منزل صغير .. يعكس الحياة في الريف الإنجليزي بكل التجهيزات العصرية

جدرانه الزجاجية تعبر عن المستقبل .. وداخله ينم عن شخصية دافئة واجتماعية
جدرانه الزجاجية تعبر عن المستقبل .. وداخله ينم عن شخصية دافئة واجتماعية

«إنه ليس منزلا كبيرا في حقيقة الأمر، ولكنه يبدو غير متناه، حيث يمكنك أن تنظر للخارج إلى ما وراء الحديقة ليمتد مرمى بصرك حتى مسافة 3 أميال»، بحسب ما يقول ريمي بلومنفلد من منزله ذي الحوائط الزجاجية. وأضاف: «يبدو الأمر كأنك فوق الأشجار أو نائم تحت النجوم».
يعمل بلومنفلد، الذي يبلغ 46 عاما، منتج برامج تلفزيونية، ويمتلك الفيللا الأكثر حداثة في المنطقة، منذ عام 1999. يمتد المنزل، المعروف باسم «كابيل مانور»، والذي صممه مهندس معماري بريطاني يدعى مايكل مانسر لعضو بالبرلمان عام 1969، على مساحة 23 فدانا من الأراضي الريفية الخضراء.
من ثم، ليس غريبا أن يقضي بلومنفلد معظم وقته فيه على الرغم من امتلاكه منزلا آخر بلندن. يقول بلومنفلد:
«إنه مكان يروق لي، خصوصا أنه يتيح لي فرصة أن أتشارك العيش به مع أشخاص أهتم بهم. في لندن، يتم التعارف بين الناس غالبا في غداء أو عشاء عمل فقط، لكن هنا فيمكن أن تدعوهم لقضاء فترة الإجازة الأسبوعية كلها معكم مما يخلق نوعا من الدفء والحميمية في العلاقة».
وعلى الرغم من كل هذه المزايا والإيجابيات، هناك عيب في الفيللا ويتمثل في الحجم.
يقول بلومنفلد:
«يتسم المنزل بالحميمية»، حيث تستطيع أن تتقاسم الأشياء مع أشخاص بالكاد تعرفهم. الحل بالنسبة له كان خلق جناح خاص بالضيوف «يتشابه مع المنزل الأصلي ولكن لا يكون صورة طبق الأصل منه».
وهكذا استعان بالمهندس المعماري الاسكتلندي، إيوان كاميرون، لتصميم المنزل. وكانت النتيجة عبارة عن هيكل بسيط، يفصله عند المنتصف حائطان إسمنتيان يشكلان معا رواقا ضيقا. وعلى الجانبين، توجد غرفة نوم وحمام، تحيطهما حوائط زجاجية متطابقة.
يشرح المهندس المعماري كاميرون، الذي كان يعمل في الشرق الأقصى وكان منبهرا بالمعابد والحدائق المدهشة في كيوتو واليابان وحدائق سوتشو في الصين: «كان بديهيا أن يتم ابتكار تصميم يتميز بالبساطة ويتماشى مع مبنى مايكل مانسر».
وأضاف:
«يوضع في الاعتبار تصميم الحديقة وطرازها المعماري والذي لم أره من قبل، حيث تتسم العلاقة بينهما بالرقي والرقة، بجانب العناية بالتفاصيل والمواد المستخدمة إلى أبعد الحدود. كان هذا هو الإلهام وراء تصميم سطح فوقه مظلة، والعلاقة بين الأسطح الخارجية التي بلا سقف والحدائق».
تم بناء الجناح في ثمانية أشهر. وعندما اكتمل بناؤه في شهر سبتمبر (أيلول)، بتكلفة قدرها 245.000 جنيه إسترليني (أقل من 400.000 دولار)، كان بمثابة المحفز لمشروع آخر.
وعلق بلومنفلد:
«لم نود أن نبدو بمظهر فقير، بينما ضيوفنا يعيشون حياة رغدة، لذلك قررنا تفكيك منزلنا وحرصنا على استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية، حيث أضفنا أيضا تقنية عزل الصوت، وخاصية التدفئة تحت البلاط، والأسقف المصنوعة من الزنك، بالإضافة إلى مطبخ أكبر حجما».
تضمنت عملية البناء أيضا تجديد طلاء الأجزاء الداخلية حتى تعكس المنظر الذي كان عليه المنزل الأول، الذي يضم غرفتي نوم حين تم بناؤه في بداية السبعينات من القرن الماضي. يشمل الأثاث الحديث ذو الطابع الكلاسيكي طاولة ومقاعد ماركة «إيرو سارينن» على شكل زهرة التيوليب، بالإضافة إلى أريكة حمراء ماركة «فيرنر بانتون».
ويتابع بلومنفلد:
«هناك شيء بسيط وباعث على التفاؤل في تصميمات السبعينات».
ولم يستطع إخفاء سعادته بعد الانتهاء من تحضير كل شيء، قائلا إنه أخيرا أصبح لديه مكان يستطيع أن يعمل ويعيش فيه على حد سواء في «الأمر لا يتعلق بالمساحة المادية فحسب، إذا إن المنزل يعني المكان الذي تتقاسمه مع الأشخاص الذين تحبهم، قد يشير المنزل الزجاجي من دون حوائط إلى فكرة مستقبلية وربما إلى البرود، لكن البيت ليس هو الحوائط، بل هو الأشياء التي تملأه بها والشخصية التي تميزه عن غيره».