كيف تجهز شقة صغيرة لرجل أعزب يعيش بإيقاع سريع

تغلب على ضيق مساحتها بفتح الغرف على بعضها بعضا فكسب 25 مترا مربعا
تغلب على ضيق مساحتها بفتح الغرف على بعضها بعضا فكسب 25 مترا مربعا

فرانك كارفارو، شاب أعزب يبلغ من العمر 41 عاما حقق خلالها إنجازات في مجالات عدة ومتنوعة لحد الآن، منها مجال الديكور. عندما قام بتجديد شقته الصغيرة بقرية غرينتش، يشرح كارفارو إنه كان يريد نمطا يشبه الفنادق الفاخرة، مكانا يلائمه على المدى القصير، يقيم فيه مؤقتا قبل أن يبدأ في تكوين عائلة.
أول ما قام به أنه تخلص من حوض الاستحمام لأنه لم يعد يتلاءم مع النمط الذي يريده لشقته الجديدة، حيث استبدل الحوض بدش ينبعث منه البخار بكثافة وقوة، حتى إن أحدهم أخطأ ذات مرة واعتقد أن البخار الذي يخرج من النافذة دخان حريق واستدعى المطافئ.
وبالطبع، جاءت جدران الحمام من الرخام، وتخلى عن أي جدران تربط بين غرفة المعيشة وغرفة النوم مما يسمح بالوصول السريع لكليهما، فيما تم عزل الأرضيات والأسقف بشكل جيد حتى لا تزعج موسيقى كارفارو الجيران. أما الأثاث الذي اختاره فيحمل سمات أواسط العصر الحديث وهو من شركة الأثاث «ديسيرون» بسوهو.
نظرة واحدة على ديكور الشقة تشي بأنه رجل عصري يعيش الحياة بإيقاع سريع ورياضي من الدرجة الأولى. وهذا ليس غريبا، فهو يشترك في سباقات الدراجات البخارية، ويتزلج على الجليد كما أنه يستيقظ دائما في الخامسة والنصف صباحا لكي يبدأ تدريبه على مسابقة «أيرون مان». وإذا كان هذا ليس كافيا للتأكيد أنه رجل نشيط، فقد تم تصويره في إعلانات للقطار الأميركي السريع وليفايز.
وعندما ينتقل الأمر للحديث حول الصيد، وهو من هواياته الأخرى، فإنه يفتح الثلاجة ويسحب قطعة من سمك السالمون المجمد، تعود للصيف الماضي عندما كان في أيسلندا وجلب نحو 40 رطلا من السالمون.
بالإضافة إلى كل هذه الإنجازات والنشاطات، حققت شركته، التي أسسها قبل 14 عاما نحو 10 ملايين دولار في 2011، وفقا لما قاله، علما أنه إلى جانب هذه الشقة، فهو يمتلك منزلا يتكون من ثلاث غرف للنوم بآيسلندا وآخر بكولورادو، اشتراه مع أحد الأصدقاء.
تبلغ مساحة شقة السيد كارفارو، والتي تبدو أنها تحتوي على كافة التجهيزات التي يمكن أن يحتاجها رجل دائم التنقل، 550 قدما مربعا فقط، وصمم كل ركن فيها بنفسه بكلفة بلغت نحو 150 ألف دولار. هل كانت لديه ميزانية محدودة؟ يبتسم السيد كارفارو نافيا الأمر.
ورغم أن هذا النفي يعطي الإيحاء بأنه رجل نشأ غنيا، فإن ذلك أبعد ما يكون عن الصحة. فقد نشأ في لونغ فالي بنيوجيرسي حيث كان أبوه وجده ينفذان نقوشا حديدية وكانت أمه تعمل كممرضة خاصة.
بعد وفاة الابن الرابع لأبويه، بدآ في رعاية الأطفال الأيتام الذين بلغ عددهم وفقا لكارفارو 23 طفلا. وكانت الأوضاع المالية للأسرة ترتفع وتهبط. ففي أحد الأعوام مثلا اشترى أبوه مجموعة كبيرة من هدايا الكريسماس فيما لم يستطع شراء ولا واحدة في العام التالي.
وكان كارفارو، وهو أكبر الأبناء، طموحا حتى وهو صغير. ويصف نفسه بالطفل المفرط في كل شيء، فإذا ما طلب منه أحد طلاء إطار صغير حول المنزل، مثلا، فهو لا يكتفي بذلك بل يقوم بطلاء المنزل بأكمله. وقد تعلم شغل الحديد على يد عائلته فيما علم نفسه بنفسه كمصمم.
 
 
 
وفي العام الذي درس فيه التصميم والفنون المعمارية بجامعة غرينوبل قبل أن يحصل على الدرجة العلمية في اللغة الفرنسية والاقتصاد بكلية روتغرز، كان أكثر اهتماما بالتزلج في جبال الألب من دراسة التصميم.
وقبل عامين، اشترى شقة تحتوي على غرفة نوم واحدة في منزل عادي مقابل 585 ألف دولار. لم تكن حالتها سيئة، ولكنه أراد أن ينشئ مكانا خاصا به تماما، فأزال الجدران والسقف والأرضيات، مما ساعده على أن يخلق نحو 25 قدما مربعا إضافيا، بعد أن استبدل المطبخ التقليدي بمطبخ مفتوح، وأزال الجدار الذي يفصل بين غرفة النوم وغرفة المعيشة واستبدله بوحدة تخزين أنيقة مزودة بمدفئة إيثانول من «إيكوسمارت»، (شركة كارفارو تعمل على توزيع منتجات إيكوسمارت).
كما تحتوي غرفة النوم أيضا على سرير صممه بنفسه يحتوي على وحدات تخزين مغطاة بالجلد الأخضر بمقدمة السرير وأرفف من الزجاج في القاع لحمل الأحذية.
ومن أكثر الأشياء إثارة في المنزل جدار يحتوي على توليفة من الصور التي تحمل دلالة خاصة بالنسبة للسيد كارفارو: خارطة من مترو الأنفاق بلندن الذي كان يعيش فيه لبعض الوقت، وصنارة صيد وشابة ترتدي نصف دستة من القبعات السوداء (كانت تبدو مثيرة للاهتمام، وفقا لما قاله كارفارو).
وكان الجدار الذي أنشأه جودي كوهان، المصمم الذي يقوم بأعمال التنفيذ النهائية مستوحى من ورق الحائط في منزل المعالج النفساني في فيلم «خطاب الملك». «يمكنك رؤية تاريخ ذلك المبنى في الجدار» حسب تعليقه.
أما بالنسبة لرأس الثور طويل القرون المعلق على الجدار، فيقول: «لقد حصلت عليه من محل بكولورادو. أحب تلك الأشياء المتعلقة بالمغامرة. أتخيل كيف كان ذلك الثور يعيش ومن كان يقوده، حيث يعيدني ذلك إلى زمن كنت أحب أن أحيا به». ويشرح كارفارو أن لوح التزلج المائي إلى جانبه يعبر عن حبه ركوب ألواح التزلج.
يقول: «إنها رياضة جديدة نسبيا بالنسبة لي: فأنت تقف على ما يبدو وكأنه لوح للتزلج ثم تستخدم المجاديف. وقد قمت بسباق لمسافة 24 ميلا حول مانهاتن. كانت مغامرة جيدة ورائعة، وجاء ترتيبي الثاني عشر على فئتي». قد لا تبدو هذه النتيجة مبهرة، لأول وهلة، لكنه كان ضمن نحو 100 شخص.