تزايد أعداد المليونيرات يرفع أسعار منازل سنغافورة إلى «مستويات خرافية»

ارتفعت أسعار العقارات السكنية في سنغافورة إلى مستويات قياسية في الربع الأول نظرا لأن ارتفاع أعداد أصحاب الملايين يزيد الطلب. فيشير تقرير مؤسسة «نايت فرانك» وبنك «سيتي برايفت» الذي صدر نهاية العام الماضي والذي يقارن أسعار العقارات في 36 بلدا حول العالم إلى احتلال سنغافورة المركز الثاني كأغنى سوق سكنية في آسيا بعد هونغ كونغ. 
 
وقد أسهمت زيادة الثروات في هذه الجزيرة إلى ارتفاع أسعار العقارات، حيث ارتفعت نسبة المليونيرات 14 في المائة عن العام الماضي، بحسب دراسة شركة «بوسطن للاستشارات».
 
وتشكل نسبة المليونيرات في المدينة البالغ عدد سكانها 5.3 مليون نسمة نحو 17 في المائة، والتي تعد النسبة الأعلى في العالم، وتتبعها قطر والكويت. وأصبحت بعض المنازل المعروضة للبيع يطلب أصحابها أسعارا خرافية.
 
وعرض تشنغ واي كيونغ، رئيس مجلس إدارة شركة «وينغ تاي هولدنغز»، المنزل الواقع في حزام التسوق بالقرب من طريق أورتشرارد في سنغافورة مقابل رقم قياسي يبلغ 300 مليون دولار سنغافوري (242 مليون دولار)، مؤكدا على حجم الاستفادة التي قد تحصل عليها شركات التطوير العقاري جراء تقسيم هذا الموقع، وذلك حسب لوكالة «بلومبيرغ» الأميركية. 
 
ويقع هذا المنزل البالغ مساحته 85.000 قدم مربع على ربوة في شارع 33 نسيم رود، بالقرب من الحدائق النباتية في المدينة، ويضم منزلا من طابقين، وحماما للسباحة، وملعبا للتنس، بحسب شركة «جونز لانغ لاسال»، وكيل التسويق الوحيد. وكانت أسهم تاي قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها خلال أكثر من ثلاثة أعوام. 
 
ويقول كرامجيت سنغ، رئيس الاستثمارات والعقارات السكنية في «جونز لانغ لاسال» في سنغافورة، في مقابلة هاتفية مع وكالة «بلومبيرغ» الأميركية «هذا النوع من الأصول لا تشهده السوق إلا كل 10 أو 15 سنة أو حتى 20 عاما. المشتري المتوقع لهذا المنزل سيتمكن من إدراك الفرصة».
 
ويقدر سنغ قيمة العقار الواقع في منطقة تضم مقر إقامة المفوض السامي البريطاني وسفارات اليابان وروسيا بنحو 250 إلى 300 مليون دولار سنغافوري. وربما يباع الموقع كقطعتين، وتقام عليهما خمسة منازل. ورفض سنغ التعليق على مالك المنزل عدا القول إن المنزل طرح للبيع بعد تلقى عروض غير ملائمة.
 
من جانبه يقول آلان تشيونغ، مدير الأبحاث والاستشارات في شركة «سافليس للوساطة» في سنغافورة «هذا يفوق قدرة أي شخص، إنه مذهل وأحد أعلى المنازل سعرا في العالم. إنه مبلغ ليس بالهين حتى بالنسبة للأثرياء، ربما يكون أحد مشتريه رجل أعمال هنديا ثريا أو روسيا». 
 
ويتجاوز سعر المنزل المطلوب ثمن منزل كريسبي هيكس إيستيت في دالاس، المدرج للبيع بـ135 مليون دولار، بنحو 79 في المائة، بحسب دوغلاس نيوبي، الوسيط الذي يسوق العقار.
 
ويقع هذا المنزل على مساحة 25 فدانا، ويمتلكه مالك شركة «تكساس رنجرز» توم هيكس، وقد صنف كأغلى عقار في الولايات المتحدة، بحسب تقرير مجلة «تايم» في عدد 31 يناير (كانون الثاني). وقال نيوبي «القيمة الأولية للعقار تقوم على قيمة الأرض. وبالنسبة لعقار سنغافورة فإن قيمة الأرض تتراوح ما بين 150 و200 مليون دولار، ولذا فإن هذا شراء شرعي».
 
وكان أعلى سعر لعقار سكني في سنغافورة قد بلغ 87.5 مليون دولار سنغافوري. ويقع هذا العقار في شارع سويتنهام رود، بحسب جونز لانغ لاسال، ويطل المنزل أيضا على الحديقة النباتية، المتنزه الواقع في وسط المدينة الذي بني قبل 154 عاما. وتمتلك شركة «وينرايت للاستثمار» المنزل الواقع في شارع نسيم رود، بحسب سجلات الملكية التي حصلت عليها «بلومبيرغ نيوز».
 
وتشينغ وزوجته، اللذين أدرجا اسميهما على منزل آخر في نسيم رود، من حملة الأسهم في «وينرايت»، الشركة التي تأسست في مارس (آذار) 1955 «للحفاظ على العقار لأغراض استثمارية طويلة الأجل».
 
ويعمل تشنغ (62 عاما) أيضا مديرا إداريا لشركة وينغ تاي، وهي شركة تطوير عقاري وبيع التجزئة لعلامات تجارية عالمية تضم «أديداس» و«G2000» و«يونيكلو». وقد صعدت أسهم «وينغ تاي» 6.4 في المائة عند الإغلاق في سنغافورة، وهو الارتفاع الأعلى منذ 19 يناير (كانون الثاني) 2010. ويمتلك موكيش أمباني، أغنى رجل في الهند، والذي يحتل المركز الـ28 ضمن مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات في العالم، منزلا من 27 طابقا في مومباي تقدر قيمته بنحو 500 مليون دولار، إضافة إلى ثروته البالغة 22.4 مليار دولار.