الجمال تقدم حقائق بالأرقام حول أخطر انواع الإدمان.. التدخين

التدخينن يحدث ضيقاً فى الشرايين فيصبح القلب حينها حساساً لرفات قاتلة، وبالتالى يتعرض الانسان للموت المفاجىء.
التدخينن يحدث ضيقاً فى الشرايين فيصبح القلب حينها حساساً لرفات قاتلة، وبالتالى يتعرض الانسان للموت المفاجىء.

4000 مادة سامة فى السيجارة الواحدة!!
التدخين أو " الموت البطىء" مشكلة من أبرز مشاكل العصر، كيف لا وقد باتت السيجارة أو النرجيلة موضة يتباهى بها من يشربها، فمن نرجيلة المعسل (موضة اليوم) إلى التنباك والنكهة إلى السيجارة بالعلبة الحمراء او البيضاء، الكرتون او الورق، أو السيجارة الرفيعة: النتيجة واحدة.


 فبعد أعوام معدودة امراض بالجملة أصغرها التهاب الرئة المزمن، وأكبرها الذبحات القلبية أو سرطانات قد تصيب الرئتين أو الفم أو الحلق أو المرىء أو المبولة او الرحم.

 وإذا كانت مخاطر التدخين تؤثر على المدخن، وقد تعرضه للموت المفاجىء تبعاً لكمية السجاير التى يرتشفها، فإن هذه المخاطر ليست أقل عند أولئك الذين يتعرضون لشم رائحة الدخان، لابل أكثر، فكيف إذا من يشتم الدخان هو أحد أطفالنا؟ وإذا كانت الإحصاءات تشير الى أن هناك نحو 3000 مدخن جديد يومياً فى امريكا فقط، و ½ مليون مدخن يموتون سنوياً، فكيف هو الحال فى عالمنا العربى؟ للإضاءة على مضار التدخين، مسبباته وسبل التخلص منه، إليك هذا الحوار مع الدكتور إيهاب جيزى اختصاصى فى أمراض الجهاز التنفسى والعناية الفائقة للتعريف بمشكلة التدخين:

كيف يؤثر التدخين على الصحة؟
تشير الإحصاءات إلى أن نصف المدخنين سيموتون من جراء التدخين، وأن من بين كل 100 مدخن سيموت 50 مدخناً من جراء هذه العادة القاتلة، وإن الذين يدخنون قبل أن يبلغوا عمر الـ 15 سنة، لديهم نسبة وفاة أربعة أضعاف أكثر من الذين يدخنون بعد عمر الـ 25 سنة.

وأذكر أن ½ مليون شخص يموتون سنوياً من جراء التدخين فى أمريكا وحدها، فكيف فى بقية أنحاء العالم؟

وهل هناك علاقة بين " الموت المتوقع" وكمية الدخان التى يرتشفها المدخن؟
فى دراسة أجرتها الـ American Cancer Society على مليون و 200 ألف رجل وامرأة من المدخنين، تبين أن الذى يدخن بين سيجارة واحدة و 20 سيجارة فى اليوم، يتعرض للوفاة بنسبة 222% أكثر من الذى لا يدخن، وإن الذى يدخن فوق الـ 20 سيجارة لدية نسبة 243% وفاة أكثر، أى ضعف ونصف الذى لا يدخن. وأن الذى يبدأ التدخين فى سن الـ 25 سنة ومافوق تقل سنوات حياته نسبة 25%.

كيف تفصل لنا تأثير الدخان على جسم الإنسان وأعضائه، وهل هناك فرق بين مدخن السيجارة والنرجيلة؟
الدخان هو إدمان على النيكوتين كإدمان المرء على المخدرات، السيجارة الواحدة تحوى أكثر من 4000 مادة سامة، 40% منها مسببة للسرطان ومن هذه المواد: النيكوتين، التار، السلفر، الراديكالز ومواد كبريتية وكربونية، وهذه المواد هى نفسها موجودة فى التنباك.

 وإن كل " رأس نرجيلة" يعادل تقريباً علبة سجائر واحدة، إنما النرجيلة فيها مياه وخرطوم، وهذه الأمور قد تخفف قليلاً من تأثير المواد التى ذكرتها.

 وبالطبع، إن العامل الأساسى فى حدوث المرض هو كمية السجائر التى يدخنها المرء، والمدة الزمنية التى استمر فيها بالتدخين فضلاً عن الكمية التى يستنشقها وهو يدخن.

