كتاب «الحياة الفاخرة في كاليفورنيا» .. يكشف أسرار منازل «نجوم هوليوود»

من أحدث الكتب العقارية التي تنشر في شهر أبريل (نيسان) المقبل كتاب اسمه «الحياة الفاخرة في كاليفورنيا: جولة خاصة» لمؤلفه جون فينتون المهندس المعماري الذي عمل في تصميم وبناء العديد من قصور نجوم هوليوود في كاليفورنيا.
وهو يحكي في الكتاب أسرار هذه العقارات والصعوبات التي واجهها في مراحل البناء والتجهيز، ومشكلات التعامل مع النجوم، بالإضافة إلى خبرة عريضة في تلبية أصعب المطالب العقارية للأثرياء. وهو كتاب فريد يعكس لمحة عن حياة وأسرار النجوم لا يعرفها إلا من دخل هذه العقارات.
ويعترف الكاتب صراحة في بداية الكتاب بأن معظم النجوم لا يحتاجون إلى هذه المساحات الهائلة داخل عقاراتهم الفاخرة؛ بل إن بعضهم لا يقضي في هذه العقارات كثيرا من الوقت لانشغاله في العمل وفي السفر المتواصل.
ويذكر مثال ابنة منظم سباقات السيارات بيرني إيكلستون، واسمها بترا، التي اشترت عقارا ثمنه 85 مليون دولار بمساحة 56 ألف قدم مربعة، وهو من الأكبر حجما بين عقارات لوس أنجليس، ولكنها لا تستخدم منه إلا غرفتين وتقضي معظم وقتها في السرير تشاهد برامج التلفزيون البريطاني. ويقول فينتون إنه كان بإمكانها أن تفعل ذلك بأسلوب أرخص كثيرا من شقة في لندن.
ولكنه يؤكد أن هذه القصور التي ترصع لوس أنجليس تعتبر بمثابة عوالم خاصة لهؤلاء النجوم تحتوي على كل ما يحتاجونه. ولذلك اضطر فينتون إلى تصميم فصل دراسي خاص داخل قصر إيدي ميرفي لتعليم أولاده الذين يتلقون دروسهم في المنزل.
كما يطلب العديد من النجوم تصميم قاعات احتفال داخل قصورهم. ومن الضرورات الأخرى أيضا قاعات السينما الخاصة والمسابح وصالات التريض، وهي تسهيلات يمكن خصم تكاليفها من الضرائب، وفقا للقانون الأميركي.
ويعمل فينتون الآن على بناء أحدث عقارات هوليوود، وهو مشروع لبناء منزل النجم مارك وولبرغ الذي يبدو الآن مجرد هيكل من الإسمنت المسلح تتخلله كابلات الكهرباء، ولكن البناء سوف يكتمل في شهر يوليو (تموز) المقبل، حيث أرسلت الدعوات فعلا لإقامة حفل افتتاح المنزل الجديد.
ويقام المنزل على مساحة ستة أفدنة، وهو يضارع أفخم ما تقدمه المنازل الأخرى المجاورة التي يعرف أصحابها تفاصيل منازل جيرانهم على الرغم من الأسوار التي تحيط بكل عقارات المنطقة.
فبالقرب من القصر الجديد توجد قصور لنجوم آخرين لكل منها سر خاص: الممثل رود ستيوارت يملك قاعة ديسكو تقليدية في منزله بها كرة زجاجية ملونة كتلك التي كانت تظهر في أفلام السبعينات، والممثل صامويل جاكسون يملك قصرا به ملعب غولف خاص، والممثل سيلفستر ستالون يملك قاعة بها أسلحة رامبو التي استخدمها في أفلامه.
ويصف فينتون أبعاد المنزل الجديد ومحتوياته، ولكنه يرفض الدخول في تفاصيل عما إذا كان سوف يحتوي على «غرفة أمان» تستخدم في الطوارئ أم لا. ولكن القصر سوف يحتوي على مكتبة وعلى قاعة سينما ثلاثية الأبعاد.
ويبلغ فينتون من العمر 50 عاما وهو أب لثلاثة أطفال ويدير شركة بناء معماري خاصة به، وهو يشتهر بين نجوم هوليوود بأنه يلتزم بتعاقداته وبالجدول الزمني الذي يضعه لنفسه. وهو يعمل في هذا المجال منذ أن كان طالبا، وأصبح الآن من أشهر مطوري العقار في كاليفورنيا، ويعرفه معظم كبار الفنانين في هوليوود.
