حفزي طفلك على تناول الغذاء الصحي وإليك الطرق

ليس الوقت مبكرا أو متأخرا لتبدئي تعليم طفلك كيف يميل إلى الأطعمة الصحية لتكون أفضل اختياراته، فهناك المزيد والمزيد من الدراسات بأن العادات الجيدة لتناول الطعام في مرحلة الطفولة يمتد أثرها الإيجابي في جميع مراحل حياة الفرد القادمة، لذلك هنا أفضل الطرق لتحفزي أطفالك على اكتساب عادات الطعام الصحية.
1- كوني أمامه مثالا يحتذى به:
لا تؤتي طريقة فرض التعليمات ثمارها مع الأطفال خاصة هذه الأيام مع وجود انفتاح واستقلالية لهم في اختياراتهم، إنما خير طريقة للتعليم هي أن يكون الوالدان نموذجاً جيداً أمام الطفل؛ لأنهما يمثلان له المثل الأعلى، فعندما يراكما تأكلان طعاماً صحياً سوف يكتسب منكما ذلك ويقلده حتى في عدم وجودكما.
2- اصحبيه معك عند التسوق:
رغم أن محل البقالة يعتبر مكاناً كبيراً جدا لتعليم الطفل، فإنك عندما تسمحين له بانتقاء فاكهة جديدة أو خضر يجعله ذلك أكثر ميلا للمحاولة وتكرارها وبهذا أنت تعلمينه كيف يفرق بين الأنواع الطازجة وغير الطازجة والفرق بين الثمار الطبيعية الجميلة الجذابة والطعام المعلب.
3- لابد أن يكون الطعام لذيذاً:
كوني واقعية فيما سيتناوله طفلك وخاصة عندما يتعلق الأمر بالنكهة والقوام؛ لأن الأطفال يحبون الطعام ذا المذاق اللذيذ، فحاولي إضافة بعض اللمسات المنكهة مثل بعض الخضروات والتوابل للطعام حتى تضفي عليه لفتة شهية جذابة، مثل وضع بعض من شرائح الجزر إلى السلطة.
4- ابحثي عن بعض المتعة:
يعشق الأطفال من كل الأعمار المرح والمتعة في كل شيء، لذلك اجعلي تجربة نوع جديد من الطعام مثل المغامرة، اللعبة أو كتجربة مثيرة لتكوني متأكدة من جذب انتباههم بطريقة غير مشتتة.
ويمكن تطبيق هذه الطريقة أيضا عندما تريدينهم أن يجربوا نوع طعام هم كارهون له، واحرصي أن تتجنبي استخدام العقاب إذا لم يتناولوا طعامهم.
5- اسمحي لهم بمساعدتك:
اسمحي لطفلك بمساعدتك في إعداد الوجبات، فهذا يجذبهم أكثر لتناول الأطعمة التي اشتركوا في إعدادها ليتذوقوا صنع أيديهم، كما أنها طريقة مرحة تقوي الصلة بين الطفل والطعام وبينه وبين أمه أيضا.
6- حاولي وحاولي مرة أخرى بدون ملل:
نسمع دائما حكم تخبرنا بأن لا نستسلم لليأس ونحاول مرارا وتكرارا حتى نحقق النجاح، وهذا ينطبق أيضا على تشجيع الطفل على تناول الطعام الصحي، حيث ينصح خبراء نمو الطفل ويوضحون أن الطفل بحاجة إلى رؤية طعام جديد لمرات عديدة، لكن إذا تحلى الوالدان بالصبر والثبات سيتناول الطفل الطعام في النهاية.
7- كوني ذكية في طريقة التقديم:
كوني دائما عميقة التفكير فيما تشترينه وموعد شرائه وعندما تقدمين له الوجبات الخفيفة لأن هذا هو ما سيعتاد الطفل على تناوله، المهم أن لا تتوسلي إليه في تناول نوع معين من الطعام إذا لم يجربه من قبل، وإذا كان الوقت غير مناسب فالأفضل أن تتخيري الأوقات السعيدة لتكون نقطة البدء عند تقديم صنف جديد من الطعام.
8- اجعلي المهمة خفيفة:
اجعلي المزاج الذي يتناول فيه الطفل طعامه أفضل بكثير من بذل المحاولات لإقناعه بتناوله، فعندما يبدأ الأطفال الصغار في تأكيد استقلالهم، يصبح الطعام غالبا مثل مصدر أساسي للمساومة في رحلة الوالدين مع الطفل.
فلا تستغلي سلطتك في فرض الطعام على طفلك وجربي المناقشات السلمية لجذب الطفل على تناول أطعمة صحية جدا مثل البروكولي، من خلال قيام أفراد الأسرة بتناوله والتحدث عنه معا بصورة إيجابية وبذلك أنت تجذبينه بطريقة غير مباشرة.
9- كوني مرنة:
تذكري أن الاعتدال في أي شيء هو وسيلة مناسبة، لكن هذا لا ينطبق في حالة تناول الأطعمة الغير صحية، إنما تناول واحدة من الحلوى كل يوم مع الطعام الصحي بتوازن هو ممارسة جيدة معتدلة.