ماذا عن تأثير التدخين على الرئتين؟
التدخين بالدرجة الأولى يؤثر على القصبات الهوائية الصغيرة والكبيرة، وعلى مناطق الرئة المتقدمة التى يلتقى فيها الأوكسجين وعلى شرايين الرئة الرفيعة والدفاعات الموجودة فيها، فهو يستطيع ان يشل عمل الشعيرات التى تمنع دخول الميكروبات الى جسم الانسان، من هنا نلاحظ ان المدخن هو أكثر عرضة للرشح والتهاب الرئة المزمن لأن ليس لدى المدخن دفاعات فى القصبة الهوائية.

فى العادة يخسر الانسان 50 سم مكعباً من أصل 6000 تعبئها الرئة فى السنة الواحدة، أما المدخن فيخسر نحو 150 سم مكعباً الى 200، لأن الهواء لا يدخل الى الرئتين بشكل جيد، لذلك ومع الوقت، يصبح نفس المدخن أقصر لأن سرعة وظيفة الرئة تتناقص.

ووفقاً للإحصاءات هناك 160 شخصاً يتعرضون لسرطان الرئة فى أمريكا، ولايزال هذا النوع من السرطان هو الأول بين الرجال والنساء، وهو يصيب الذى يدخن علبتى سجائر مرتين أكثر من ذاك الذى يدخن علبة واحدة.

هل هناك فرق بين سيجارة الـ Low tar والدخان بالعلبة البيضاء أو الحمراء الطويل أو القصير أو الرفيع .. ؟
هناك فرق بين سيجارة تحتوى على نسبة " نيكوتين " أو " تار" أكثر أو أقل، ولكنه فرق لا يذكر. ومدخنو النوعين يتعرضون لـ " برانشيت " مزمن ولمشاكل فى الرئتين.

من من المدخنيين هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان؟
أكثرهم عرضة هم الذين أصيب أهلهم بالسرطان، فإذا كان الأب من المدخنين وأصيب بالسرطان فسيكون احتمال إصابة الابن به عالية جداً، كذلك اولئك الذين يعملون فى أماكن فيها مواد تسبب السرطان. مع الإشارة الى أن التدخين يسبب ليس فقط سرطان الرئة، وإنما أيضا سرطان الحلق والمرىء والفم والمبولة والبنكرياس والمعدة والرحم.

ومامدى تأثيره على القلب والشرايين؟
المدخنون يتعرضون لذبحات قلبية أربعة أضعاف من غير المدخنين، وكذلك للموت المفاجىء والذبحات المتكررة. ومشاكل القلب عند المدخنين لها علاقة بعدد سنوات التدخين، وكمية الدخان التى يستنشقها المدخن.

 ذلك لأن التدخينن يحدث ضيقاً فى الشرايين فيصبح القلب حينها حساساً لرفات قاتلة، وبالتالى يتعرض الانسان للموت المفاجىء.

وبالنسبة للسكتة الدماغية " الجلطة " فإن المدخنين يتعرضون لها 4 مرات أكثر من غير المدخنين، لأن الدخان يؤثر على شرايين الرأس تماماً كما يؤثر على معظم الشرايين فى الجسم، ويؤدى الى انسدادها لا سيما فى القدمين، وقد يحدث فيها تقرحات.

ماهى آثار التدخين على المرأة الحامل وطفلها؟
من المعروف أن الأطفال الذين يولدون من امرأة كانت تدخن أثناء فترة الحمل يكونون أصغر وأقصر، أى أقل بـ 200 جرام كوزن، وـ 1 سم كطول، وإن المرأة التى تدخن قد تتعرض للإجهاض ، كما يمكن أن يتعرض أطفالها لإصابة القصبات الهوائية او Bronchite المتكرر وللإلتهابات فى الرئة وضيق فى القصبات الهوائية. ومن جهة اخرى لا يؤثر التدخين على الطفل الذى يرضع من حليب امه.

هل تأثير الدخان على الأطفال هو أكثر من الكبار؟
طبعاً، وهذا ناجم عن طبيعة جسم الطفل المؤهل لأن يتعرض لإصابة القصبات الهوائية او Bronchite المزمن والرشح، وعندما يكبر الى السرطان والذبحات القلبية فيما لو استمر استنشاقه لسجائر والديه.

