الدليل الكامل لالتهاب قزحية العين .. أسبابه وعلاجه

يحدث نتيجة العدوى أو أمراض المناعة الذاتية أو إصابة في العين
يحدث نتيجة العدوى أو أمراض المناعة الذاتية أو إصابة في العين

أبلغ من العمر 64 عاما، وقد تم تشخيص إصابتي بالتهاب القزحية في عيني اليمنى، فما أسباب ذلك؟ وما أفضل علاج لذلك؟
التهاب القزحية هو التهاب يصيب جزءا أو عدة أجزاء من العنبية (طبقة من الأنسجة التي تقع بين شبكية العين وبياضها «الصلبة» sclera)؛ حيث تحيط هذه الطبقات الثلاث (شبكية العين، والعنبية، والصلبة) بتجويف مقلة العين الذي يحتوي على الخلط الزجاجي ذي الطابع الهلامي (انظر الصورة).
التهاب القزحية
وقد يحدث التهاب القزحية (العنبية) uveitis بشكل مفاجئ، مصيبا كلا العينين أو أيا منهما، حيث يمكن أن يسبب احمرارا مؤلما في مقلة العين، وعدم وضوح الرؤية، وحساسية خفيفة، وعوامات، وغيرها من المعوقات التي تعوق مجال الرؤية. وقد يكون لدى المرء كل هذه الأعراض أو بعضها، وفقا للجزء المتضرر من العنبية. وهي حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى حدوث ندوب أو عمى كامل إذا ما تركت من دون علاج.
والتهاب العنبية له أسباب كثيرة ومختلفة، تتضمن العدوى، وأمراض المناعة الذاتية، وحدوث إصابة في العين (بما في ذلك الجراحات التي يتم إجراؤها على العيون). ومن ضمن الأدوية النادرة التي تسبب التهاب العنبية دواء «البايفوسفونيت» (خصوصا عندما يتم إعطاؤه للمريض عن طريق الوريد)، والمضادات الحيوية، مثل روفاباتين (ميكوباتن) وموكسيفلوكساسين (أفلوكس)، والعقاقير المضادة للفيروسات، مثل سيدوفرفير (فيستايد).
وفي نحو 30 في المائة من الحالات يكون السبب غير معروف. وبعض المرضى يصابون بمتلازمة تدعى «masquerade syndromes» تشبه التهاب العنبية، ولكنها تحدث لأسباب أخرى، مثل تمزق الشبكية أو الإصابة بنوع من سرطان الغدد الليمفاوية.
التشخيص والعلاج
وتتكون العنبية من ثلاثة أجزاء: القزحية iris (الجزء الملون من العين)، والجسم الهدبي the ciliary body (الهيكل الموجود بالقرب من القزحية الذي ينتج السائل داخل العين)، والمشيمية choroid (طبقة من الأوعية الدموية التي تغذي أجزاء مهمة من العين، بما في ذلك شبكية العين).
ويصيب التهاب العنبية الأمامي، وهو الشكل الأكثر شيوعا من التهاب العنبية، الجزء الأمامي من العين (القزحية والجسم الهدبي)، في حين يصيب التهاب العنبية الوسيط الخلط الزجاجي غالبا، بينما يصيب التهاب العنبية الخلفي، الشبكية أو المشيمية الموجودة في الجزء الخلفي من العين، وفي بعض الأحيان تصاب العين بأكملها بالالتهاب.
ويقوم طبيب العيون بفحص العين بالمصباح الشقي لتشخيص حالات التهاب العنبية، وهو أداة مكبرة تسمح للطبيب برؤية أجزاء هياكل العين بشكل تفصيلي، ويتم وصف العلاج بناء على سبب الالتهاب، حيث يتم علاج التهاب العنبية الناجم عن عدوى بمضاد حيوي، أو مضاد للفطريات، أو مضاد للفيروسات، أو غيرها من الأدوية (غالبا ما تستخدم قطرة منشطة موضعية إلى جانب هذه الأدوية لتخفيف الالتهاب ريثما يبدأ الدواء في تحقيق مفعوله).
وعادة ما يتم علاج التهاب العنبية غير المعدي بالستيرويدات، التي يتعاطها المريض بطريقة موضعية، من خلال قطرة عين، أو الحقن في العين، أو الفم، كما تمت الموافقة على علاج التهاب العنبية الحاد عن طريق الزرع الجراحي الذي يعمل على إطلاق الستيرويدات ببطء داخل العين، ولكن جميع أشكال العلاج بهذه الأدوية يمكنها التسبب في الإصابة بالمياه الزرقاء أو البيضاء، وكذلك يمكن أن يسببها التهاب العنبية، ولذا ينبغي علاجها للحفاظ على القدرة على الرؤية، وإذا ما أصيب المريض بأي منهما فإن طبيب العيون الخاص به يصف له العلاج الإضافي المناسب.
وقد يتطلب التهاب العنبية اللجوء إلى كل من طبيب عيون وطبيب باطني، حيث إنه بمجرد أن يشخص طبيب العيون الحالة، فقد يكون من الجيد أن يخبر المريض طبيب الباطنية أو طبيب الرعاية الأولية الخاص به، حيث قد يرغب هذا الطبيب في عمل تاريخ مفصل للحالة المرضية، أو إجراء فحص سريري، وفحوص مختبرية لتحديد ما إذا كانت حالة التهاب العنبية تلك مرتبطة بمرض آخر كامن في جسم المريض يمكن علاجه. ومن المهم أيضا أن يتابع المريض حالته مع طبيب العيون للتأكد من أن العلاج الذي وصفه له يعمل بشكل فعال، وللتحقق من أنه لا توجد مضاعفات.