لماذا نحتفل بيوم المرأة العالمي؟

خصص الثامن من مارس ليكون يوما عالمي للمرأة، لكن هل تعلمين سيدتي لماذا نشأ هذا اليوم ولماذا علينا الاحتفال به؟ فهيا نتعرف على تاريخه؟

تم اختيار أول يوم عالمي للمرأة عام 1911، ولكنه كان دولي من الناحية التقنية فقط حين كانت النساء من أربع دول أوروبية يتظاهرن، تقدمت هؤلاء الناشطات على وقتهن وكرسن أنفسهن في التفكير في المساواة الاقتصادية والسياسية للمرأة.
وبدأ هذا اليوم العالمي بصورة فعلية عندما قامت العاملات ببعض الاحتجاجات التي قادتها عاملات نساء تخصصن في صنع الملابس النسائية للحصول على حقوقهن.
ويبدو تناسي العديد علاقة هذا اليوم بحركة حقوق العمل في الولايات المتحدة والحزب الاشتراكي، حيث يرجع ارتباط هذه المناسبة إلى الثامن من مارس عام 1857 عندما قام صناع الملابس في مدينة نيويورك بالاحتجاج على شروط العمل الغير إنسانية ومنها انخفاض الأجور حينها هاجمت الشرطة المتظاهرين لتفريقهم.
إلا أن الحركة استمرت وفي الثامن من مارس عام 1908 عادات آلاف العاملات للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك تحملن في أيديهن قطعا من الخبز بس وباقات من الورود كخطوة رمزية لها دلالتها وعلى غرارها تم إنشاء أول اتحاد عمالي نسائي في العالم.
واخترن لهذه الحركة أسم "خبز وورود" طالبن خلالها بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع وكانت تلك بداية حركة نسائية متحمسة داخل أمريكا خاصة بعد انضمام نساء الطبقة الوسطى إلى موجة طلب  المساواة في الحقوق على رأسها حق الانتخاب ودعا المسؤولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جدول الأعمال اليومي. 
وأصبح يوم سنوي للاحتفال بكل إنجازات النساء على مستوى العالم ، وفي عام 1977 أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعوا دول العالم إلى اعتماد يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة ووقع الاختيار على الثامن من مارس وتحول بذلك رمزا لنضال المرأة تخرج فيه النساء على مستوى العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن.
والآن يمثل يوم المرأة العالمي حركة لكل امرأة وفتاه بغض النظر عن المكان الذي يعيشون به، وهذا العام أصبحت السيدة " مالالايوسفزاي" أصغر مرشحة لجائزة نوبل للسلام لأنها خاطرت بحياتها من أجل قضية تعليم الفتيات على مستوى العالم.
كانت مصدر إلهام لكثيرات من النساء عبر العالم، حيث كانت أصوات الناشطات مثل مالالا طرق شجاعة للفت انتباه العام للنساء والفتيات اللاتي تظلمهن الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي تمنع المرأة من الحصول على حقوقهن كاملة واستغلال إمكاناتهم.
تعالو نأخذ فكرة عن امرأة أخرى تسكن في أفقر منطقة في شمال الهند حيث تدعى شارميلا ديفي التي تتسم بالشجاعة حيث استثمرت الحكومة حالتها الصحية، ونصحوها بعدم الإنجاب، لذلك قررت شارميلا استخدام موانع الحمل بالرغم من عداء حماتها لها فالحماة في الهند لها دور أساسي جدا عند اتخاذ أي قرار بين الزوجين وخاصة فيما يخص الإنجاب.
كانت امرأة شجاعة في قرارها والبحث بنفسها عن المعلومات بالخارج وتحدي حماها وحماتها كوسيلة لتحديد مستقبل بلدها وأطفالها وهذا يعتبر قفزة هائلة للأمام للنساء من جميع أنحاء العالم.
هنا تكمن الحقيقة التي يجب مواجهتها في يوم المرأة العالمي : تمثل القرارات التي تتخذها النساء فيما يخص أسرهن المفتاح لتحسين الحياة في أكثر المجتمعات فقرا.
ويوضح الدليل أنه في العالم النامي تلعب النساء دورا مختلف عن الرجال وهن الأكثر قابلية واستعداد للعناية بصحة أسرهن وتغذيتها، والأشياء التي يحتاجها الأطفال ليصبحوا أشخاص فعالين منتجين ويساهموا في النمو الاقتصادي والاجتماعي في مجتمعاتهم.

ميليندا جاتس التي حاربت من أجل موانع الحمل

في الواقت أوضح البحث أن فرص الأطفال في البقاء على قيد الحياة تزداد بنسبة  20% عندما تتحكم الأم في ميزانية الأسرة، وحتى الآن في العديد من الأماكن نجد النساء وخاصة صغيرات السن لايمتلكن سلطة اتخاذ القرار مما يجعلها غير قادرة على مثل هذا التغيير.
فالعمل على التأكد من أن النساء والفتيات في كل مكان يمكنهن التصرف في شؤنهن ويتطلب ذلك بذل الجهد لإحداث التغيرات اللازمة التي تحدد مستقبلهن على المدى الطويل، وقد صرحت ميلندا جاتس أن تحقق ذلك يرجع إلى استخدامهن لوسائل منع الحمل التي تحتاج إليها كثير من النساء.
ويعتبر الأمر أكثر صعوبة حول قياس التغيرات ومنها مدى ما لديهم من معلومات وقوة أو سلطة على تنظيم أسرهم وفقا لإمكاناتهم وشروطهم، عند محاولة تصور المستقبل نشعر بالتفاؤل لأننا نرى المرأة لاتتوقف وتطالب بالحصول على المعلومات والفرص اللازمة لمواجهة الأعراف الاجتماعية التي لاتسمح لها بذلك.
فكلما ذهبت الناشطات إلى أي مكان تجدن من يقولون لهن "ماذا بوسعي فعله لمساعدتك في رسالتك؟" فملالا وديفي لسن الأبطال الوحيدات في هذا الدور إنما هناك ملايين الأشخاص من الرجال والنساء الذين يؤمنون أن الوقوف بجانب المرأة هو مصدر التقدم لذا عليهن العمل والمبادرة.
لهذه الأهداف علينا الاحتفال بيوم المرأة العالمي لأنه فرصة عظيمة لذكر كل نجاحات النساء اللاتي استطعن بالعمل والكفاح تقديم شيء فعال لرفع مكانة المرأة والأسرة كلها على مستوى العالم من أعمال خيرية وعلمية، ليس الهدف الاحتفال فقط إنما العمل على خلق شيء له معنى وقيمة للمرأة والفتيات.