أفضل وأسوأ المكملات الغذائية والأعشاب لالتهاب المفاصل الروماتويدي

عندما اشتبه الطبيب في إصابتها بالتهاب المفاصل الروماتويدي شعرت ماسون بقلق كبير من أن تؤثر الأدوية التقليدية التي تتناولها على رضاعة طفلها الصغير، وفقا لما ذكرته الدكتورة لورا مارتن في موقع «ويب ميد» الطبي الإلكتروني.


التهاب المفاصل

وبموافقة الطبيب، حصلت ماسون على جرعات قليلة من أدوية الستيرويدات، وتوجهت لتناول الأعشاب والمكملات الغذائية، بما في ذلك البوسويليا (boswellia)، وهو لبان هندي، وزيت السمك، بهدف المساعدة على التخلص من الآلام والالتهابات.

وبعد ذلك بعام واحد تم التأكد من أنها مصابة بالفعل بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وعن ذلك تقول ماسون: «كنت سعيدة وأنا أشعر وأنني أسير في الطريق الصحيح. لا تستطيع تلك الأعشاب القضاء على المرض، ولكنها كانت تعطيني بعض الراحة».

وكما هو الحال مع ماسون، حاول 30 في المائة من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي الذين شملهم الاستطلاع في ولاية نورث كارولينا استخدام المكملات الغذائية، وفقا لإحدى الدراسات المتخصصة في مقاومة الأمراض المزمنة. ويقول لاي كالاهان، وهو أحد المشاركين في الدراسة وأستاذ الطب وجراحة العظام والطب الاجتماعي في مركز ثورستون لأبحاث التهاب المفاصل بجامعة ولاية نورث كارولينا في تشابل هيل: «استخدام الأعشاب والمكملات الغذائية في تزايد مستمر».

استخدام المكملات والأعشاب والسؤال الآن هو: ما أفضل الأعشاب والمكملات الغذائية لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، وهل هي آمنة أم لا؟ للإجابة على هذا السؤال يتعين علينا الاطلاع بعمق على بعض جوانبها، وأهمها «أسس استخدام المكملات الغذائية والأعشاب لعلاج مرض التهاب المفاصل الروماتويدي».

يجب أن نعرف في البداية أنه لم تتم دراسة المكملات الغذائية والأعشاب بنفس الطريقة التي تتم بها دراسة الأدوية الأخرى لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي. وعن ذلك يقول تشيم بوتيرمان، وهو رئيس قسم التهاب المفاصل بمركز مونتيفوير الطبي وكلية ألبرت أينيشتين للطب: «ثمة فرق شاسع بين استخدام تلك الأعشاب على نطاق واسع واعتقاد الناس في فعاليتها وبين ما تم إثباته بالفعل من الناحية العلمية».

ومع ذلك، بدأ هذا الوضع يتغير، حيث تملك المعاهد الوطنية للصحة مركزا متخصصا في دراسة الطب البديل والتكميلي. وفي نفس الوقت، يرى الخبراء أنه على الرغم من أن بعض الأعشاب والمكملات الغذائية قد تساعد على تخفيف الالتهاب، فإنه لا يمكن الاعتماد عليها لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

 ويقول ويليام كلير، وهو الرئيس المؤقت لقسم التهاب المفاصل بالمركز الطبي التابع لجامعة ديوك: «في أفضل الحالات، تكون هذا الأشياء بمثابة علاج تكميلي لا أكثر، ولا يمكن استخدامها كبديل عن الأدوية المخصصة لعلاج التهاب المفاصل».

ويتعين على المريض استشارة الطبيب قبل استخدام تلك الأعشاب والمكملات لأنها قد تتعارض مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض. ويضيف كلير أنه ينبغي علينا أن نتذكر أن تلك الأعشاب والمكملات الغذائية لا تخضع لرقابة جيدة وتنظيم كبير، وبالتالي لا يمكننا التأكد من الأشياء التي نقوم بشرائها.

ويوصي المركز الوطني للطب البديل والتكميلي السيدات الحوامل أو المرضعات أو اللاتي يعتمدن على الطب البديل والتكميلي لأطفالهن بتوخي مزيد من الحذر واستشارة الطبيب قبل استخدامها.

أفضل الأعشاب والمكملات

وهذه قائمة بأفضل الأعشاب والمكملات الغذائية التي يوصي بها الأطباء لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي:

- أحماض أوميغا - 3 الدهنية،

وهي أحماض مضادة للالتهاب ويتم استخلاصها من منتجات مثل زيت السمك، حسب تصريحات ديفيد ليبولد، وهو مدير قسم التعليم الطبي التكاملي بمركز سكريبس للطب التكاملي.

ويتم استخلاص زيت السمك من الأسماك التي تعيش في المياه الباردة مثل السالمون والتونة. وأظهرت الدراسات أن استخدام زيت السمك في أمراض الالتهاب المزمن لها فوائد كبيرة مثل تخفيف الألم وتصلب المفاصل في الصباح والحد من استخدام الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات.

وهناك بعض السلبيات لاستخدام زيت السمك، حيث قد يؤدي إلى زيادة مخاطر حدوث نزيف، وخصوصا إذا ما تم استخدامه مع أدوية أخرى معينة، كما يمكنه التفاعل مع الأدوية الأخرى التي قد يتناولها المريض لعلاج بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم.

وقد يكون لذلك الزيت طعم غريب مثل طعم السمك، ويتسبب في حدوث غازات وإسهال وانتفاخ. ويوصي الطبيب ليوبولد بتناول منتجات جيدة لا يكون لها هذا الطعم الغريب، كما يوصي باستخدام كبسولات مجمدة. وأضاف ليوبولد: «بمجرد أن تذوب تلك الحبوب، فإنها تتسبب في ما هو أكثر من التجشؤ». ويتعين على الشخص أن يتحقق من المكملات الغذائية التي تحتوي على زيت السمك الخالي من الزئبق.

