محاولات إنقاص الوزن .. هل يوجد منهج واحد يصلح للجميع؟

ويقول الدكتور لي كابلان، مدير معهد السمنة والتمثيل الغذائي والتغذية التابع لمستشفى ماساتشوستس العام: «كل شيء يصلح لبعض الناس، ولكن لا يوجد علاج يحقق فعالية متساوية للجميع. لا توجد طريقة أفضل في جوهرها من أي طريقة أخرى. والعامل الرئيسي هو اكتشاف أي أنواع العلاج هو الأفضل بالنسبة لك، وهذا يحتاج إلى استخدام أسلوب التجربة والخطأ».
لغز السمنة 
هناك طرق كثيرة تؤدي إلى الإصابة بالسمنة، لكن العوامل الوراثية ونمط الحياة يلعبان دورا هاما في ذلك، وهذا يعني أن السبب وراء زيادة وزن أي شخص قد يكون مختلفا عن السبب وراء زيادة وزن أي شخص آخر.
ويوضح الدكتور كابلان ذلك قائلا:
«نحن نعتبر أن السمنة مرضا واحدا، ولكنها في الواقع حالة مزمنة ومعقدة للغاية. هناك عشرات الأنواع من السمنة، وكلها تتخذ أنماطا مختلفة. العامل الوحيد المشترك في ما بينها هو اختلال تنظيم عملية التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى تخزين الدهون الزائدة في الجسم».
وما زال السبب في أن هذا المرض قد يظهر بصور مختلفة يشكل لغزا من الألغاز، فبعض الناس يصبحون ثقيلي الوزن وهم رضع، وبعضهم يزداد وزنه في مرحلة المراهقة، والآخرون تظهر لديهم بضعة كيلوغرامات، بالإضافية في المراحل التالية من العمر، وهذه الكيلوغرامات قد تتراكم في منطقة البطن أو الأرداف أو الفخذين، أو قد تتوزع على الجسم بأكمله.
وقد يكون هناك شخص يزن 500 رطل (الرطل يساوي 453 غراما تقريبا) ولا يصاب بداء السكري، بينما يصاب به شخص آخر لديه زيادة في الوزن تبلغ 10 أرطال فقط. وبالتالي، ليس من المفاجئ أن لا يكون هناك علاج للسمنة يتسم بنفس الفعالية مع جميع الناس.
ونظرا لأن السمنة في غاية التعقيد، فإنه يمكنك زيادة احتمالية إنقاص وزنك والمحافظة عليه عن طريق تلقي الرعاية في أحد مراكز إنقاص الوزن متعددة التخصصات. ابحث عن مركز يقوم بتحليل استهلاك جسمك من السعرات الحرارية ووضع برنامج إنقاص وزن خاص بك وحدك، وهذا البرنامج ينبغي أن يتيح مجموعة متنوعة من التدخلات بدلا من أن يقتصر على حل وحيد، وأن يتضمن إحداث تغييرات في أسلوب حياتك كي يحول دون عودتك إلى العادات القديمة، وأن يتيح خيارات التدخل الطبي والجراحي، إذا احتجت إليها، إضافة إلى الاستشارات الدائمة.
ويقول الدكتور كابلان:
«مركز إنقاص الوزن ينبغي أن يكون مدربك وكبير مشجعيك وشريكك طوال حياتك».
استكشف خياراتك 
هناك طرق كثيرة للتعامل مع السمنة، وفي مقدمتها بالطبع النظام الغذائي والتمرينات الرياضية. وتتوافر خيارات متعددة في ما يتعلق بالنظام الغذائي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر برامج لإنقاص الوزن عن طريق تقليل السعرات الحرارية، أو تقليل الكربوهيدرات، أو تناول الأطعمة الكبيرة أولا، وتسمى «الأطعمة الحجمية» (Volumetrics)، أو برامج إنقاص الوزن التجارية. وتؤدي تمارين الأيروبيك الهوائية إلى حرق السعرات الحرارية، وهو نفس ما تفعله أي تمرينات رياضية خفيفة يتم أداؤها لفترة زمنية أطول، مثل المشي.
وقد يكون من المفيد أيضا الحصول على قسط أوفر من النوم وتقليل حجم الضغط العصبي الذي تتعرض له عن طريق «التغذية الراجعة الحيوية» أو التأمل.
وبالنسبة لبعض الناس، قد تساعدهم أدوية منع الشعور بالجوع أو جراحات إنقاص الوزن على التخلص من قدر كبير من الوزن والمحافظة على رشاقتهم.
وإذا كنت ممن يفقدون الهمة سريعا، فإن الدراسات تشير إلى أن الاستعانة ببرنامج مساعد قد يزيد من فرص نجاحك، ومن بين الخيارات المتاحة هنا الهاتف أو الإنترنت أو المساندة الجماعية، وكذلك التوجيه الشخصي.
صحة القلب 
من المهم أن تحافظ على نمط حياة صحي بالنسبة للقلب، حتى إذا ظل وزنك أعلى مما تحب، حيث توصلت الأبحاث إلى أنه من المفيد للصحة أن تكون بدينا ولائقا بدنيا أكثر من أن تكون غير لائق بدنيا مهما كان وزنك.
ويقول الدكتور كابلان:
«كل إنسان ينبغي أن يمارس التمرينات الرياضية بانتظام، ليس بالضرورة من أجل إنقاص الوزن، بل لأن هذا مفيد للقلب، بغض النظر عن وزنك. إن تناول نظام غذائي يحتوي على كم منخفض من الدهون المشبعة وقدر عال من الأحماض الدهنية من نوع (أوميغا 3) مع جرعة ضئيلة من الملح قد يقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. إلا أن أي جانب من جوانب هذا النظام الغذائي بمفرده لا يمكن الاعتماد عليه في إنقاص الوزن».
وعندما تحاول إنقاص وزنك، ينصحك الدكتور كابلان بأن تتعامل مع الأمر خطوة خطوة.
وهو يقول:
«جرب ما تشعر بأنه مفيد، ولا تيأس أو تستسلم. فحتى تصبح خبيرا في التمييز بين أنواع السمنة المختلفة لدى الناس، لا يعدو الأمر أن يكون مسألة عثور على ما يصلح معك أكثر من غيره».