600 نوع من «ملكة الفواكه» .. تعرض في مهرجان المانجو بالهند

إنه موسم المانجو، حيث تشهد العاصمة الهندية دلهي المهرجان الرابع والعشرين للمانجو الذي يأتي في إطار مبادرة لتنشيط السياحة في دلهي، من أجل تقديم أنواع مختلفة من المانجو من مختلف أنحاء البلاد في مكان واحد. 
لقد كان مهرجانا لا ينسى بالنسبة لمحبي المانجو في دلهي، الذين تمكنوا من تذوق نكهات 600 نوع من «ملكة الفواكه» خلال المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام. 
ويضم المهرجان مختلف الأنواع بداية بإحدى الأنواع التي أطلق عليها اسم لاعب الكريكيت الباكستاني، شهيد أفريدي، انتهاء بالنوع الذي أطلق عليه اسم لاعب مصارعة المعصم المحترف، كالي الأكبر، وصف مزارعو المانجو مجموعة من الأنواع الجديدة من بينها نوع سمي «ليلى والمجنون» تقديرا لهما.
وإجلالا لرئيس الوزراء الراحل راجيف غاندي، أطلق أحد مزارعي المانجو اسم «شارانبور راجيف» على النوع الذي يقدمه. ويزرع حافظ أفران خام مانجو «شهيد أفريدي» ذات اللون الضارب إلى الحمرة.
ويقول حافظ إن هذا النوع يتوافق مع السلوك الغاضب الذي ينتهجه لاعب الكريكيت الباكستاني، بينما يقدم طارق مصطفى من المنطقة نفسها مانجو أطلق عليها اسم «خالي مهابالي» تزن الواحدة منها 2 كغم وقد سميت بهذا الاسم لوزنها. 
وكان من أبرز الفعاليات في ذلك المهرجان بيع المانجو الطازج ومنتجاتها مثل؛ المخلل، وصلصة التشاتني، والفطائر، والعصير، والقرع، والمربى وما إلى ذلك. وانشغل الأطفال بمسابقات المانجو ومسابقة كتابة شعار المانجو. 
وجذبت مسابقة أكل المانجو سيدات كثيرات في المهرجان، حيث التهمت أكثر من ثلاثين امرأة أكبر عدد استطعن تناوله من ثمرات المانجو في ثلاث دقائق، وغطيت وجوههن ببذور المانجو واستمتعن بكل نقطة من ثمرة المانجو. كانت بعض المتسابقات من كبار السن، لكنهن لم يستطعن مقاومة التحدي «الإدماني» والمرح. 
وتشارك سونيتا بيسواس، اختصاصية تجميل، في المسابقات للمرة العاشرة على التوالي، وفازت بالمسابقة ثلاث مرات. 
وتقول سونيتا: «أنا أحب المانجو ولا يمكنني مقاومة رائحتها الحلوة. من الممتع المشاركة في المسابقة». وتعشق سونيتا المانجو إلى حد مشاركتها في منافسة أخرى تقوم خلالها بمعرفة نوع المانجو عن طريق حاسة الشم، وقد نجحت في التعرف على الأنواع جميعها. 
وقد قضى هارومي وميغومي من اليابان وقتا رائعا، حيث يقول ميغومي، الذي يعمل في شركة يابانية في دلهي: «أحب المانجو، لكنها باهظة الثمن في اليابان. لذا حاولت استغلال إقامتي في الهند إلى أقصى حد ممكن. لقد أكلت نحو ست ثمرات مانجو بسهولة». 
يحصل الفائزون على ثمرات مانجو وجائزة نقدية. وجاء مزارع المانجو آرون سينغ مع «مانجو الفيداسية» التي يزعم أنه زرعها طبقا لقواعد الزراعة التي جاءت في الكتاب الهندي القديم «فيداس». وقال: «لقد استخدمت روث البقر سمادا ورويت المانجو بمياه نهر الغانغ المقدس». 
ويأتي سمير زيدي بثمراته من شجرة مانجو قديمة عمرها 188 عاما، وأطلق عليها اسم «داشيري» وهو اسم قريته كشكل من أشكال التقدير لها. ويقول زيدي: «لقد أنشأت صفحة على موقع «فيس بوك» من أجل ترويج مانجو الـ«داشيري». 