- زيت لسان الثور (Borage oil):

يقلل زيت لسان الثور من تورم وضعف المفاصل، على حد تعبر روبرت زورير، وهو أستاذ الطب بقسم التهاب المفاصل بكلية الطب جامعة ماساتشوستس، الذي يضيف أن المرضى قد يحتاجون إلى كمية أقل من عقار بريدنيزون للتخفيف من الأعراض. وقد يتسبب زيت لسان الثور في حدوث انتفاخ أو اضطراب في المعدة، ومن الممكن أن تضر منتجات زيت لسان الثور بالكبد ويمكن أن تزيد من خطر حدوث نزيف، وخصوصا مع أولئك الذين يستخدمون المسكنات أو الأدوية المضادة للتخثر.

أعشاب وخلاصات- مستخلص الشاي الأخضر (Green tea extract)، والكركمين (الكركم - curcumin turmeric)، وكيرسيتين (quercetin) والزنجبيل (ginger)، وقشور الصفصاف الأبيض (white willow bark) والبوسويليا (boswellia)،التي من الممكن أن تعمل جميعها كعوامل مضادة للالتهاب. ويقول ليوبولد: «إنها تقوم بنفس الدور الذي يقوم به عقار الإيبوبروفين، ولكن على مستوى أقل». ويتم استخدام الكركمين والبوسويليا والزنجبيل في الطب الهندي القديم (الأيورفيدا) لعلاج الالتهابات، وفقا لما أعلن عنه المركز الوطني للطب البديل والتكميلي والتي تدعم البحوث في استخدام هذه النباتات في علاج التهاب المفاصل والربو.

ووفقا لما أعلن عنه المركز الوطني للطب البديل والتكميلي، يمكن أن يزيد الزنجبيل من مخاطر النزيف، وينبغي عدم تناوله من قبل الأشخاص الذين يعانون من مشكلات النزيف، أو مشكلات في القلب، أو السكري، أما الكركمين فقد يتسبب في اضطرابات في المعدة والإسهال، وينبغي عدم تناوله من قبل الأشخاص الذين يعانون من مرض المرارة أو حصى في المرارة، في حين قد تتسبب البوسويليا في حدوث اضطرابات في المعدة.

ويمكن أن تتسبب قشور الصفصاف الأبيض في حساسية شديدة للمرضى الذين لديهم حساسية للأسبرين. وثمة آثار جانبية أخرى مثل اضطرابات المعدة، والنزيف، والطفح الجلدي، ومشكلات في الكلى.

- عصارة نباتية مكونة من الأفوكادو وفول الصويا (Avocado - soy unsaponifiables)، التي تعرف اختصارا بـ«إيه إس يو»، وهي «تساعد الجسم على تجديد النسيج الضام»، ويمكن أن تتسبب في حدوث اضطرابات في المعدة، حسب تصريحات ليوبولد، الذي أضاف أن مجرد تناول الأفوكادو وفول الصويا يعطي الناس «تأثيرا معتدلا».

- إس إيه إم – إي (SAM – e)الذي يعمل بمثابة مضاد للالتهابات وكمسكن، ولكنه قد يتسبب في التقيؤ والإسهال والصداع والغثيان.

- نبات مخالب القط (Cat’s claw)، الذي يعمل على الحد من تورم المفاصل والألم بشكل طفيف، ولكن ليس هناك دليل قاطع على أن ذلك يمكن أن يعالج التهاب المفاصل الروماتويدي بنجاح. ويمكن أن يتسبب مخالب القط في الغثيان والصداع والدوخة.

أسوأ الأعشاب والمكملات

أما أسوأ الأعشاب والمكملات الغذائية لالتهاب المفاصل الروماتويدي فهي:

- زهرة العطاس (Arnica):

يقول ليوبولد إنها تكون سامة إذا ما تم ابتلاعها، ولكن إذا ما تم استخدامها بشكل موضعي فيمكن أن تتسبب في الحكة والطفح الجلدي.

- شاي كومبوتشا (Kombucha tea):

وهو عبارة عن فطر يزيد من ارتفاع مخاطر التلوث.

- الفضة الغروية (Colloidal silver):

وهي تحتوي على فضة بالفعل، ويمكن أن تحول الجسم بالكامل إلى اللون الأزرق بشكل دائم، كما يمكن أن تتسبب في مشكلات في الكلى، والإرهاق واضطراب في المعدة، ومشكلات عصبية.

- نبات الكرمة (Thunder god vine)،

الذي قد يتسبب في حدوث اضطرابات في المعدة وتفاعلات جلدية والعقم المؤقت للرجال، وانقطاع الدورة الشهرية عند النساء، كما يمكن أن يؤدي استخدامه بشكل كبير إلى انخفاض كثافة العظام، علاوة على أن بعض أجزائه سامة، ويمكن أن تسبب الموت.

المحصلة النهائية

- إن المحصلة النهائية لاستخدام الأعشاب والمكملات الغذائية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وفقا لما أورده موقع «ويب ميد» الطبي الأميركي، هي أن عليك أن تعيش حياة صحية، واعلم أن التمرينات الرياضية يمكن أن تتسبب هي الأخرى في قليل من الالتهابات.

والشيء الأهم هو أن تتحدث مع الطبيب الخاص بك عن الأعشاب والمكملات الغذائية. وحتى لو لم يتطرق الطبيب إلى الحديث عن تلك الأشياء، فعليك أنت أن تبادر بسؤاله عن ذلك.