ماهى المسببات التى تدفع الانسان نحو التدخين؟
المسببات كثيرة أبرزها: المحيط العائلى والوضع الاجتماعى، فإذا كان احد أفراد العائلة يدخن، أو أحد الأصدقاء فيمكن أن يبدأ الشاب أو الفتاة بالتدخين، وأيضا إذا كان أحدهم يعانى من مشاكل ما مع العائلة والأصدقاء أو كالرسوب فى المدرسة. وقد يستمر هذا الشاب أو الفتاة بالتدخين.

التدخين فى أرقام
بدأت مشكلة التدخين تظهر للعيان فى العام 1965، عندما أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية تقرير الـ Surgeon General والذى يتناول علاقة التدخين بالأمراض، وبعدما تبين أن الدخان هو المسبب الأول للموت القابل للمنع، وإذا نظرنا فى نسبة الرجال المدخنين فى ذاك العام نجدها 52% لتصبح فى العام 1992، 28% بينما كانت النسبة عند النساء اللواتى يدخن 34% وتراجعت الى 24% وتشير الاحصائيات فى أمريكا الى أن هناك يومياً 3000 مدخن جديد. وإن كلفة الطبابة من جراء التدخين هى 50 بليون دولار، وانه بغياب هؤلاء عن العمل من جراء الوعكات الصحية التى يتعرضون لها بسبب التدخين تزيد التكلفة الى 75 بليون دولار.

40 الف متوف سنوياً تعرضوا للتدخين الثانوى
عن مضار التدخين بالنسبة للأشخاص الذين يجلسون الى جانب المدخنين أو الـ Passive Smokers يقول د. الجيزى، إن الضرر لديهم أكبر.

ذلك لأن التدخين قسمان: " الرشفة " التى يرتشفها المدخن الرئيسى Main Stream ورشفة المدخن الثانوى Side Stream والأخيرة هى الأكثر خطورة لأنها تدخل مباشرة الى جسمنا عبر حاسة الشم، بينما عندما يرتشف المدخن سيجارته قد لا تدخل بعض المواد السامة.

فمثلاً، المرأة التى تجلس فى المنزل مع زوج يدخن باستمرار لديها احتمال مضاعف لأن تصاب بالسرطان مقارنة مع امرأة زوجها لا يدخن، أما الرجل الذى يشم دخان زوجته المدخنة باستمرار فهو معرض للذبحات القلبية أكثر من الذى يجالس زوجته غير المدخنة.

وتذكر الاحصاءات أن 40 ألف حالة وفاة تحصل سنوياً لأشخاص تعرضوا لاستنشاق دخان السيجارة عن طريق مجالسة مدخنين.

التوقف عن التدخين
التدخين هو حاجة الجسم للنيكوتين اولاً، وعادة حمل السيجارة بين الإصبعين ثانياً، وللامتناع عنه يجب تعويض الجسم عن حاجته من النيكوتين عبر اعطائه جرعات منها تخفف نسبتها تدريجياً ( كاللصقات، السبراى، العلكة) وتغيير بعض العادات اليومية كشرب القهوة أو غيرها من الأمور التى تحمس على " السيجارة" وهناك أيضا التنويم المغناطيسى.

 ولكن كل البرامج التى أعدت للمساعدة فى التوقف عن التدخين تنجح بنسبة تتراوح بين الـ 20 و الـ 40 %، وقد يفشل المدخن أول مرة ويعاود التدخين.

إنما الفشل ليس المشكلة فليس كل من توقف عن التدخين نجح من المرة الأولى، وإذا تم التوقف عن التدخين قبل عمر الـ 50 سنة يخفف احتمال الإصابة بالموت المفاجىء والذبحات القلبية والجلطات، ويمكن للرئة أن تعود خلال فترة سنة الى 3 سنوات الى وظيفتها الطبيعية، وكل ذلك يرجع الى كمية الدخان التى دخنها الانسان، أما إصابته بمرض السرطان فتخف نسبتها 70% بعد توقيفه الدخان بنحو 10 سنوات.

من هنا، أهمية أن تحث المرء على التوقف الفورى عن الدخان عبر التوعية الإعلامية والمدرسية وعدم السماح لمن هم دون الـ 18 سنة بالبدء بالتدخين.