فبينما نريد لأبنائنا تناول أفضل الأطعمة الصحية فلا ضرر من منحهم الحرية لتناول ما يحبونه مرة كل أسبوع او حتى مرة في اليوم، وهذا سيجعل تجربة الطعام أكثر إمتاعا وسوف تساعد الطفل على بناء علاقة جيدة بينه وبين الطعام.
10- اجعلي وقت تناول الطعام خاصا:
توجد أنواع كثيرة من الأشياء الممتعة التي تمنح وقت تناول الطعام سحرا خاصا، فأولا وقبل كل شيء اجعليه يجلس ويستمتع بتناول الطعام، ويجب أن يكون لديه مساحة من الوقت ليتذوقه جيدا فلا يجب أبدا أن يأكل الأطفال وهم سائرين أو يعملون.
نفهم أنه من الصعب جعل الطفل يجلس عند تناول طعامه وخاصة الأطفال الصغار، وفي هذه الحالة يمكن السماح له بالوقوف مرة أو مرتين بينما نشجعه على الجلوس على الطاولة. 
وبالنسبة للأطفال القادرين على فهم ما نقوله لهم عليك توضيح فكرة أن وقت تناول الوجبات له مكانة خاصة وهامة للأسرة كلها لأنها فرصة للتجمع والتحاور معا.
كما يمكن أن نجعل لوجبة العشاء طقوساً تضفي عليها طابع ومهمة خاصة كأن نقترح على الطفل أن يشارك في التحضير والتخطيط له، كما يجلس ويضع فوطة الطعام والشموع لأنها ليست للكبار فقط حيث تضفي على الوجبة طابعاً من الهدوء، مع الحرص على عدم فتح مجادلات أو حوارات بها شد وجذب على الطاولة.
11- لا تستخدمي الطعام كوسيلة للمكافأة، الرشوة أو العقاب:
احذري عزيزتي الأم أن تجعلي الطعام شيئاً له مقابل سواء كان هذا المقابل سلبياً أو إيجابياً، فلا يجب أن تخبري طفلك إذا تناولت طعامك كاملا سوف آخذك إلى الحديقة أو أشتري لك شيئاً ما، أو تقولين له إذا لم تتناول الطعام سوف أضربك أو أمنع عنك أي شيء تحبه مثل اللعب أو مشاهدة التلفاز؛ فكلها وسائل خاطئة تزرع داخل الطفل سمات شخصية سلبية ومنها:
- التعلم بأن لا يفعل شيئاً أو يقدم خدمة لأحد إلا إذا كان من ورائها مقابل.
- التنازل عن ما يحب مقابل الرشوة.
- عمل شيء يكرهه في سبيل الحصول على شيء يحبه.
- فقدان أهمية الطعام.
- خلق علاقة سلبية بين الوالدين وطفلهما.
12- أحبي واقبلي طفلك مهما كان أو حدث:
على كل أب وأم حب ابنهما مهما كان حجمه أو وزنه أو شكله، لأن النمو خلال فترة الطفولة شيء غير متوقع فقد يتحول الطفل النحيف إلى سمين والعكس.
لوجود الكثير من وسائل الضغط المجتمعي التي تحفز على النحافة، وربما تحاولين وضع طفلك على نظام غذائي معين خلال فترة نموه وهذا بالطبع غير صحي ولن يساعده، ويمكن أن يسبب له اضطراب ومشكلات نفسية وجسدية.
وبدلا من ذلك ساعديه في الحفاظ على وزنه حتى يصبح متناسقاً مع ارتفاعه، من خلال تعلميه العادات الجيدة الصحية وتشجيعه على أن يكون طفلاً نشيطاً يمارس الرياضة وأنشطة بها حركة تخرج ما به من طاقة كامنة.
13- تأكدي من تناول طفلك وجبة الإفطار:
تعتبر وجبة الإفطار أهم وجبة باليوم كله لأنها يمكن أن تتضمن أكبر قدر من الطعام، لذلك يجب أن تعلمي طفلك أهميتها وتحرصي على أن يتناولها كل يوم، فبعد قضاء 10 أو 12 ساعة بدون طعام أثناء النوم في الليل يجب إعادة شحن الجسم بالطاقة وبالطبع سيكون هذا في طعام الإفطار، فإذا لم يحصل الطفل عليها في الصباح سوف يصاب بحالة من الإرهاق وعدم القدرة على التركيز في المدرسة قبل أن يأتي موعد الغداء.
من الضروري أن يبدأ الطفل في عملية الأيض منذ الصباح حتى لا يدخل جسمه في حالة الجوع التي ستسبب له فيما بعد صعوبة في الحفاظ على وزن الجسم، ويجب أن تشتمل وجبة الإفطار على البروتين، بعض الدهون الصحية والكربوهيدرات ويفضل الحبوب الكاملة والفيتامينات والمعادن.