وهو يستعرض في كتابه، وعبر 250 صفحة، أسرار العقارات التي كلف ببنائها أو القيام بمشروعات تحديث فيها. ويعتمد أسلوبه المعماري على التبسيط واعتماد الأساليب الحديثة مع العناية بالتفاصيل بغض النظر عن التكلفة.
وهو لا يسمي زبائنه بأسمائهم لأن مشروعاته تتضمن بنودا في الاتفاق تحافظ على سرية هوية أصحاب العقارات، ولكن يمكن التعرف على هوية بعض هؤلاء من الرجوع إلى السجلات الرسمية للملكية في لوس أنجليس وهو سجلات علنية.
ويسرد فينتون في الكتاب بعض الجهود التي يقوم بها لتلبية متطلبات المشروعات التي يقوم بها مثل شراء أخشاب أرضية كلاسيكية من فرنسا أو قطع رخام من إيطاليا. وهو يستعين أحيانا بعمال من خارج أميركا لتنفيذ مشروعات متخصصة.
واضطر فينتون للسفر إلى جزيرة ثاسوس في بحر إيجة من أجل شراء رخام أبيض نقي لتحديث قصر نجم تلفزيوني اسمه سايمون كاول. وتسبب فينتون في أزمة في الرخام الأبيض لأنه اشتري كل المتاح في الجزيرة، وهي نسبة 10 في المائة من إجمالي الإنتاج، لأن النسبة الباقية بها شوائب لا تصلح لمتطلبات قصر كاول.
وهو يخشى عمليات الاحتيال في مجال صناعة البناء خصوصا في ما يتعلق بالتصميمات الكلاسيكية؛ فقد طلب منه أحد زبائنه نافورة تقليدية، وتم استيرادها من أوروبا فعلا، ثم تغير التصميم ورفض العميل استخدام النافورة. وأثناء نقلها مرة أخرى انكسرت حواف النافورة واتضح أنها ليست أصلية وإنما تقليد رخيص وحديث. ولم يعرف الزبون بأمر النافورة المزورة
 
ورغم أنه يعمل في قمة سوق العقار، فإن مرحلة الكساد منذ عام 2008 أثرت كثيرا على أعماله، لدرجة أنه اضطر إلى خفض أسعاره بنسبة 25 في المائة. ولكنه بداية من هذا العام عاد لهيكلية الأسعار المعتادة، في مؤشر إلى عودة النشاط إلى طبيعته تقريبا في سوق العقار الأميركي.
وهو يدير شركة يبلغ دخلها السنوي نحو 60 مليون دولار، وتمتد أعماله الآن من لوس أنجليس إلى موسكو. وهو يعمل على عدة مشاريع روسية يطلب أصحابها بناء استراحات فاخرة (تسمى «داشا») بالقرب من موسكو، تحتوي على بحيرات داخلية وتجهيزات من أحجار خاصة تأتي من الولايات المتحدة. وهو يذكر في الكتاب أنه يسأل زبائنه عن طبيعة نشاطهم ولكنهم يكتفون بعدم الإجابة.
ولكن هل يرفض فينتون القيام بمشروعات معينة؟ يعترف المعماري الأميركي بأن هناك بعض الشخصيات التي يرفض التعامل معها بأي حال. منهم مغن مشهور أصر على طلبه في مشروع عاجل على الرغم من معرفته بخبر وفاة والدته، وممثلة عمل في منزلها لفترات طويلة ولكنها لم تتعرف عليه عندما قابلته في مناسبة اجتماعية.
كما يرفض أيضا التعامل مع تاجر خمور تراكمت عليه ديون حجمها 400 ألف دولار، ولكنه طلب سداد ديونه بزجاجات خمور! زبون آخر طلب منه تهريب قطة نادرة عبر الحدود، ولكنه رفض.
وهو يعترف أن الشخصيات التي يتعامل معها صعبة للغاية ويتوقعون منه أن يكون حاضرا بين الخامسة صباحا ومنتصف الليل. ولكنه تعود على الصعاب منذ صغره، حيث نشأ يتيما بعد أن سلمته والدته إلى ملجأ وهو طفل، ونشأ في عدة منازل لأسر تبنته.