د/ حازم يس: مفاهيم شائعة وخاطئة عن صحة العيون

تسود في المجتمع المصري كثير من المفاهيم الخاطئة التي تنتقل من جيل إلي آخر، وقد قمت بـجمعها في فصل واحد في محاولة متواضعة لإلقاء الضوء عليها لعلي أستطيع أن أغيرها علي الأقل في عقول القراء.
المياه البيضاء الناضجة (المستوية):
كثير من المرضي الذين أقوم بتوقيع الكشف الطبي عليهم ويعانون من المياه البيضاء مازال مترسخاً في أذهانهم عدم إزالة المياه البيضاء إلا عندما تستوي تماماً؛ أي يكون الإبصار منعدماً تماما وذلك لأن الجيل السابق من الأجداد كان يقال لهم "لا تزيلوا المياه البيضاء إلا عندما تستوي". .أما الآن يمكن إزالتها بمجرد أن يشعر المريض بضعف الإبصار لتفادي أي مضاعفات قد تحدث إذا تركت المياه البيضاء حتي تستوي.
وهناك أيضا خطأ شائع وهو رفض زرع العدسات بعد إزالة المياه البيضاء وذلك بناء علي ما سمعه من شخص آخر أجري العملية وحدثت له بعض المضاعفات، وأؤكد أن حالة كل عين تختلف عن العين الأخري حتي لو كان في نفس الشخص، وليس لدى قريبه أو صديقه، وطبيب العيون هو الوحيد الذي يمكن أن يقرر إن كانت العدسة ضارة أو مفيدة عند زراعتها بالعين.
النظارة الطبية:
لا أدري- علي وجه الدقة- من الذي اخترع هذا التعبير.. أهو طبيب عيون أم مريض يرفض الاعتراف باحتياجه لارتداء نظارة، فما أعرفه أن النظارة الطبية هي عدسة معينة وظيفتها تكوين بؤر الصورة مباشرة علي الشبكية وليس من أهدافها إيقاف زيادة قصر النظر أو طول النظر، وفي الواقع إن تعبير "نظارة حفظ النظر" يطلق علي مقاس النظارات الصغيرة (ربع درجة أو نصف درجة) والتي يكون الشخص معتمداً عليها اعتماداً كلياً في ممارسة حياته اليومية.
استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الأتاري:
كثيراً ما تأتي إليّ الأمهات وفي أعينهم نظرات رجاء أن أقول لأبنائهم إن استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الأتاري بكثرة سيصيب أعينهم بضعف شديد، والواقع إن هذا غير صحيح.. فالله سبحانه و تعالي خلق العين كجهاز بصري كي تمارس وظيفتها وهي القراءة، وممارسة الوظيفة لا يستنفذ الرصيد البصري، كما لو كان عند الشخص مواد غذائية يخزنها ويقتصد في استهلاكها علي طريقة  "محدش ضامن الظروف".. المهم هو أن يرتدي الشخص المستخدم للكمبيوتر النظارة التي تجلب له صورة واضحة علي الشبكية، كما أن أغلب أجهزة الكمبيوتر تكون شاشاتها غير مشبعة بالأشعة فوق البنفسجية.
الأغذية المقوية للإبصار:
 كثيراً ما أتعرض لهذا السؤال، وعند أغلب الناس اعتقاد بأن الجزر يقوي النظر ولا أدري من أتي لهم بهذا الاعتقاد  -يمكن علشان الأرانب لا ترتدي النظارات- وبالرغم من وجود مادة "الكاروتين" في الجزر وفيتامين (أ) الذي يختص بالخلايا الصبغية البادئة، إلا أن التمثيل الغذائي للجسم لا يقوم بتوزيع "الكاروتين" علي العين دون سائر أعضاء الجسد.. إذن فـالمهم أن يكون هناك غذاء متوازن صحي ومفيد للجسم كله.
القطرة المطهرة للعين:
يسود اعتقاد عام عند جموع الشعب المصري بضرورة استخدام قطرة تطهير العين يوميا، وفي بعض الأحيان يطلب المريض وصف قطرة تزيد من مضاعفة بياض العين، والحقيقة إن نسبة كبيرة من الشعب المصري يستخدم القطرات المزيلة للاحتقان بصفة مزمنة حتي أصبحت عاده يومية عند بعضهم، ولكن لماذا لا يستطيعون الاستغناء عنها فيما بعد؟ ببساطة شديدة إن هذة القطرات تؤدي إلي تضييق الأوعية الدموية وبمجرد أن يزول مفعولها تتسع الأوعية الدموية أكثر من ذي قبل في ظاهرة معروفة باسم Rebound أي الارتجاع، فيحدث احمرار العين، فيضع الشخص القطرة فتبيض العين ثم يزول مفعول القطرة فتحمر العين وهكذا، والجدير بالذكر أن أغلب هذه القطرات تؤثر علي الطبقة الدمعية للعين فتصاب العين بجفاف يؤدي إلي احمرارها، كما أن العين- كرد فعل وقائي لهذا الجفاف- تزيد من إفرازات الغدة الدمعية وتشعر كما لو كانت العين مبللة بالدموع وهو عرض ثانوي للجفاف، ونتيجة لانتشار جفاف الطبقة الدمعية لأسباب كثيرة مثل التعرض للتيارات الهوائية، أجهزة التكييف، الأضواء المبهرة، والحرارة العالية) فما ينصح به هو استخدام القطرات البديلة للدموع الطبيعية وليس في كل وقت ولكن عندما يعاني الشخص من وجود جفاف فقط).
أغرب ما سمعت:
هو الاعتقاد السائد عند بعض السيدات و بالذات في الريف "أن ارتداء الجوارب أثناء النوم ليلاً في فصل الشتاء يضعف من حد الإبصار" ولا أعرف من أين جاء هذا الاعتقاد، والحقيقة أنني بحثت كثيراً عن أصل هذا الاعتقاد ولكن ما أستطيع أن أؤكده أن ارتداء الجوارب ليس له علاقة بالإبصار علي الإطلاق.
وأيضا هناك بعض العادات السيئة في الريف مثل:
- وضع الكحل للأطفال الصغار.
- وضع الشيشم (كمادات ماء البصل) عند حدوث التهابات العين.
- ترك الأطفال بدون علاج التهاب الملتحمة.
- الأطفال المصابون بالمياه الزرقاء الخلفية التي تؤدي إلي كبر حجم العين يعتبرها الأهل علامة من علامات الجمال ويخافون علي الطفل من الحسد وبالذات لو كان ولداً، فلا يذهبون به للطبيب لاستشارته قبل أن يستفحل الأمر.