بأسعار نارية .. أحذية للمصممة الأفريقية يوروماي

«بداخل كل واحدة منا إيميلدا ماركوس»، هذا ما قالته ماي لامور بابتسامة عريضة ونحن نجلس في بهو فندق «لوموريس» الذي كان يحتضن معرضا للاكسسوارات كعادته كل سنة خلال اسبوع الموضة بباريس. وتتابع: «لا يمكن ان أتصور امرأة تصرف الكثير من الأموال على ازيائها وتزين جيدها ومعصمها بالمجوهرات الفخمة، ولا تحب أن تولي نفس الاهتمام لحذائها. فهذا الأخير بالنسبة لي يجب ان يكون بأهمية أية قطعة مجوهرات أخرى، تشعرها بالزهو والتميز».


والحقيقة ان خامات وتصميمات الاحذية، التي تجود بها قريحة هذه المصممة الأفريقية الأصل، ناهيك عن أسعارها النارية، تجعلها بمثابة تحف فنية.

علاقة ماي بالأحذية تعود إلى مرحلة الطفولة حين كانت تسمع قصصا عجيبة تلهب خيالها عن جدتها التي كانت تلبس صنادل مصنوعة من قطع ذهبية ترصعها الأحجار الكريمة في مسقط رأسها بانغاسو، الواقعة على ضفاف نهر الأوبانغي بجمهورية افريقيا الوسطى، حيث كان والدها يمتلك مزرعة بن.

القصص عن جدتها لم تكن هي الوحيدة التي أثرت مخيلة الطفلة الصغيرة، فقد كانت هناك حكايات لا تقل إبهارا عن عهد السلاطين وأمجادهم، تسمعها مشدوهة في أمسيات السمر المقمرة.

كل هذا حفر في مخيلتها الكثير من الصور، التي أسقطتها على عالم غني ومترف، وترجمتها من خلال الاكسسوارات. لكنها في فرنسا، حيث أرسلها والدها وهي صغيرة للدراسة، اكتسبت القدرة على الانتباه إلى التفاصيل ثم على خبايا الموضة العالمية، التي عشقتها. بعد تخرجها عملت مديرة محل ثم مستشارة لتطوير تشكيلات الأزياء، لكنها في قرارة نفسها كانت تعرف أن ضعفها يكمن في الأحذية: «في تلك الفترة بدأت باقتنائها فقط، وظل هذا الاهتمام مقتصرا على تجميعها ودراستها بحكم عملي في عدة متاحف فنية بباريس». لكنها سرعان ما حصلت على عمل كمستشارة للملابس الجاهزة بميلانو قبل ان تعمل لمدة ست سنوات مصممة فنية لأحذية نسائية لماركات اميركية ويابانية.

 تصميمات ماي لامور تنقل سخونة أفريقيا إلى باريسولا شك ان التجربة الأخيرة هي التي حفزتها على التخصص في مجال اكسسوارات في مستوى «الهوت كوتير». تقول: «هذه التجربة أكدت لي ان الأقدام لا تزال متجاهلة من قبل المصممين، ولا تحظى بالأهمية التي تستحقها». في رأيها كان هذا الاهتمام يجب ان يأخذ اشكالا فنية، وخامات غنية بما في ذلك الفرو واستعمال الذهب والأحجار الكريمة مثل الماس، فضلا عن استعمال تقنية النحت في كعوبها، الأمر الذي يبرر اسعارها التي تصل إلى 63.000 يورو. أما من ناحية التصميم، فتفسره ماي بـ: «إنه لقاء الحسية والإحساس وجاذبيتهما التي لا تقاوم، وهذا ما تفهمه المرأة خصوصا إذا كانت تصمم لامرأة غيرها. فالأقدام تستحق هي الأخرى نفس التقدير والحب اللذين كانا، إلى عهد قريب، مخصصين لأجزاء اخرى من جسمها».