في ظل عدم وجود «موديل» أعلانات سعوديون .. وكالات الإعلان السعودية تلجأ إلى «التحايل»

تكابد الشركات العاملة في مجال الاعلانات التلفزيونية الموجهة للمستهلك في السعودية، من ندرة وجود «الموديل» الملائم، الذي يقدم السلعة أو الخدمة، فالاعلانات التي تظهر على الشاشة يقف وراءها كم هائل من المصاعب، اهمها ايجاد الموديل أو الممثل السعودي أو الممثلة السعودية، لمخاطبة المستهلك المستهدف بلغته.
قلة عدد الممثلين السعوديين في الاعلانات، جعلت تلك الوكالات تستعين بممثلين عرب يتحدثون بلهجة سعودية ويظهرون بمظهر المواطن المحلي لايصال الرسالة الاعلانية، بل نقلت التصوير الى خارج المملكة لوجود الاستوديوهات والتقنيات المطلوبة، الى جانب المخرجين وفنيي التصوير والمنتجين في تلك الدول.


ويرى نجيب حريبي مدير التسويق في شركة المنتجات الحديثة، وهي واحدة من أكبر الشركات السعودية المعلنة، بقوله «عادة ما يتم تصوير الإعلان في الخارج مثل دبي وبيروت ومصر، وأخيرا جنوب أفريقيا، لأن بعضها ذات باع طويل في صناعة الإعلان، فجميع عناصر الإعلان متوفرة بدءا من المخرج ووصولا إلى الموديل وبأسعار معقولة».

والبحث عن الموديل السعودي يعتبر رحلة شاقة، فهو تحتاج إلى حمل حقيبة المعلن والخبير الإعلاني ليصل إلى البلد المناسب للتصوير، من أجل التأكد من مطابقة الموديل المواصفات والملامح السعودية، وعادة ما تحمل الحقيبة ثوبا وشماغا مناسبين لطول وحجم الموديل.

ويعلق حريبي، «لا بد من خلق الربط بين الإعلان والمشاهد، لذلك يجب أن يلتحم الاثنان معا، ومن الطبيعي أن يحدث هذا إذا تقبل المشاهد الإعلان بشكل عام ووصولا إلى تفاصيله الدقيقة، ويركز المشاهد بشكل كبير على اللهجة وشكل الموديل أكثر من الإعلان، هذا مع تكرار مشاهدته له، ويجب ألا ننسى أن المشاهد ذكي». ويضيف، «نتجول مع شركة الإعلان بين وكالات التمثيل agency التي توفر عددا كبيرا من الممثلين، فتلك الوكالات صارت تبحث عن شباب ذي ملامح سعودية، ويزيد سعر البعض إذا أتقن اللهجة السعودية، وهذا ما حصل معنا في إعلان عائلة أبو فواز، فهي عائلة سورية». وحول إجراء اختبار لهؤلاء يقول: «عادة هم محترفون وبعضهم متخرجون من أكاديمية للتمثيل، على عكس الموديل السعودي الذين ظهروا أخيرا».

وهذا ما حدث مع الحريبي في احتكار امرأة سعودية لإعلان مسحوق غسيل «بونكس» يقول «أجادت زكية التمثيل في الإعلان، وهذا ما جعلنا نحتكرها لصالح إعلانات الشركة، وهذا سبب ارتفاع سعر أجرها عن الأخريات».

وعقب الانتهاء من تصوير الإعلان، هناك شوط إضافي آخر بإضافة صوت سعودي بطريقة محاكاة الشفاه، وهذا يتم عن طريق مؤسسات صوتية سعودية، كما يخبرنا يوسف طالب مدير عام شركة «ود» للإنتاج الفني،« بسبب عدم وجود وكالات توفر الممثلين في السعودية، فإنه يتطلب أن نوفر أقلها أصواتا سعودية، ويحاول الموظفون في المؤسسة عن طريق الأصدقاء والمعارف تشجيع الشباب والفتيات السعوديين أو من يتقن اللهجة السعودية أن يسجلوا باصواتهم»، وحول اجر تلك الأصوات يقول طالب: «إذا كانت المرة الأولى فإنها تتراوح بين 500 ريال إلى ألف ريال، أما إذا كانوا خبراء كالمذيعين، فإنها تصل إلى 3 آلاف ريال أو أكثر». وعن المشكلة التي تواجههم يقول، «أكثر هؤلاء من أصحاب الحناجر الإعلانية لا يلتزمون بالوقت فهو عندهم من باب التسلية والترفيه».

وأحيانا يضطر طالب توفير الموديل السعودي أوالسعودية لشركة إعلان ما يقول «إذا لم يجد المعلن الشخص المناسب ذا الملامح السعودية، فانه يضطر إلى البحث عن شاب سعودي أو مقيم في السعودية يجيد اللهجة السعودية جيدا، ونحن نحاول البحث عنهم وتشجيعهم، وبصراحة هناك تجاوب من الشباب والفتيات».

ويرى انه يعود إلى الإغراءات المالية، التي تصل إلى 5 آلاف ريال، والشهرة التي يبحث عنها الشباب، فصورته تملأ وسائل الإعلام ويقول «نشترط على الموديل السعودية الموافقة من ولي الأمر ولا مانع أبدا من اصطحابهم في موقع التصوير حتى لو كان في الخارج، وهذا يكلف الكثير لذلك يفضل الكثير من المعلنين اختصار الطريق والرضا بالموديل غير السعودي».

وتتفق معه إيمان بكر يونس صاحبة وكالة دعاية وإعلان moon production حول عدم التزام الموديل السعودي بالوقت، على الرغم من أهميته كثيرا، وتقول «ليس لديهم ثقافة ووعي كافيان بتفاصيل الإعلان، فمن باب التسلية يوافقون على التمثيل ليس أكثر».

وإيمان يونس أضافت إلى مؤسستها التي كانت بمثابة production house مهمة الـagency لأن هدفها كما تقول «صناعة إعلان سعودية 100%». وحول أسعار الموديل السعودي تقول «يختلف حسب المادة الإعلانية والقدرة على التمثيل، في الراديو يتراوح بين 300 ريال إلى ألف ريال، أما في التلفزيون فيتراوح بين 3 آلاف ليصل إلى 7 آلاف ريال، أما في الفوتوغرافيك فيصل إلى ألف ريال».

ويشاركها قصورة الخطيب صاحب وكالة للدعاية والإعلان full stop ذات الهدف في صناعة إعلان سعودي مهما كانت الصعوبات ويقول «تحقيق الهدف يعني النجاح، ولأحققه سأجد صعوبات، ولكن هناك شباب وفتيات لا مانع لديهم من التمثيل في الإعلان، والشيء الجميل أنني صرت أصور الإعلان كله في السعودية بطاقم عمل سعودي».

اضافة الى ذلك هناك بعض الشركات المعلنة توفر الموديل عن طريق تشجيع موظفيها لخوض هذه التجربة وذلك بعلاوة في المهنة وزيادة الراتب، إضافة إلى أجره الخاص وأحيانا كما يقول الخطيب «يوافق الموظف للتمثيل من باب الودية أي إرضاء للإدارة فقط».