً لا يودون طلب العلاج، ورغم ذلك فإن المقاربة اللطيفة مع حفظ ماء الوجه تجعل المصاب يوافق على العلاج من قبل أخصائي الصحة النفسية.
 
ورغم عدم وجود علاجات قياسية للمرض إلا أن العلاج غالباً ما يتركز على إدارة الحالة أكثر من شفائها،  فيتضمن العلاج بشكل عام المعالجة النفسية والاستشارة السلوكية، كما يمكن اقتراح العلاج الأسري عند الإمكان.
 
ويمكن استخدام الأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية الأخرى التي تكون موجودة أيضاً مثل الاكتئاب أو القلق، وفي الحالات الشديدة قد تكون الإقامة المؤقتة في المصحات النفسية ضروريةً.