وشهد المهرجان أيضا مانجو «بزري» التي يبلغ وزنها كغم، وكذلك مانجو خضراء اللون اسمها «آنار دانا»، يبلغ وزن الواحدة منها 10 غرامات فقط. 
سُميت مانجو «بي نظير» باسم رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بي نظير بوتو وليس لها نظير على حد قول صاحبها روكسار خان. 
«تشيلتا كاس» نوع من المانجو يأتي من الجنوب، بينما من الصعب أن ينافس أي نوع من المانجو «فان راج» (ملك الأدغال) في حجمها. ويقول سي بي سينغ، أستاذ الزراعة في جامعة بانتناغار: «(لانغرا) و(داشيري) و(شوسا) من الأنواع الشائعة في شمال الهند، لكن هذه المهرجانات تعد فرصة لتقديم الأنواع التي تنمو في الجنوب أيضا. 
ويسهم مهرجان المانجو في جسر الهوة المعرفية بين الباحثين والمزارعين والتجار والمستهلكين، وجعلهم يقفون على أرضية مشتركة».
 أما طارق مصطفى، صاحب كشك، فيقول: «أنا أحضر المهرجان منذ عام 2007، وحصلت على جائزة (هوسنارا شاين إي هند) للمانجو العام الماضي. لدي 200 نوع مختلف من المانجو هنا، ويزدهر عملي ولدي زبائن دائمون يأتون كل عام إلى متجري لشراء المانجو».
 وتمثل المانجو 22 في المائة من إجمالي الفاكهة في الهند، حيث يصل إجمالي الإنتاج السنوي 12 مليون طن، وهو ما يجعل الهند أكبر دولة منتجة للمانجو في العالم. 
تجمع كثيرون في المهرجان من أجل مشاهدة أنواع المانجو المختلفة الآتية من شتى أنحاء البلاد. وتقول ريديما: «هناك طلب كبير على مانجو (الفلانتين)، حيث يشتريها كثير من الشباب لأنها تتخذ شكل قلب، عندما رأينا مانجو على شكل قلب، وقعنا في حبها على الفور.
 لم نر مانجو (الفلانتين) من قبل. ورغم أنها تبدو مثل أي ثمرة مانجو عادية، لكن شكلها الفريد حقق لها الرواج». وقد اشترت ريديما هي الأخرى واحدة لخطيبها. 
من أنواع المانجو الأخرى «جالي ميندا»، التي يقارب حجم ثمرتها حجم الطوبة. يقول المزارع محمد لوكمان: «يصل وزن إحدى ثمار المانجو إلى نحو خمسة كلغم ويتراوح سعرها ما بين 1200 و1500 روبية. كذلك فإن مانجو (سادابهار) التي تتخذ شكل ثمرة العنب جذبت الأنظار». 
ويقول كايلاش، تاجر المانجو: «المبيعات هنا مزدهرة، حيث يحاول الناس تجربة كل أنواع المانجو بدءا من شراء مانجو (كوبي) التي يبلغ سعر الكيلو منها نحو 50 روبية، ووصولا إلى مانجو (ألفونس) التي يبلغ سعر الكيلو منها نحو 350 روبية». 
ويقول أرتي كومار من الذين حضروا المهرجان: «لقد حضرت إلى هنا لأنني أردت تجربة مانجو (شيلا)، حيث كثر الحديث عنها العام الماضي، فرغبت في تذوقها العام الحالي». 
وقد سميت هذه المانجو بهذا الاسم العام الماضي رغبة من زارعها في التعبير عن امتنانه لرئيسة حكومة دلهي شيلا ديكشيت. تضيف أنانيا فيرما: «يمثل حضور المهرجان تجربة جيدة، حيث يعد بمثابة متجر يضم مختلف أنواع المانجو التي أريد شراءها. 
هناك بعض المخلل الجيد وصلصة التشاتني الذي دائما ما أقوم بشرائها». ويقول أحد منظمي المهرجان: «الهدف من إقامة هذا المهرجان هو توفير مساحة لعرض صناعة المانجو المحلية. ويشارك مزارعو المانجو من مختلف أنحاء الهند في هذا المهرجان». 
ويقول روهيت كومار الذي حضر المهرجان مع أسرته: «لم أكن أعرف من قبل أنه يوجد في الهند هذه الأنواع الكثيرة من المانجو. لقد أذهلني الاختلاف الكبير بين كل نوع، فقد كنت أظن أنهم يشبهون بعضهم البعض».